المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الاسرائيليات في قصة هاروت وماروت (1)  
  
6108   06:58 مساءاً   التاريخ: 15-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص645-650.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الأثري أو الروائي /

روى الـسـيـوطي فـي (الـدر المنثور) ، في تفسير قوله تعالى : {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ } [البقرة : 102] روايات كثيرة وقصصاً عجيبة ، رويت عن ابن عمر ، وابن مسعود ، وابن عباس ، ومجاهد ، وكعب ، والربيع ، و السدي رواها ابن جرير الطبري في تفسيره ، وابـن مـردويـه ، والـحاكم ، وابن المنذر ، وابن ابي الدنيا ، والبيهقي ، والخطيب في تفاسيرهم وكتبهم (2) .

وخلاصتها : انه لما وقع الناس من بني آدم فيما وقعوا فيه من المعاصي والكفر باللّه ، قالت الملائكة فـي الـسـمـاء : اي رب ، هذا العالم انما خلقتهم لعبادتك ، وطاعتك ، وقد ركبوا الكفر ، وقتل النفس الـحـرام ، واكـل الـمـال الحرام ، والسرقة ، والزنى ، و شرب الخمر ، فجعلوا يدعون عليهم ، ولا يعذرونهم ، فقيل لهم : انهم في غيب ، فلم يعذروهم وفي بعض الروايات : ان اللّه قال لهم : لو كنتم مـكـانهم لعملتم مثل اعمالهم ، قالوا : سبحانك ، ما كان ينبغي لنا وفي رواية : قالوا : لا ، فقيل لـهـم : اخـتـاروا مـنكم ملكين آمرهما بأمري ، وانهاهما عن معصيتي فاختاروا هاروت وماروت ، فأهبطا الى الارض ، وركبت فيهما الشهوة ، وأُمرا ان يعبدا اللّه ، ولا يشركا به شيئاً ، ونهيا عن قتل الـنفس الحرام ، واكل المال الحرام ، والسرقة ، والزنى وشرب الخمر فلبثا على ذلك في الارض زمـانـا ، يـحكمان بين الناس بالحق ، وذلك في زمان ادريس وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في سائر الـنـاس كـحـسـن الـزهـرة فـي سـائر الـكـواكب وانها اتت عليهما فخضعا لها بالقول ، وانهما اراداهـا عـلـى نـفـسها ، فأبت الا ان يكونا على امرها ودينها ، وانهما سألاها عن دينها ، فأخرجت لهما صنما ، فقالا : لا حاجة لنا في عبادة هذا فذهبا فصبرا ما شاء اللّه ، ثم اتيا عليها ، فخضعا لها بالقول ، واراداها على نفسها ، فأبت الا ان يكونا على دينها ، وان يعبدا الصنم الذي تعبده ، فأبيا ، فلما رأت انهما قد ابيا ان يعبدا الصنم ، قالت لهما : اختارا احدى الخلال الثلاث : اما ان تعبدا هذا الصنم ، او تـقـتـلا الـنفس ، او تشربا هذا الخمر فقالا : كل هذا لا ينبغي ، واهون الثلاثة شرب الخمر ، وسـقـتهما الخمر ، حتى اذا اخذت الخمر فيهما وقعا بها . فمر بهما انسان ، وهما في ذلك ، فـخـشيا ان يفشي عليهما ، فقتلاه ، فلما ان ذهب عنهما السكر ، عرفا ما قد وقعا فيه من الخطيئة ، وارادا ان يـصـعـدا الـى الـسـماء ، فلم يستطيعا وكشف الغطاء فيما بينهما ، وبين اهل السماء ، فنظرت الـملائكة الى ما قد وقعا فيه من الذنوب ، وعرفوا ان من كان في غيب فهو اقل خشية ، فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لمن في الارض فلما وقعا فيما وقعا فيه من الخطيئة ، قيل لهما : اختارا عذاب الدنيا ، او عـذاب الاخـرة ، فـقـالا : اما عذاب الدنيا فينقطع ، ويذهب واما عذاب الاخرة فلا انقطاع له ، فـاخـتـارا عذاب الدنيا ، فجعلا ببابل ، فهما بها يعذبان معلقين بأرجلهما وفي بعض الروايات ، انهما عـلـمـاهـا الـكلمة التي يصعدان بها الى السماء ، فصعدت ، فمسخها اللّه ، فهي هذا الكوكب المعروف بالزهرة .

