أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2017
2319
التاريخ: 12-10-2017
2345
التاريخ: 12-10-2017
4381
التاريخ: 6-12-2017
2590
|
خطب الإمام زين العابدين (عليه السّلام) خطبة مؤثرة تحدّث فيها عمّا جرى على آل البيت (عليهم السّلام) من القتل والتنكيل والسبي والذلّ ، ولم يكن باستطاعة الإمام (عليه السّلام) أن يقوم خطيباً ؛ فقد أحاطت به الأمراض والآلام ، فاستدعى له بكرسي فجلس عليه ، ثمّ قال : الحمد لله ربّ العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، بارئ الخلائق أجمعين ، الذي بَعُد فارتفع في السموات العُلا ، وقرب فشهد النجوى ، نحمده على عظائم الاُمور ، وفجائع الدهور ، وألم الفواجع ، ومضاضة اللواذع ، وجليل الرزء ، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظّة ، الفادحة الجائحة .
أيّها القوم ، إنّ الله تعالى ـ وله الحمد ـ ابتلانا بمصائب جليلة ، وثلمة في الإسلام عظيمة ؛ قُتل أبو عبد الله (عليه السّلام) وعترته ، وسُبي نساؤه وصبيته ، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان ، وهذه الرزية التي لا مثلها رزية .
أيّها الناس ، فأيّ رجالات منكم يسرّون بعد قتله ، أم أيّ فؤاد لا يحزن من أجله ، أم أيّة عين منكم تحبس دمعها وتضنّ عن انهمالها ؛ فلقد بكت السبع الشداد لقتله ، وبكت البحار بأمواجها ، والسماوات بأركانها ، والأرض بأرجائها ، والأشجار بأغصانها ، والحيتان في لجج البحار ، والملائكة المقرّبون ، وأهل السموات أجمعون ؟!
أيّها الناس ، أيّ قلب لا ينصدع لقتله ، أم أيّ فؤاد لا يحنّ إليه ، أم أيّ سمع يسمع هذه الثلمة التي ثُلمت في الإسلام ولا يصم ؟!
أيّها الناس ، أصبحنا مطرودين مشرّدين ، مذودين شاسعين عن الأمصار ، كأنّنا أولاد ترك أو كابل ، من غير جرم اجترمناه ، ولا مكروه ارتكبناه ، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين ، إن هذا إلاّ اختلاق .
والله ، لو أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدّم إليهم في الوصاية بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من مصيبة ما أعظمها وأوجعها ، وأفجعها وأكظّها ، وأفظعها وأفدحها ، فعند الله نحتسب فيما أصابنا وأبلغ بنا إنّه عزيز ذو انتقام .
وعرض الإمام (عليه السّلام) في خطابه إلى المحن السود التي عانتها الاُسرة النبويّة ، وما جرى عليها من القتل وسبي النساء ، وغير ذلك ممّا تتصدّع من هوله الجبال .
وانبرى إلى الإمام (عليه السّلام) صعصعة فألقى إليه معاذيره في عدم نصرته للحسين (عليه السّلام) ، فقبل الإمام عذره ، وترحّم على أبيه . ثمّ زحف الإمام (عليه السّلام) مع عمّاته وأخواته وقد أحاطت به الجماهير ، وعلت أصواتهم بالبكاء والعويل ، فقصدوا الجامع النبوي ، ولمّا انتهوا إليه أخذت العقيلة بعضادتي باب الجامع ، وأخذت تخاطب جدّها الرسول وتعزيه بمصاب ريحانته قائلة : يا جدّاه ، إنّي ناعية إليك أخي الحسين .
وأقامت العلويات المأتم على سيد الشهداء (عليه السّلام) ، ولبسنَ السواد ، وأخذن يندبنه بأقسى وأشجى ما تكون الندبة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|