المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

سلبيّات حادثة السقيفة
23-4-2022
الكتان
14-4-2018
مزارع الأكياس Bag Cultures
4-7-2017
النقد عند اليونان
22-3-2018
المنهج الإقليمي في الجغرافية التاريخية
15-12-2017
تفسير الاستعاذة
2024-06-24


ابن بسام البغدادي الشاعر  
  
5228   08:54 مساءاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص386-388
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016 2395
التاريخ: 13-08-2015 2101
التاريخ: 21-06-2015 3400
التاريخ: 21-2-2018 3541

هو أبو الحسن عليّ بن محمّد بن نصر بن منصور بن بسّام العبرتائي (1) البغداديّ، و أمّه أمامة شقيقة أحمد بن حمدون النديم (لأمّه و أبيه) . كان من بيت خدم نفر من أهله في الدواوين كتّابا، كما كان لبيته شيء من الوجاهة و الغنى: فجدّه نصر بن منصور بن بسّام كان يتولّى ديوان الخاتم و النفقات و الأزمّة، و قد مدحه أبو تمّام؛ و أبوه محمّد بن نصر كان مترفا حسن الزّي منعّما في مطعمه و ملبسه و مسكنه.

ولد أبو الحسن علي بن محمّد بن بسّام نحو سنة 230 ه‍(847 م) و نشأ هجّاء خبيث اللسان لم يسلم من لسانه أمير و لا وزير و لا رجل من جلّة الناس و أفاضلهم، كما هجا أباه و أمّه و أهله، فهو لذلك أحد العَقَقَة (2).

تقلّد ابن بسّام البغداديّ البريد في مصر، في أيّام الوزير عبيد اللّه بن سليمان بن وهب (277-279 ه‍) ؛ و تعلّق ابن بسّام الشاعر بهجاء القاسم ابن عبيد اللّه حتّى أنه شمت بموت ولد له (284 ه‍) ، و كان ينظم فيه الأهاجي ثم ينحلها لابن الروميّ (3). و لمّا تولّى القاسم بن عبيد اللّه الوزارة (288-289 ه‍) أراد أن ينتقم من ابن بسّام، و لكنّ الخليفة المعتضد ردّه عن ذلك و حمله على أن يحسن اليه و أن يولّيه بريد الصيمرة (4) و ما والاها؛ و قد بقي ابن بسّام في هذا المنصب إلى أواخر أيام المعتضد (279-289 ه‍) .

و كانت وفاة أبي الحسن عليّ بن محمّد البسّامي الشاعر في صفر من سنة 302 ه‍(ايلول-سبتمبر 914 م) .

خصائصه الفنّيّة:

كان ابن بسّام البغداديّ شاعرا و كاتبا منشئا مترسّلا و أديبا مصنّفا للكتب، و لكنّ الشعر غلب عليه. و كذلك كان لسنا فصيحا ظريفا ماجنا مقذعا. ثم كان له رثاء حسن في آل البيت[عليهم السلام] أبان فيه عن مذهبه في التشيّع (معجم الشعراء 154) ، و شيء من المدح و النسيب و الوصف و الحكمة، و لكنّه كان يحسن المقطّعات و لا يحسن إذا أطال.

و لابن بسّام البغداديّ من الكتب كتاب أخبار عمر بن أبي ربيعة، و قد مدحه ابن النديم و سائر الذين ترجموا لابن بسّام. و له أيضا كتاب أخبار الأحوص، و له كتاب الزنجيّين و هم المعاقرون أو كتاب المعاقرين (5)، كتاب مناقضات الشعراء، ديوان رسائل.

المختار من شعره:

-يبدو أن والد ابن بسّام البغدادي كان بخيلا أو كان يضنّ على ابنه بالمال لأن ابنه كان ماجنا مسرفا، فقال ابن بسّام يهجو أباه (لا أعانه اللّه) :

هبك عمّرت عمر عشرين نسرا...أ ترى أنّني أموت و تبقى

فلئن عشت بعد موتك يوما...لأشقّنّ جيب مالك شقّا (6)

- لمّا هدم الخليفة المتوكّل قبر الحسين بن عليّ [عليه السلام]، سنة 236 ه‍، قال ابن بسام البغداديّ:

تاللّه، إن كانت أميّة قد أتت... قتل ابن بنت نبيّها مظلوما

فلقد أتاه بنو أبيه بمثله... هذا-لعمرك-قبره مهدوما

أسفوا على ألاّ يكونوا شاركوا... في قتله فتتبّعوه رميما (7)

- لمّا تولّى أبو علي محمّد بن عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان الوزارة (299-301 ه‍) للخليفة المقتدر أساء السيرة و التدبير و أخذ الرشوة من كلّ طالب وظيفة، و ربّما عيّن للوظيفة الواحدة عددا من الموظّفين في وقت واحد: قيل إنه ولّى في يوم واحد تسعة عشر ناظرا للكوفة و أخذ من كلّ واحد رشوة. و قد هجاه الشعراء، فمما قاله فيه ابن بسّام البغدادي:

وزير ما يفيق من الرّقاعه... يولّي ثمّ يعزل بعد ساعه

و يدني من تعجّل منه مال...و يبعد من توسّل بالشفاعه

إذا أهل الرّشا (8) صاروا اليه...فأحظى القوم أوفرهم بضاعه

فلا رحم تقرّب منه خلقا... سوى الورق (9)الصحاح و لا شفاعه

و ليس بمنكر ذا الفعل منه... لأن الشيخ أفلت من مجاعه

__________________

1) عبرتى: قرية قرب النهروان (جنوب العراق) .

2) العققة جمع عاق: الذي يعق (بكسر العين) : يعصي أباه و يستخف به.

3) كانت بين ابن الرومي و بين القاسم بن عبيد اللّه عداوة، و كان ابن الرومي كثير الهجاء للقاسم هذا.

4) الصيمرة: اسم لعدد من البلدان، لعل المقصود بها هنا بلدة في نواحي البصرة.

5) الزنج (بفتح الزاي أو كسرها) : جيل من السودان. و الزنج (بفتح الزاي و فتح النون) : شدة العطش. و المعاقرون: الذين يكثرون شرب الخمر و لا يرتوون (؟) .

6) لأشقن جيب مالك شقا: لأسرفن بإنفاق المال الذي سأرثه منك!

7) الرميم: البالي، المتفتت.

8) جمع رشوة.

9) الورق (بفتح الواو و كسر الراء) : الفضة. الورق الصحاح: الدراهم من الفضة الصحيحة الوزن.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.