المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الاصل بقاء ما كان على ما كان
1-3-2017
Extremal Graph
27-3-2022
ارشادات طبية
11-4-2016
[علي سيد العرب وسيد الدنيا والاخرة]
27-10-2015
التانينات (عفصات ، مركبات دباغية) Tannins
30-11-2020
SN1 Reaction: The Substrate
30-5-2017


المتوكّل الليثي  
  
3153   11:14 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص408-411
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو جهمة المتوكّل بن عبد اللّه بن نهشل من بني عوف بن عامر ابن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، ولذلك يقال له المتوكّل الليثي والمتوكّل الكناني. وهو من أهل الكوفة، عاصر معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد ومدحهما، واجتمع بالأخطل وتناشدا الشعر فاستحسن الاخطل شعره وقدّمه. وهذا يدلّ على أن ذلك كان قبل أن يأتي الاخطل إلى البلاط الأمويّ في المرة الثانية في أيام عبد الملك، لأن الاخطل أصبح في ذلك الحين شديد الذهاب بنفسه لا يقرّ لغيره بالتقدّم.

ولعلّ وفاة المتوكّل الليثي كانت في أعقاب خلافة يزيد بن معاوية (توفّي سنة 64 ه‍-683 م) أو بعد ذلك بقليل.

كان المتوكّل الليثي، فيما يبدو لنا، كريم الاخلاق: كان له امرأة اسمها أمامة وكنيتها أم بكر (و قيل كان اسمها رهيمة أو أميمة) فأقعدت (1) فطلبت منه أن يطلّقها فأبى و قال لها: ليس هذا حين طلاق. و لكنّها أصرّت فطلّقها. ثم انّها برئت و عادت اليها صحّتها. و كذلك كان لا يشرب الخمر (2).

و المتوكّل الليثي رأس الطبقة السابعة من الشعراء الاسلاميّين (3). و هو شاعر وجداني مجيد مطيل مع متانة و سهولة و رقّة، و كان شعره يغنّى. أما أغراضه فالمديح و الهجاء الذي ينطوي أحيانا على شيء من الإقذاع. و له أيضا غزل جيّد و فخر و حكمة و اعتذار.

المختار من شعره:

-قال المتوكّل الليثي في امرأته بعد أن طلّقها ثم برئت (و الغزل في مطلع القصيدة في امرأة غيرها) :

أجدّ اليوم جيرتك احتمالا... و حثّ حداتهم بهم عجالا (4)

و في الأظعان آنسة لعوب... ترى قتلي بغير دم حلالا (5)

ثم يقول المتوكّل (في امرأته) :

تعبّس لي أميمة بعد أنس... فما أدري أسخطا أم دلالا!

أبيني لي، فربّ أخ مصاف... رزئت، و ما أحب به بدالا (6)

فلا و أبيك، ما أهوى خليلا... أقاتله على وصلي قتالا (7)

و كم من كاشح، يا أمّ بكر... من البغضاء يأتكل ائتكالا (8)

لبست على قناع من أذاه... و لو لا اللّه كنت له نكالا (9)

كان معن بن حمل بن جعونة بن وهب أحد بني لقيط بن يعمر (من قوم المتوكّل و عشيرته) قد هجا المتوكّل و أكثر. وبعد أن سكت المتوكّل الليثيّ على هجاء معن زمنا طويلا هجاه و هجا قومه بني الدّيل هجاء قذعا. بعدئذ ندم المتوكّل الليثي على ذلك فقال قصيدة فيها غزل و فخر و اعتذار، و فيها مدح في يزيد بن معاوية (و كان يكنى أبا خالد) :

خليليّ، عوجا اليوم و انتظراني... فإنّ الهوى و الهمّ أمّ أبان (10)

هي الشمس يدنو لي قريبا بعيدها... أرى الشمس ما أسطيعها و تراني

نأت بعد قرب دارها، و تبدّلت... بنا بدلا، و الدهر ذو حدثان (11)

سيعلم قومي أنني كنت سورة... من المجد إن داعي المنون دعاني (12)

ألا ربّ مسرور بموتي إذا أتى... و آخر لو أنعى له لبكاني (13)

خليليّ، ما لام امرءا مثل نفسه... إذا هي لامت، فاربعا و دعاني (14)

ندمت على شتمي العشيرة بعد ما... تغنّى بها غوري و حنّ يماني (15)

قلبت لهم ظهر المجنّ، و ليتني... رجعت بفضل من يدي و لساني (16)

على أنني لم أرم في الشعر مسلما... و لم أهج إلاّ من روى و هجاني (17)

همُ بطروا الحلم الذي من سجيّتي... فبدّلت قومي شدّة بليان (18)

و لو شئتم، أولاد وهب، نزعتم...و نحن جميع شملنا اخوان (19)

نهيتم أخاكم عن هجائي، و قد مضى... له بعد حول كامل سنتان (20)

فلجّ، و منّاه رجال رأيتهم... إذا قارنوني يكرهون قراني (21)

خليليّ، لو كنت امرأ بي سقطة... تضعضعت أو زلّت بي القدمان

أعيش على بغي العداة و رغمهم... و آني الذي أهوى على الشّنآن (22)

خليليّ، كم من كاشح قد رميته... بقافية مشهورة و رماني (23)

أبا خالد، حنّت اليك مطيّتي... على بعد منتاب و هول جنان (24)

أبا خالد، في الأرض نأي و مفسح... لذي مرّة يرمى به الرجوان (25)

فكيف ينام الليل حرّ عطاؤه... ثلاث لرأس الحول أو مائتان (26)

تناهت قلوصي بعد إسآدي السّرى... إلى ملك جزل العطاء هجان (27)

ترى الناس أفواجا ينوبون بابه... لبكر من الحاجات أو لعوان (28)

____________________

1) مرضت مرضا أقعدها ففقدت القدرة على الحركة.

