أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
1033
التاريخ: 15-12-2015
1052
التاريخ: 17-12-2015
1614
التاريخ: 17-12-2015
979
|
قال تعالى : {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسطَ لِيَومِ القِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ إِنْ كَانَ مِثقَالَ حَبَّةٍ مِّن خَرْدَلٍ أَتَينَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} (الأنبياء/ 47).
الآية ناظرة إلى مسألة «ميزان الأعمال»، قال تعالى : {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَومِ القِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ...}.
فكل شيء يوزن بهذا الميزان كبيراً كان أو صغيراً حتى وإن كان بمقدار حبة من خردل فسوف يأتي به اللَّه تعالى للحساب.
و «حبّة الخردل» : حبة صغيرة جدّاً خفيفة الوزن وتضرب بها الأمثال لصغر حجمها وخفتها، وهي إشارة إلى أصغر الأعمال أي كل شيء في ميزان حتى صغائر الأعمال.
«موازين» : جمع ميزان وهو الوسيلة لقياس الأشياء، وهذا التعبير يدل على أنّ في ذلك اليوم لا يوجد ميزان واحد للأعمال بل هناك عدّة موازين، قيل : من الممكن أن يكون لكل إنسان، أو امة أو عمل، ميزانٌ، فالصلاة مثلًا توزن بميزان وكذلك الصيام والحج والجهاد أي لكل واحد منها ميزان خاص.
وقيل : إنّ الميزان هو واحد لا أكثر «1»، والدليل على هذا القول بعض الروايات في هذا المجال (وسنعرض لها لاحقاً) وما صيغة الجمع (موازين) إلّا لبيان عظمة الميزان حيث يعادل آلاف الموازين، ولكن- وكما سنتطرق إلى ذلك- لا يوجد أي دليل على هذا التفسير الذي يخالف ظاهر الآية بل هناك عدّة أدّلة على تعدد الموازين.
وما يجب معرفته هنا، هو أنّ ميزان القيامة هو كالموازين الدنيوية، فلكل ميزان كفتان ولكن يختلف عنها بكبره وعظمته؟
وإذا كان الأمر كذلك فكيف توزن الأعمال وهي لا وزن لها؟
هناك عدّة آراء في هذا المجال :
فقيل : إنّ ما يوزن هو صحيفة الأعمال، وقيل : إنّ الأعمال تتجسّم يوم القيامة. ويصبح لها وزن.
والخلاصة أنّ الذين يعتقدون بأن موازين القيامة تشبه موازين هذه الدنيا قد اجبروا على القول إنّ هناك نوعاً من الأوزان والاثقال حتى يمكن وزنها بمثل هذه الموازين.
ولكن القرآن يدلّل على أنّ المقصود بالميزان هو وسيلة لقياس الأوزان بمعناها العام وذلك لأننا نعلم أنّ لكل شيء وسيلة وزن تناسبه، فمثلًا وسيلة قياس الحرارة يقال لها ميزان الحرارة أو المحرار، ووسيلة قياس الهواء «ميزان الهواء» أو المحرار أيضاً.
وبناءً على ذلك فإنّ المراد ب (موازين الأعمال) الوسائل التي بها تقاس أعمال الأخيار والأشرار. وكما ينقل المرحوم العلّامة المجلسي عن الشيخ المفيد رحمهما الله : «أنّ أمير المؤمنين والائمّة من ذرّيته عليهم السلام هم الموازين» «2».
وقد نقل في (اصول الكافي ومعاني الأخبار) عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ شخصاً سأل الإمام الصادق عليه السلام عن معنى هذه الآية، فقال : «هم الأنبياء والأوصياء» «3».
ونقرأ في احدى الزيارات المطلقة لأمير المؤمنين عليه السلام قوله : «السلام على ميزان الأعمال» «4».
فهذه الشخصيات العظيمة هي موازين الأعمال، فالأعمال التي تشابه أعمال هذه الشخصيات تعتبر ثقيلة في الميزان والأعمال التي لا تشابه أعمالهم تعتبر خفيفة أو لا وزن لها أصلًا، فأولياء اللَّه هم موازين الأعمال في هذه الدنيا ولكن تبرز وتتجسد هذه المسألة في العالم الآخر.
ومن هنا اتضح الجواب عن سبب ورود (الموازين) بصيغة الجمع لكون هؤلاء العظماء متعددين.
وهناك روايات ومسائل اخرى في مجال (ميزان الأعمال) وسوف نتعرض لها في فقرة التوضيحات.
________________________
(1) تفسير روح المعاني، ج 17، ص 50- 51.
(2) بحار الأنوار، ج 7، ص 252.
(3) تفسير البرهان، ج 3، ص 61؛ اصول الكافي، ج 1، ص 419 وقد ورد نظير هذا الحديث في تفاسير اخرى.
(4) المرحوم المحدِّث القمي في كتابه (مفاتيح الجنان) ولقد أورد هذه الزيارة. كزيارة أولى من الزيارة المطلقة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يختتم مسابقة دعاء كميل
|
|
|