أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-05
758
التاريخ: 19-11-2015
3192
التاريخ: 15-11-2015
6139
التاريخ: 2024-06-19
786
|
مصبا- الوسط بالتحريك : المعتدل ، يقال : شيء وسط ، أى بين الجيّد والرديء ، وعبد وسط ، وأمة وسط ، وشيء أوسط ، وللمؤنّث وسطى : بمعناه. واليوم الأوسط ، والليلة الوسطى ، ويجمع الأوسط على الأواسط ، ويجمع الوسطى على الوسط مثل الفضلى والفضل. وإذا أريد الليالي قيل العشر الوسط ، وإن أريد الأيّام قيل العشرة الأواسط. وقولهم العشر الأوسط : عامّيّ ولا عبرة بما فشا على ألسنة العوام مخالفا لما نقله أئمّة اللغة ، فانّ الأوسط مفرد ، ولا يخبر عن الجمع بمفرد .
وحقيقة الوسط : ما تساوت أطرافه ، وقد يراد ما يكتنف من جوانبه ولو من غير تساو ، كما قيل إنّ صلاة الظهر هي الوسطى . وأمّا وسط بالسكون : فهو بمعنى بين ، نحو جلست وسط القوم أى بينهم . ويقال : وسطت القوم والمكان أسط وسطا من باب وعد ، إذا توسّط بين ذلك ، والفاعل واسط.
مقا- وسط : بناء صحيح يدلّ على العدل والنصف. وأعدل الشيء أوسطه ووسطه. قال اللّه عزّ وجلّ : { أُمَّةً وَسَطًا } [البقرة : 143].
ويقولون : ضربت وسط رأسه.
العين 7/ 279- الوسط مخفّفا يكون موضعا للشيء ، تقول : زيد وسط الدار : فإذا نصبت السين صار اسما لما بين طرفي كلّ شيء ووسط فلان جماعة من الناس ، وهو يسطهم : إذا صار في وسطهم. وفلان وسيط الحسب في قومه. وقد وسط وساطة وسطة ، ووسّطة توسيطا. والوسط من الناس وكلّ شيء : أعدله وأفضله ، ليس بالغالي ولا المقصّر.
مفر- وسط الشيء : ما له طرفان متساويا القدر ، ويقال ذلك في الكمّيّة المتّصلة : كالجسم الواحد إذا قلت وسطه صلب ، وضربت وسط رأسه. ووسط بالسكون يقال في الكمّيّة المنفصلة : كشيء يفصل بين جسمين نحو وسط القوم.
وقوله- حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى : فمن قال الظهر : فاعتبار بالنهار.
ومن قال المغرب فلكونها بين الركعتين وبين الأربع. ومن قال الصبح : فلكونها بين صلاة الليل والنهار. ومن قال صلاة العصر : فقد روى ذلك عن النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم) ، فلكون وقتها في أثناء الأشغال.
الفروق 254- الفرق بين قولك البين والوسط : أنّ الوسط يضاف الى الشيء الواحد. وبين يضاف الى شيئين فصاعدا ، لأنّه من البينونة. تقول : قعدت وسط الدار. وقعدت بين القوم ، أى حيث يتباينوا من المكان. والوسط يقتضى اعتدال الأطراف اليه ، ولهذا قيل الوسط : العدل.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو استقرار شيء في ما بين شيئين أو أشياء ، سواء كانت مادّيّة أو معنويّة ، متّصلة أو منفصلة ، من الموضوعات الخارجيّة أو محلّا.
ثمّ إنّ المادّة من باب وعد ، والمصدر منها الوسط والسطة ، كالوعد والعدة.
وأمّا الوسط بالتحريك : فهو صفة في الأصل ويطلق على ما يتّصف بكونه مستقرّا فيما بين شيئين أو أشياء.
وأمّا الفرق بينهما بالكمّيّة المتّصلة إذا كان بالتحريك ، وبالمنفصلة إذا كان بالسكون ، أو بمعنى البين فيه ، أو بمعنى الموضع فيه : فموهون فانّ المادّة لا يتغيّر معناها باختلاف الهيئات ، مضافا الى أنّ كلّا من الكلمتين قد استعمل في تلك المعاني.
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } [البقرة : 143].
