أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
17006
التاريخ: 4-06-2015
9645
التاريخ: 20-10-2014
6144
التاريخ: 20-10-2014
3160
|
مقا- أصل صحيح يدلّ على ابتلاع شيء ، ثمّ يقاس عليه ، تقول العرب : التهم الشيء : التقمه ، ومن هذا الباب الإلهام ، كأنّه شيء القى في الروع فالتهمه. والتهم الفصيل ما في ضرع امّه : استوفاه. وفرس لهمّ : سبّاق ، كأنّه يلتهم الأرض. واللهيم : الداهية. ويقولون للعظيم الكافي : اللهمّ. ومن الباب اللهموم : الرجل الجواد.
صحا- اللهم : الابتلاع ، وقد لهمه : إذا ابتلعه. واللهموم من النوق : الغزيرة اللبن. واللهام : الجيش الكثير ، كأنّه يلتهم كلّ شيء ، ورجل لهمّ : كثير العطاء.
مفر- الإلهام : إلقاء الشيء في الروع ، ويختصّ ذلك بما كان من جهة اللّٰه تعالى وجهة الملأ الأعلى ، وذلك نحو ما عبّر عنه بلمّة الملك ، وبالنفث في الروع ، كقوله(عليه السلام) : إنّ للملك لمّة وللشيطان لمّة. وكقوله (عليه السلام): إنّ روح القدس نفث في روعي. وأصله من التهام الشيء وهو ابتلاعه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ورود شيء الى باطن شيء وجوفه ، مادّيّا أو معنويّا.
فالمادّيّ : كما في التهام اللبن والتقام المأكول.
والمعنويّ : كما في إلقاء المعارف وإيقاعها في القلب.
ويزاد فيها الميم ، فتستعمل في معاني قريبة منها مع مبالغة.
{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } [الشمس : 7 - 9] سبق في الطحى : أنّ التعبير بكلمة ما دون كلمة من : للدلالة على مطلق ما يكون سببا ووسيلة في وجوده وتحصّله واعتداله ، وكذلك في بناء السماء وطحى الأرض ، وإن كانت الأسباب كلّها ترجع الى اللّٰه تعالى وهو المسبّب للأسباب.
ويدلّ عليه التعبير بالبناء والطحى والتسوية ، دون الإيجاد والتكوين.
وأيضا إنّ النظر في هذه الآيات الى القسم بهذه الموضوعات من المخلوقات ، من جهة النظم وانعكاس النورانيّة فيها ، وبلحاظ الاشارة والتنبيه الى عظمة هذه الموجودات والتدبير فيها.
والفجر : انشقاق مع ظهور شيء منه ، والفجور مصدر وهو يقابل التقوى ، فالانشقاق يتحقّق بصورة الفسق والعدوان.
وأمّا الإلهام : فهو إلقاء من جانب اللّٰه المتعال وإيقاع علم في قلب انسان أو في باطن غير انسان تكوينا أو في موارد معيّنة.
وهذا غير الوحى فانّه التلقين بأي صورة كان ، بواسطة أو بغير واسطة ، في انسان أو حيوان أو غيرهما ، بتلقين طبيعي أو غيره.
والمراد من الإلهام في الآية الكريمة : إلقاء عمل الفجور والتقوى وصراطهما الى النفس تكوينا ومقارنا بتسويتها ، فالنفس تعرف وتشخّص صراط التقوى والقداسة ، وطريق الفجور والفسوق ، عرفانا تكوينيّا وبذاتها ، كما أنّها تعرف علما حضوريّا وعرفانا وجدانيّا كلّما يرتبط بذاتها وتحوّلاتها.
ولا يخفى أنّ المراد من الإلهام والوحى ما يكون مصداقا للأصل الثابت المفهوم منهما لغة ، ولا يصحّ التفسير بما يصطلح في العلوم والفنون الرسميّة مطلقا في الكلمتين وفي غيرهما ، فانّ الاصطلاحات تجوّزات حادثة بحدوث العلوم- راجع الوحى.
ثمّ ليعلم أنّ نفس الإنسان من عالم ما وراء المادّة ومن عالم القدس والطهارة ، بل ومن النفخ الإلهيّ ، فيكون علمها بذاتها علما حضوريّا ، وذاتها هي القداسة والطهارة والروحانيّة الّتي هي حقيقة التقوى وحاصل التقوى. ويقابلها الفجور والخروج عنها.
وقد ألهم اللّٰه الإنسان صراط التقوى وطريق الفجور ، وعرّفها كليّات كلّ من السبيلين الحقّ والباطل ، والصلاح والفساد ، والخير والشرّ ، فالمفلح السعيد من سلك سبيل الحقّ والصلاح. والخائب الخاسر من ضلّ وانحرف عن الصراط المستقيم - {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس : 9].
_____________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|