ويـذكـر الـسـيـوطي ، وابـن جرير ، وابن ابي حاتم ، والحاكم ،  و البيهقي في سننه ، عن عائشة : انها قدمت عليها امرأة من دومة الجندل ، وانها اخـبـرتـها انها جيء لها بكلبين اسودين فركبت كلباً ، وركبت امرأة اخرى الكلب الاخر ، ولم يمض غـيـر قـلـيـل ، حـتـى وقفتا ببابل فاذا هما برجلين معلقين بأرجلهما ، وهما هاروت وماروت ، واسترسلت المرأة التي قدمت على عائشة في ذكر قصة عجيبة غريبة .

ويـذكـر ايضا : ان ابن المنذر اخرج من طريق الاوزاعي ، عن هارون بن رباب ، قال : دخلت على عبد الملك بن مروان وعنده رجل قد ثنيت له وسادة ، وهو متكئ عليها ، فقالوا : هذا قد لقي هاروت ومـاروت ، فـقـلـت هـذا ، قـالوا نعم ، فقلت : حدثنا رحمك اللّه ، فأنشأ الرجل يحدث بقصة عجيبة غريبة (3) .

وكل هذا من خرافات بني اسرائيل ، واكاذيبهم التي لا يشهد لها عقل ، ولا نقل ، ولا شرع ، ولم يقف بعض رواة هذا القصص الخرافي الباطل عند روايته عن بعض الصحابة والتابعين ، ولكنهم اوغلوا بـاب الإثم ، والتجني الفاضح ، فالصقوا هذا الزور الى النبى (صلى الله عليه واله وسلم ) ورفعوه اليه .

فقد قال السيوطي : اخرج سعيد ، وابن جرير ، والخطيب في تاريخه ، عن نافع ، قال : سافرت مع ابن عمر ، فلما كان من آخر الليل قال : يا نافع ، انظر هل طلعت الحمراء ؟ قلت : لا ، مرتين او ثلاثا ، ثم قلت : قد طلعت قال : لا مرحباً بها ، ولا اهلاً قلت : سبحان اللّه !! نجم مسخر ، سامع ، مطيع !! قال : ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) ، قال : ان الملائكة قالت : يا رب كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب ؟ قال : اني ابتليتهم وعافيتكم قالوا : لو كنا مكانهم ما عصيناك قال : فاختاروا ملكين منكم ، فلم يألوا جهدا ان يـخـتـاروا فاختاروا هاروت وماروت ، فنزلا ، فألقي اللّه عليهم الشبق . قلت : وما الشبق ؟ قال : الـشـهـوة ، فـجـات امرأة يقال لها : الزهرة ، فوقعت في قلبيهما ، فجعل كل واحد منهما يخفي عن صـاحبه ما في نفسه ، ثم قال احدهما للاخر : هل وقع في نفسك ما وقع في قلبي ؟ قال : نعم فطلباها لأنفسهما ، فقالت : لا امكنكما حتى تعلماني الاسم الذي تعرجان به الى السماء ، وتهبطان ، فأبيا ، ثم سألاها ايضا ، فأبت ، ففعلا ، فلما استطيرت طمسها اللّه كوكبا ، وقطع اجنحتهما ثم سالا التوبة من ربـهـمـا ، فـخـيرهما بين عذاب الدنيا ، وعذاب الاخرة ، فاختارا عذاب الدنيا على عذاب الاخرة ، فأوحى اللّه اليهما : ان ائتيا (بابل ) (4) فانطلقا الى بابل ، فخسف بهما ، فهما منكوسان بين السماء والارض ، معذبان الى يوم القيامة .
ثـم ذكر ايضا رواية اخرى ، مرفوعة الى النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) لا تخرج في معناها عما ذكرنا (5) ، ولا يـنـبغي ان يشك مسلم عاقل فضلا عن طالب حديث في ان هذا موضوع على النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) مهما بلغت اسـانـيده من الثبوت ، فما بالك اذا كانت اسانيدها واهية ، ساقطة ، ولا تخلو من وضاع ، او ضعيف ، او مجهول ؟ ونص على وضعه أئمة الحديث . (6) وهكذا فنده الائمة من آل البيت (عليهم السلام).

