أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015
1857
التاريخ: 27-1-2016
5178
التاريخ: 2-3-2018
2360
التاريخ: 10-04-2015
3286
|
هو أبو القاسم الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن محمّد بن يوسف المعروف بالوزير المغربيّ (1).
كان أبو القاسم الحسين بن أبي الحسين عليّ (جدّ صاحب هذه الترجمة) كاتبا لسيف الدولة بن حمدان. ثم كان أبو الحسن عليّ بن المغربيّ (والد صاحب الترجمة) آخر وزراء سيف الدولة؛ ثمّ استوزره سعد الدولة أبو المعالي شريف بن حمدان (ابن سيف الدولة و خلفه في حكم حلب) ، غير أننا لا نعلم ما ذا اتّفق له بعد أن اضطرب أمر أبي المعالي. ثم نجده في سنة 377 ه(987 م) مع شرف الدولة البويهيّ صاحب الموصل (376-379 ه) . ثم ان أبا الحسن عليّا اختلف وشيكا مع بدر الكردي (!) و غادر العراق الى مصر في أيام الحاكم بأمر اللّه الفاطميّ (386 -411 ه) .
في هذه الفترة المضطربة من حياة هذه الأسرة ولد أبو القاسم الحسين بن عليّ (صاحب هذه الترجمة) ، في الثالث عشر من شهر ذي الحجّة سنة 370 ه(20/ 6/981 م) . و قد حفظ القرآن العزيز و عدّة من كتب اللغة و النحو و من مجاميع الشعر القديم، كما قرأ شيئا من علم الحساب و الجبر و المقابلة.
ثم أنّ الحاكم بأمر اللّه تغيّر على وزيره أبي الحسن فقتله و قتل معه ابنيه المحسّن و محمدا و أخاه أبا عبد اللّه، في الثالث من شهر ذي القعدة سنة 400(15/6/ 1010 م) . و هرب أبو القاسم الحسين (صاحب هذه الترجمة) و جاء الى صاحب الرملة حسّان بن الحسن بن مفرّج بن دغفل بن الجرّاح الطائي و استجار به و مدحه، فأجاره حسّان. و بعد مدّة استطاع أبو القاسم الحسين إفساد ما بين صاحب الرملة و بين الحاكم بأمر اللّه؛ ثم انتقل الى مكّة و أطمع أميرها أبا الفتوح الحسن بن جعفر (2) بالتّسمي بالخلافة و عاد فأقنع حسان بن الحسن بن مفرّج بمبايعة أبي الفتوح (3).
و أدرك الحاكم بأمر اللّه مغبّة هذه الحركة فاستمال إليه حسانا الطائي بالمال الكثير فاضطرّ أبو الفتوح الى أن يعود هاربا الى مكّة، كما اضطرّ أبو القاسم الحسين أن يغادر الشام فجاء الى العراق حيث اتّصل بفخر الملك أبي غالب بن خلف و كان وزيرا لسلطان الدولة البويهيّ صاحب البصرة و نائبا له على واسط (401-406 ه) . و لكنّ الخليفة العبّاسيّ القادر باللّه ظنّ في أبي القاسم الحسين أنه يريد إفساد الدولة العبّاسية (و كانت الدعوة الفاطمية قد وجدت سبيلا الى العراق و خطب للحاكم بأمر اللّه في الموصل و الأنبار و الكوفة، في سنة 401 ه، ثم قطعت الخطبة له و عادت للقادر باللّه العبّاسي) .
و وزر أبو القاسم الحسين بن عليّ بعد ذلك لعدد من الأمراء في العراق-و هو يتنقّل من أمير الى أمير (4)-حتّى مات في ميافارقين في 13 رمضان 418(1027 م) .
كان الوزير المغربيّ أبو القاسم بن عليّ أديبا بارعا و مترسّلا و شاعرا محسنا. و فنونه المديح و الرثاء و الغزل و النسيب و الأدب. و كذلك كان مصنّفا له: كتاب سيرة النبيّ (موجز من سيرة ابن هشام) -كتاب أدب الخواصّ في المختار من بلاغة قبائل العرب و أخبارها و أنسابها و أيّامها-كتاب الإيناس بعلم الانساب (مرتّب على حروف المعجم و فيه شواهد من الشعر و عدد من التعليقات التاريخية) -كتاب في السياسة-كتاب المأثور من ملح الخدور.
مختارات من شعره:
- قال الوزير المغربيّ أبو القاسم الحسين بن عليّ (5):
أقول لها، و العيس تحدج للسرى... أعدّي لفقدي ما استطعت من الصبر (6)
سأنفق ريعان الشبيبة آنفا... على طلب العلياء أو طلب الأجر (7)
أ ليس من الخسران أنّ لياليا... تمرّ بلا نفع و تحسب من عمري
- و له في الغزل:
حلقوا رأسه ليكسوه قبحا... غيرة منهم عليهم و شحّا
كان صبحا عليه ليل بهيم... فمحوا ليله و أبقوه صبحا
- و ممّا قاله في آخر أيامه و أوصى أن يكتب على قبره:
كنت في سفرة الغواية و الجهـ...ـل مقيما، فحان منّي قدوم (8)
تبت من كلّ مأثم، فعسى يمـ...ـحى بهذا الحديث ذاك القديم
بعد خمس و أربعين لقد ما... طلت ألاّ إنّه الغريم (9) الكريم
___________________
1) يبدو أن أسرة الوزير المغربي كانت قد لفقت لنفسها نسبا يتصل بيزدجرد بن بهرام بن جور ملك فارس. و يميل ابن خلكان الى أن الوزير المغربي كان مغربي الأصل فعلا (وفيات الأعيان 1:280، السطر الثاني من أسفل) ؛ و أرى أنه لقب (أو لقب أبوه) بذلك لأنه كان في مصر وزيرا للحاكم بأمر اللّه الفاطمي (و الدولة الفاطمية في أصلها مغربية النشأة) .
2) في تاريخ الكامل (بيروت 9:331) أن الوزير المغربي ولد في مصر سنة 370 ه.
3) أبو الفتوح الحسن بن أبي محمد جعفر من آل فليتة أشراف مكة تولى مكة مرتين (384-401 و 403-430 ه) ، و طالب بالخلافة سنة 402 ه. و يبدو أن أبا الحسن التهامي الشاعر (راجع، فوق، ص 76) بدأ يتردد على مصر لهذه المهمة منذ ذلك الحين.
4) راجع كثرة تنقله بين البلاطات في معجم الادباء (10:80-82) .
5) الابيات الثلاثة التالية رواها ياقوت (معجم الادباء 10:88) للوزير المغربي، و هي تروي لغيره راجع ص 98) .
6) العيس: النياق. تحدج (بالبناء للمجهول) : يشد عليها الجدح (بكسر الحاء: مركب للنساء يرفع على الابل) -كناية عن الاستعداد للسفر.
7) آنفا: مستأنفا: بادئا من جديد؛ أو قائما بأعمال جديدة لم يلمم بها غيري من قبل.
8) . . . قدوم-قدوم على اللّه (موت) .
9) الغريم: المطالب بالدين. -كناية عن ان الوزير المغربي يشعر بأنه أذنب الى اللّه و أن اللّه سيعفو عنه.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|