أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-12-2015
1920
التاريخ: 22-9-2020
1963
التاريخ: 22-12-2015
2395
التاريخ: 11-10-2017
2679
|
العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، أبو الفضل ، عمّ رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - ، من أكابر قريش في الجاهلية والإسلام .
ولد قبل عام الفيل بثلاث سنين ، وقيل : بسنتين .
سئل العباس : أنت أكبر أو رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ؟ قال : رسول اللَّه أكبر منّي ، ووُلدتُ قبله . وكان ممن خرج مع المشركين يوم بدر مكرهاً ، وأُسر يومئذ فيمن أُسر ، ثمّ فدى نفسه وابني أخويه عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث ( 1 ) وذُكر أنّه أسلم عُقيب ذلك .
وقيل : أسلم قبل فتح خيبر وكان يكتم إسلامه ، وذلك بيِّن في حديث الحجاج بن علاط أنّه كان مسلماً يسرّه ما يفتح اللَّه على المسلمين ، ثمّ أظهر إسلامه يوم فتح مكة .
وقيل : إنّ إسلامه قبل بدر . وكان يكتب إلى رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أخبار المشركين .
قال العلَّامة جعفر السبحاني : إنّ مسألة اشتراك العباس في غزوة بدر من مشكلات التأريخ وغوامضه فهو من الذين أسرهم المسلمون في بدر . فهو من جانب يشارك في الحرب ، ومن جانب آخر يحضر في بيعة العقبة ، ويدعو أهل المدينة إلى حماية النبي - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ونصرته .
فكيف يكون هذا ؟ إنّ الحلّ يكمن في ما قاله أبو رافع ( 2 ) غلام العباس نفسه : كان العباس قد أسلم ولكنّه كان يهاب قومه ويكره خلافهم ، ويكتم إسلامه مثل أخيه أبي طالب لاقتضاء المصالح الإسلامية ذلك .
ومن هذا الطريق كان يساعد النبي - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ويخبره بمخططات العدو ونواياه وتحرّكاته واستعداداته كما فعل ذلك في معركة « أُحد » أيضاً فقد كان أوّل من أخبر رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بتحرّك قريش وخططهم واستعداداتهم ( 3 ) .
وكان العباس كما قال واصفوه من أطول الرجال وأحسنهم صورة وأبهاهم وأجهرهم صوتاً ، وكان محسناً إلى قومه ، سديد الرأي ، واسع العقل .
وقد ولي السقاية بعد أبي طالب رضوان اللَّه تعالى عليه ( 4 ) شهد وقعة حُنين ، وكان ممن ثبت فيها حين حمي الوطيس وانهزم الناس ، وأمره رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بأن يهتف : يا أصحاب بيعة الشجرة .
روى عن النبي - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم عدة أحاديث .
وهو أحد رواة حديث الغدير ( من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ) من الصحابة ( 5 ) روى عنه : عبد اللَّه ، وعبيد اللَّه ، وكثير ، وهم أبناؤه ، ومالك بن أوس بن الحدثان ، وجابر بن عبد اللَّه الأنصاري ، وآخرون .
عُدّ من المقلَّين في الفتيا من الصحابة ، ونقل عنه الشيخ الطوسي في «الخلاف» فتوى واحدة .
رُوي أنّه قال لأمير المؤمنين علي - عليه السّلام لما قُبض النبي - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : أبسط يدك أبُايعك فيقال : عمّ رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بايع ابن عمّ رسول اللَّه ص ويبايعك أهل بيتك ، فانّ هذا الامر إذا كان لم يُقل .
فقال له عليّ : ومن يطلب هذا الامر غيرنا ؟ ( 6 ) توفّي بالمدينة - سنة اثنتين وثلاثين ، وقيل غير ذلك ، وكان قد كُفّ بصره في آخر عمره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - ذكر المفسرون أنّ الآية الكريمة : * ( ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّه فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ) ( الأنفال : 70 ) نزلت في العباس وأصحابه . روى الطبري في تفسيره : أنّ العباس قال : فيّ نزلت ( ما كان النبي أن يكون له أسرى ) فأخبرت النبي بإسلامي وسألته أن يحاسبني بالعشرين أوقية التي أخذها منّي فأبى فأبدلني اللَّه بها عشرين عبداً كلهم تاجر ، مالي في يديه . وقالوا في تفسير : * ( ( إِنْ يَعْلَمِ اللَّه ُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً ) أي إسلاماً وإخلاصاً أو رغبة في الإِيمان وصحة نية . راجع « مجمع البيان في تفسير القرآن » لَابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ( ت 458 ه ) وهو من أكابر علماء الإمامة . و « جامع البيان في تفسير القرآن » لَابي جعفر محمد بن جرير الطبري ( ت 310 ه ) .
2 ـ إشارة إلى ما روي عنه : كنتُ غلاماً للعباس وكان الإسلام قد دخلنا فأسلم العباس وأسلمت أُمّ الفضل وأسلمت وكان العباس يكتم إسلامه ، وكان ذا مال كثير متفرّق في قومه ، وكان أبو لهب قد تخلَّف عن بدر فلما جاءه الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبته اللَّه وأخزاه ، ووجدنا في أنفسنا قوة وعزة إلى آخر الرواية . سيرة ابن هشام ص 646 .
3- سيد المرسلين : 2 - 89
4 ـ ذكر المفسرون أنّ العباس افتخر بالسقاية ، وشيبة بن عثمان بالعمارة ، والإمام علي - عليه السّلام - بالإسلام والجهاد ، فنزل قوله تعالى : ( ( أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّه لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّه وَاللَّه لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ( التوبة - 19 ) . راجع تفسير الطبري ( ت 310 ) : 10 - 68 ، وتفسير الفخر الرازي ( ت 606 ) : 16 - 11 ، وتفسير القرطبي ( ت 671 ) : 4 - 91 .
5- أخرج الحديث بطريقة ابن عقده ، وعدّه الجزري في « أسنى المطالب » من رواة حديث الغدير . والجزري هو شمس الدين الجزري الشافعي ( ت 823 ) روى في « أسنى المطالب » حديث الغدير بثمانين طريقاً . راجع كتاب الغدير : 1 ، 298 - 48 .
6 - الإمامة والسياسة : لابن قتيبة : 1 - 4 . و ( لم يُقل ) : من الإقالة لا من القول .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|