أي وسطا فيما بين الرسول وبين الناس ، ليكونوا رابطين بينهما ومشرفين على الناس في سلوكهم وأعمالهم ، كما أنّ الرسول مشرف عليهم.
ولمّا كان الشهود عبارة عن العلم والإحاطة والإشراف : فيكونوا في مرتبة عاليّة فوق مراتبهم ، حتّى يشاهدوا منازلهم الظاهريّة والمعنويّة ، ويكون كلّ منهم بصيرا ومطّلعا ومرجعا وهاديا ومبيّنا لهم.
فالكلمة استعملت في هذا المورد في الكمّيّة المنفصلة من الأفراد.
{ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ} [القلم: 27، 28]. أي من كان في مرتبة متوسّطة من جهة المال والملك فيما بين هؤلاء من أصحاب الجنّات الّتي طاف عليها طائف ، فانّ النظر في المورد الى جهة كونهم مالكين ومتموّلين ولهم جنّات وزراعات ، ولا يطعمون المساكين.
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } [البقرة: 238] والمراد من الصلاة الوسطى صلاة المغرب :
1- فانّ وقتها أوّل الليل ، وهو أحسن زمان يتهيّؤ الإنسان بعد المشاغل النهاريّة الدنيويّة والأعمال التجاريّة والمجاهدات اللازمة ، أن يتوجّه الى وظائف إلهيّة ، وأن يتفرّغ للطاعة والعبوديّة الخالصة ، وأن يدعو اللّه تعالى خاضعا متذلّلا خاشعا في سعة وقت وفراغ قلب.
2- والصلوات في الآية الكريمة مطلقة تشمل الفرائض والنوافل ، وعلى هذا عبّر بالمحافظة ، وأمّا كون صلاة المغرب وسطى : فانّ كلّا من الطرفين النهاريّة والليليّة أربع وعشرون صلاة ، وصلاة المغرب واقعة في وسطهما ، وصلاة الصبح من الصلوات الليليّة عرفا. فتكون صلاة الظهرين مع نوافلهما أربعا وعشرين. ونافلة المغرب الواقعة بعدها وصلاة العشاء ونافلتها جالسة وصلاة الليل وصلاة الصبح ونافلتها أيضا أربعا وعشرين.
3- إنّ صلاة المغرب ثلاث ركعات ، وهي واقعة بين النوعين ، فانّ سائر الصلوات إمّا على ركعتين أو على أربع ركعات. وأمّا نافلة العشاء فهي تعدّ في الظاهر ركعتين. وأمّا ركعة الوتر فهي من متمّمات صلاة الليل ، ولا تعدّ صلاة مستقلّة.
4- إنّ القيام مع القنوت المذكور بعدها بمعناهما اللغوي ، يناسب صلاة المغرب الواقعة في زمان مناسب مخلّى بعيد عن التزاحم والتظاهر والاشتغالات والموانع ، وفيه اقتضاء تحقّق التوجّه والتبتّل والقيام للّه تعالى.
فهذه اربعة أوجه ترجّح تعيين الصلاة الوسطى بما ذكرناه.
{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا .. فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} [العاديات: 1 - 5].
قلنا في العدو وسائر كلمات هذه الآيات : إن هذه الآيات الخمس إشارة الى المراحل الخمس من السلوك الى اللقاء.
وقلنا إنّ الوسط هو استقرار مطلق فيما بين أشياء ، ولمّا كانت المراحل السابقة فيها حركات وفعّاليّة ومجاهدة وسير : فينتهى السالك الى المرحلة الخامسة ، وفيها يستقرّ السلوك والسالك في مقام أمن وسط عدل ثابت ، وهو مقام الرجوع الى الخلق حتّى يستقرّ فيما بينهم ، ويعمل بوظائفه الاجتماعيّة الإلهيّة ويهديهم الى الحقّ الخالص.
فاستقرار السالك في الوسط : عبارة عن وصوله الى مرتبة الجمع ، وهو جمع الظاهر والباطن ، وجمع التوجّه الى اللّه المتعال في مقام التوجّه الى هداية الخلق ، والاستواء فيما بين هذه المراتب ، والاعتدال بين الافراط والتفريط ، والالتفات الى الجوانب كلّها.
_____________________
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|