قـال الامـام ابـو محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)  وقد سئل عن الذي يقوله الناس بشأن الملكين هـاروت وماروت ، و انهما عصيا اللّه ، قال : (معاذ اللّه من ذلك ، ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بالطاف اللّه تعالى .

فقد قال اللّه فيهم : {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم : 6].

وقال : ({ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ ـ يعني الملائكة ـ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء : 19، 20] .
وقال ـ في الملائكة ـ : {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء : 26 - 28] (7) .

وهـكـذا سـأل الـخليفة المأمون العباسي الامام على بن موسى الرضا(عليه السلام)  عما يرويه الناس من امر (الزهرة ) وانها كانت امرأة ، فتن بها هاروت وماروت ، وما يرويه الناس من امر (سهيل ) ، وانه كان عشارا باليمن .

فـقال الامام : كذبوا في قولهم : انهما كوكبان ، وانما كانتا دابتين من دواب البحر وغلط الناس انهما كوكبان ، وما كان اللّه تعالى ليمسخ اعداءه انواراً مضيئة ، ثم يبقيهما ما بقيت السماء والارض (8)  .

وقال الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)  في تفسير الآية :
كان بعد نوح (عليه السلام)  قد كثرت السحرة والمموهون ، فبعث اللّه تعالى ملكين الى نبي ذلك الزمان بذكر مـا يـسحر به السحرة وذكر ما يبطل به سحرهم وبرد كيدهم فتلقاه النبى عن الملكين واداه الى عباد اللّه بأمر اللّه ، وامرهم ان يقفوا به على السحر وان يبطلوه ، ونهاهم ان يسحروا به الناس . وهذا كما يدل على السم ما هو ، وعلى ما يدفع به غائلته . ثم يقال لمتعلم ذلك : هذا السم فمن رأيته سم فادفع غائلته بكذا ، وإياك ان تقتل بالسم احداً (9).
وقال الامام ابو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام)  بشأن الشياطين في الآية :
لـمـا مات سليمان النبى (عليه السلام)  وضع الشيطان السحر وكتبه في كتاب ثم طواه ، وكتب على ظهره : هذا ما وضع آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم ، من اراد كذا فليعمل كذا ، ثـم دفـنـه تحت سرير سليمان ، ثم استثاره لهم فقرأه ، فقال الكافرون : ما كان سليمان يغلبنا الا بهذا ، فـقـال اللّه : {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ـ بأعمال السحرـ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ } [البقرة : 102].
___________________________

1- تركنا القلم هنا بيد الدكتور محمد بن محمد أبي شهبة في كتابه " الإسرائيليات والموضوعات " فقد استوفى هذا الجانب استيفاء كاملاً واستقصى الإسرائيليات بشكل رتيب ، ومن ثم فقد اقتبسنا مما ذكره ، مع شيء من التصرف أحياناً . راجع : كتابه ، ص159 – 305.
2- الدر المنثور ، ج1 ، ص97-103 ؛ تفسير ابن جرير ، ج1 ، ص362 – 367 (ط بولاق).

3- الدر المنثور ، ج1 ، ص101 ؛ تفسير الطبري ، ج1 ، ص366.

4- بابل : بلد من أوساط العراق قرب الحلة .

5- الدر المنثور ، ج1 ، ص97 ؛ تفسير الطبري ، ج1 ، ص364 – 365 .

6- راجع : الموضوعات ، ج1 ، ص 187 ؛ البداية والنهاية ، ج1 ، ص37.

7- راجع : تفسير الامام الحسن العسكري ، ص 475 ؛ عيون أخبار الرضا للصدوق ، ج1 ، ص208 -211 ( ط نجف ) ؛ البرهان في تفسير القرآن ، ج1 ، ص294 – 299.

8- عيون اخبار الرضا ، ج1 ، ص211 ( ط نجف ) .

9- تفسير الإمام الحسن العسكري ، ص 473.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .