المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24



الصنوبري الحلبي  
  
7166   10:50 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص437-438
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-7-2019 2316
التاريخ: 11-3-2016 2135
التاريخ: 24-06-2015 2254
التاريخ: 25-12-2015 5819

هو أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحسن بن مراد الضبّي المعروف بالصنوبري (1) الحلبي، ولد في أنطاكية نحو سنة 284 ه‍(897 م) .

قدم الصنوبريّ إلى دمشق ثم اتّصل في أواخر حياته بسيف الدولة. و لعلّ وفاته كانت سنة 334 ه‍(946 م) أو بعيد ذلك.

خصائصه الفنّيّة:

الصنوبريّ شاعر محسن مطيل، في شعره سهولة و عذوبة أحيانا، و يسمّونه حبيبا الأصغر (2) لجودة شعره. و أكثر أشعاره في وصف الرياض و الأنوار و الأزهار، و له وصف في دمشق و شيء من الرثاء في أولاده و من النسيب و المجون.

المختار من شعره:

- قال الصنوبريّ الحلبي يصف ديكا:

مغرّد الليل لا يألوك تغريدا... ملّ الكرى فهو يدعو الصبح مجهودا (3)

لمّا تطرّب هزّ العطف من طربو... مدّ للصّوت-لمّا مدّه-الجيدا (4)

كلابس مطرفا مرخى ذوائبه...تضاحك البيض من أطرافه السودا (5)

حالي المقلّد، لو قيست قلادته...بالورد قصّر عنها الورد توريدا (6)

- و قال يصف شقائق النّعمان:

و كأنّ محمرّ الشقي‍ق... إذا تصوّب أو تصعّد (7)

أعلام ياقوت نشرن... على رماح من زبرجد (8)

- و قال في غلام جميل يشرب خمرا (يشبّهها بالشمس) :

بدر غدا يشرب شمسا غدت... و حدّها في الوصف من حدّه (9)

تغرب في فيه، و لكنّها... من بعد ذا تطلع في خدّه

_____________________

1) في سرد عمود نسبه اختلاف. ثم يذكر كامل الغزي (م م ع ع 10:487 ع) : أحمد بن محمد الصيني الصنوبري؛ و كلمة الضبي الواردة في ما ترجمه ابن عساكر محرفة عن الصيني. و يرى بروكلمان (الملحق 1:145) أن الصيني محرفة عن الضبي.

2) حبيب-أبو تمام الطائي؛ و لعل الصنوبري أشبه بالبحتري.

3) لا يألوك: لا يقصر عنك، لا يبطئ، لا يتأخر (إنه دائم الصياح) . الكرى: النوم-مجهود: تعب (بفتح التاء و كسر العين) : تعبان.

4) تطرب: تغنى، رفع صوته و حاول تحسينه. الجيد: العنق (يصف حركة جسم الديك و هو يصيح) .

5) كأن على هذا الديك مطرف (ثوب حرير فيه أعلام: صور) و له ذوائب (خيوط مجدولة و متدلية) بيض و سود، فالبيض منها تضحك (تلمع في ضوء الفجر فيبدو لمعانها على السود) .

6) حالي: (مزين) المقلد (موضع القلادة: العنق) . قلادته (الريش المختلف الألوان الذي في عنقه) . توريدا-توردا: احمرارا.

7) إذا تصوب أو تصعد (ما كان متجها إلى أدنى: مائلا على ساقه في أول تفتيحه، أو قائما على ساقه متجها إلى أعلى في أول تفتيحه) .

8) الياقوت: حجر كريم أحمر. و الزبرجد: حجر كريم أخضر.

9) حدها في الوصف من حده: لونها كلون وجهه و فعلها كفعل عينيه (؟) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.