أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
5476
التاريخ: 26-09-2014
10558
التاريخ: 28-09-2014
5440
التاريخ: 2-12-2015
4741
|
يعتقد صدر المتألّهين بأنّ الوجود على صورتين :
1- الوجود مستقرّ وثابت وعديم الحركة مطلقاً لا في ذاته أو صفاته.
2- الوجود سيّال ومتموّج في ذاته ، أي أنّ السيلان جزء من ذاته وليس له سكون ولا قرار ، وقد يلاحظ هذا الإضطراب الذاتي بوضوح في اضطراب الاعراض ، وقد لا يلاحظ تغيّر في ظاهر الذات في حين تتجدّد في باطنها باستمرار.
وبتعبير آخر إنّ هذه الموجودات السيّالة لها وجود جديد في كلّ آن ، وهي أشياء جديدة ، ولكن هناك لون من الاتّصال بينها يجعلها تبدو كوجود واحد.
وقد ذكر المناصرون ل (الحركة الجوهرية) أدلّة لإثبات مرادهم ، وإن لم يسمح المجال لبيان هذه القضايا ، غير أنّنا نشير إلى ثلاثة أدلّة رئيسية هي :
1- من القاعدة القائلة (كلّ ما بالعرض ينتهي إلى ما بالذات) ، هناك أصل عام وهو أنّ كلّ موجود استعار صفة من غيره وأنّها لابدّ أن تنتهي إلى مصدر تنشأ منه ، وبدون ذلك سنواجه مشكلة (التسلسل) ، أي أنّ الحرارة في الماء الحار مستعارة ولابدّ لها أن تنتهي إلى النار التي تولّد الحرارة من ذاتها.
بناءً على هذا الأصل فإنّ الحركة التي نلاحظها في أعراض الجسم (نظير الكميّة والكيفية) لابدّ لنا أن نعرف أنّ هذه الحركة ناشئة من اضطراب الذات والباطن ، فمثلًا : لو كانت التفاحة ثابتة في ذاتها ومستقرّة فكيف إذن يتغيّر لون أعراضها؟ هذه الحركة الظاهرية إذن تخبر عن حركة الداخل.
2- كلّ (معلول متغيّر) بحاجة إلى (علّة متغيّرة) ، فلو جلسنا في ظلّ شجرة في بستان ولاحظنا التحرّك المستمرّ للظلّ فالواجب أن نعلم أنّ علّته وهي أشعة الشمس في حالة تحرّك ، ومن هناك ندرك الحركة في ذات الجسم عن طريق الحركة في أعراضه.
3- الزمان دليل آخر على الحركة الجوهرية ، لأننا نلاحظ جيّداً أنّ حوادث العالم لا تكون مجتمعة ، فحوادث اليوم تتحقّق بعد حوادث أمس وقبل حوادث غد ، وهذا أمر واقعي ، وهذا الاختلاف هو ما نطلق عليه عنوان تفاوت (الزمان).
من خلال نظرة سطحية وابتدائية للزمان فانّه يبدو واقعاً مستقلًا عن الموجودات ووعاء للحوادث ، ولكن لو افترضنا- ولو للحظة واحدة- عدم وجود الموجودات المادية لوجدنا أنّ الزمان لا مفهوم له ، وبتعبير أوضح (الزمان) (وليد المادة) أو (الزمان) هو (مقدار الحركة).
ومن جهة اخرى إذا اعتقدنا بأنّ الموضوعات التي تقع فيها الحركة تنحصر في الموضوعات الأربعة السابقة فانّه يعني أنّ الموجود الفاقد لهذه الحركات ، أي لا يلحظ وجود للحركة في ظاهره ، فإنّ هذا الموجود ينبغي أن لا يكون زمانياً ، في حين أنّ وجداننا يحكم بأنّا نشعر بالزمان رغم عدم هذه الحركات الرباعية ، وليس ذلك إلّا لأنّ المادّة ذات حركة في ذاتها لكي تتقبّل أجزاء الزمان.
هذه هي أهمّ الأدلّة لدى أنصار الحركة الجوهرية وقد اعتمدنا الاختصار في عرضها.
وهناك سؤال لا يزال قائماً عند البعض : كيف يمكن أن نتصوّر أنّ (المتحرّك) هو عين (الحركة) مع عدم وجود موضوع للحركة مطلقاً؟! وكيف يمكن التصديق بشيء يكون تصوّره محل سؤال؟
والعجيب أنّ القائل بالحركة الجوهرية بنفسه تتملكه الحيرة أمام هذه المعضلة العويصة ، وتتباين أقواله ممّا يدلّ على أنّ حلّها غير يسير «1».
وباختصار أنّ أبحاث الحركة الجوهرية بأجمعها تتفرّع عن قابلية تصوّر الحركة بدون موضوع ، ويقول البعض : إنّ هذا أمر غير معقول ، كما يعتقد البعض أنّ تصوّر هذا المعنى يقتضي إخلاء الذهن والإبتعاد عن المفاهيم التي يأنس الإنسان بها في مجال الحركة حتّى يتصوّر وجوداً هو عين الحركة والمتحرّك والحركة واحدة ، كانت هذه خلاصة عن أبحاث الحركة.
_________________________
(1) للمزيد من المعرفة حول هذا الأمر راجع كتاب الأسفار في بحث الحركة أو دروس المرحوم الشهيد مطهّري حول بحث الحركة في الأسفار ، ج 1 ، ص 447.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|