أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
1222
التاريخ: 15-12-2015
1087
التاريخ: 15-12-2015
998
التاريخ: 15-12-2015
1173
|
قال تعالى : {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ } [الحجر : 43، 44].
تتحدث الآية عن أتباع الشيطان، الذين وصفتهم الآيات السابقة لها، فقالت : {وَانَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ اجْمَعِينَ* لَهَا سَبْعَةُ ابوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُم جُزْءٌ مَّقْسُومٌ}.
ولكن ما المقصود من «أبواب جهنّم»؟ ذكر المفسرون احتمالات مختلفة لذلك :
الأول : إنّها إشارة إلى مداخل جهنّم التي تنتهي جميعها في مركز واحد، كالأبواب المتعددة لبناية واحدة في دنيانا هذه، وهي في الحقيقة تعبير عن كثرة الداخلين إلى هذا المكان الذي يتجسد فيه الغضب الإلهي، ويبدو هذا الاحتمال مستبعداً في ظلّ الروايات المتعددة التي تفسر هذه الآية.
الثاني : المقصود هو الطبقات المختلفة في جهنّم والتي تتفاوت في شدّة العذاب، وعلى هذا فكل واحد من هذه الأبواب السبعة ينفتح على واحدة من تلك الطبقات.
وهناك روايات عديدة وردت عن أهل البيت عليهم السلام وعن طريق أهل السنّة تشهد على هذا التفسير.
فقد ورد في الدرّ المنثور حديث منقول عن الإمام علي عليه السلام أنّه قال : «أتدرون كيف أبواب جهنّم؟ قلنا كنحو هذه الأبواب! قال : لا ولكنّها هكذا ووضع يده فوق يده وبسط يده على يده» «1».
وجاء عنه عليه السلام أيضاً أنّه قال : «سبعة أبواب النّار متطابقات» «2».
ونقل عنه عليه السلام أيضاً حديث آخر فسَّر فيه الأبواب السبعة لجهنم بالطبقات التي تقع فوق بعضها وسماها بأسمائها وهي :
«فأسفلها جهنّم، وفوقها لظى، وفوقها الحطمة، وفوقها سقر، وفوقها الجحيم، وفوقها السعير، وفوقها الهاوية» «3».
الثالث : إنّ تعدد تلك الأبواب يرجع إلى تعدد الأقوام الذين يردون منها.
جاء في تفسير روح المعاني نقلًا عن بعض المصادر الخبرية إنّ : «في الدرك الأول المحمديون، وفي الثاني النصارى وفي الثالث اليهود، وفي الرابع الصابئون، وفي الخامس المجوس، وفي السادس مشركو العرب، وفي السابع المنافقون وآل فرعون ومن كفر من أهل المائدة» «4».
الرابع : أنّ المقصود من تلك الأبواب هي الأعمال والذنوب التي تسبب دخول جهنّم.
والدليل على هذا الكلام ما يأتي :
أولًا : المقابلة الموجودة مع أبواب الجنّة، فتصف بعض الروايات صراحةً أنّ أحد أبواب الجنّة هو باب «الجهاد» أو أنّ أحد أبواب الجنّة يسمى «باب المجاهدين» «5»، وأشارت روايات اخرى إلى الأبواب الاخرى وقالت بوجود صلة بينها وبين أعمال الإنسان ك «الصبر» و «الشكر» وما شابه ذلك.
ثانياً : الروايات التي تنص على أنّ بعض أبواب جهنّم يدخل منها فرعون وهامان وقارون، ويرد من بعضها المشركون، وبعضها الآخر يرد منها أعداء آل بيت الرسول صلى الله عليه و آله «6»، وهذا دليل أيضاً على الصلة بين أبواب جهنّم والذنوب المختلفة.
إلّا أنّ التفاسير الثلاثة الأخيرة يمكن جمعها مع بعضها لأنّ كل واحدة من طبقات النّار أكثر إيلاماً من الاخرى وكل واحدة من الفئات التي تردها أكثر ذنباً وإجراماً من الاخرى، وكل عمل ارتكبته أسوأ من الآخر، وعلى هذا الأساس يمكن جمع التفاسير الثلاثة في مفهوم واحد. وبالنتيجة تطالعنا أبواب جهنّم بحقيقة وهي كما أنّ أعمال الإنسان مختلفة مع بعضها وأصناف المجرمين والكفّار متباينة فيما بينها، فعقوباتهم في العالم الآخر غير متساوية وتختلف فيما بينها اختلافاً شاسعاً.
____________________
(1). تفسير درّ المنثور، ج 4، ص 99.
(2). تفسير نور الثقلين، ج 3، ص 18، ح 62.
(3). المصدر السابق، ص 19، ح 64.
(4). تفسير روح المعاني، ج 14، ص 48؛ تفسير القرطبي، ج 5، ص 3646.
(5). اصول الكافي، ج 5، ص 2، ح 2.
(6). بحار الأنوار، ج 8، ص 285، ح 11.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|