2) راجع الاغاني 12:159.

3) ابن سلام 142.

4) الجيرة: الاهل، الزوجة. الحداة جمع حاد: الذي يسوق الإبل.

5) بغير دم: من غير أن أكون قد سفكت دما (قد قتلت أحدا فاستحق أن أقتل به) .

6) رب صديق كان مصافيا محبا لي فمات، و ما كنت أود (في حياته) أن أتخذ صديقا سواه. أبيني لي: بيني لي، قولي لي: أ هذا الذي فعلته سخط (غضب حقيقي) أم دلالا (تظاهر بالبغض و الغضب. . . راجع البيت السابق) .

7) لا أحب أن أحمل أحد على صداقتي بالقوة.

8) الكاشح: المبغض. ائتكل: أكل الحقد و الغضب صدره (امتلأ حقدا علي) .

9) الملموح: تغاضيت عن أذاه لي. و لو لا خوف اللّه لنكلت به نكالا (لعذبته تعذيبا شديدا) .

10) عاج: مال إلى جانب من المكان. الهوى و الهم أم أبان: ان أم أبان هي وحدها التي أحبها و أهتم بها.

11) تبدلت بنا بدلا: اتخذت حبيبا آخر غيري. الدهر ذو حدثان (أحداث و أحوال تتقلب بالناس) .

12) في الاغاني (12:164، السطر 13) سورة (بضم السين) . و في القاموس (2:53، السطر 7) : السورة (بفتح السين) : من المجد: أثره و علامته و ارتفاعه. داعي المنون: سبب الموت (في الحرب؟) .

13) إذا أتى: إذا جاء (موتي، إذا أنا مت) .

14) ما لام امرأ مثل نفسه: لا ينتفع أحد بلوم أحد إلا بلوم نفسه (بنصح نفسه بنفسه إذا ارتكب خطأ) . إذا هي لامت: إذا لامت نفسه (أي فعلت فعلا تلام عليه) . ربع: هدأ، استقر. دعاني: اتركاني.

15) تغنى بها: مدحها و افتخر بها، سر بها. غوري: فمي (القاموس 2:105، السطر 11، راجع 13) . حن: اشتاق، طرب. يماني.... (يمكن أن يكون الغور المكان المنخفض من تهامة على الساحل، و اليمان: الأرض الجبلية-اليمن-و يكون الغور و اليمان كناية عن أنه أحب قومه بكل أسباب المحبة) .

16) غير أنني قلبت لهم ظهر المجن «الترس» : عاديتهم. و كنت أتمنى لو أنني عدت عليهم (بعد أن أساءوا إلي بسكوتهم عن هجاء معن لي) بالفضل من يدي (بالإحسان اليهم و بالكرم) و لساني (بمدحهم) .

17) هذا مع انه لم يسبق لي أن هجوت مسلما إلا إذا كان قد هجاني هو أو روى هجاء الآخرين في.

18) ان قومي أبطرهم (أطمعهم) أن الحلم طبع في. عندئذ تركت اللين و اللطف و العطف التي كنت أعاملهم بها و اشتددت عليهم بالهجاء.

19) نزع: عاد عن غيه أو ظلمه أو خطئه.

20) كان يحسن أن تمنعوا صاحبكم (قريبكم الأدنى) عن أن يهجوني.

21) -و لكنه لج: أكثر و بالغ. مناه رجال: أطمعه قوم (بي) و زينوا له هجائي. هؤلاء لو قارنوني (لقوني في معركة أو هجاء) لما سروا بلقائي (لتغلبت عليهم) .

22) أنا أعيش سالما على الرغم من أن أعدائي يريدون بي الظلم و الأذى و على رغمهم (مع أنهم يبغضونني و يكرهون حياتي) ، ثم أفعل ما أشاء و أزيد بما أفعل بغضه و حقده.

23) كاشح: مبغض. رميته بقافية مشهورة: هجوته بقصيدة عصماء.

24) حنت اليك مطيتي: اشتاقت ناقتي إلى زيارتك (أحببت أن أزورك مرة ثانية) . على بعد منتاب: على بعد بلادي. هول جنان: خوف القلب (خوف كل انسان) من أخطار الطريق.

25) المرة (بكسر الميم) : الشدة و القوة. الرجوان: جانبا البئر. يرمى به الرجوان: يلقى على جانبي البئر (يمنع من الاستقاء، أي يستهان به و يحتقر) .

26) فكيف اذن ينام الليل (يصبر على الضيم) رجل حر غني (؟) له في كل عام ثلاث (مائة ناقة أو دينار؟) أو مائتان فقط.

27) تناهت: وصلت. قلوصي: ناقتي. الإسآد: الاسراع. السرى (بضم السين) : السير في الليل. جزل (كثير) العطاء. الهجان: الرجل الكريم الحسيب ذو النسب العربي الخالص.

28) ينوبون بابه: يأتون إلى بابه (بكثرة) . البكر من الحاجات: الحاجة العظيمة التي لم يسبق لأحد أن احتاج إلى مثلها. العوان (من الحاجات) : الحاجات التي ألف الناس مثلها.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.