المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى كلمة كفر‌  
  
25762   11:08 صباحاً   التاريخ: 14-12-2015
المؤلف : الشيخ حسن المصطفوي
الكتاب أو المصدر : التحقيق في كلمات القران الكريم
الجزء والصفحة : ج 10 ، ص 86- 91.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / تأملات قرآنية / مصطلحات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-06-2015 20954
التاريخ: 21-10-2014 3012
التاريخ: 3-1-2016 8281
التاريخ: 16-11-2015 2534

مصبا- كفر باللّه يكفر كفرا وكفرانا ، وكفر النعمة وبالنعمة أيضا :

جحدها. وكفر بكذا : تبرّأ منه. وكفرته : سترته. ويقال للفلاح كافر ، لأنّه يكفر البذر ، أي يستره. وكفرته : غطّيته ، من باب ضرب ، والصواب من باب قتل. وكفّره بالتشديد : نسبه الى الكفر ، أو قال له كفرت. وكفر اللّه عنه الذنب : محاه. ومنه الكفّارة ، لأنّها تكفر الذنب. وأكفرته إكفارا : جعلته كافرا ، أو ألجاته الى الكفر. والكافور : كمّ النخل لأنّه يستر ما في جوفه.

مقا- كفر : أصل صحيح يدلّ على معنى واحد ، وهو الستر والتغطية ، يقال لمن غطّى درعه بثوب : قد كفر درعه. ويقال الكافر : البحر ، ويقال الكافر :

مغيب الشمس. والنهر العظيم كافر ، ويقال للزارع كافر. والكفر : ضدّ الايمان ، سمّى لأنّه تغطية الحقّ. وكذلك كفران النعمة : جحودها وسترها. والكافور : كم العنب قبل أن ينوّر ، وسمّى كافورا لأنّه كفر الوليع ، أي غطّاه. والكفر من الأرض : ما بعد من الناس لا يكاد ينزله ولا يمر به أحد.

التهذيب 10/ 193- قال الليث : الكفر : نقيض الايمان ، وهو على أربعة أنحاء : كفر إنكار ، وكفر جحود ، وكفر معاندة ، وكفر نفاق. وكفر الجحود : أن يعرف بقلبه ولا يعرف بلسانه. وكفر المعاندة : أن يعرف بقلبه ويقرّ بلسانه ويأبى أن يقبل. وكفر النفاق : أن يكفر بقلبه ويقرّ بلسانه. وقال الليث : سمّى الكافر كافرا ، لأنّ الكفر غطّى قلبه كلّه. وقول آخر : وذلك أنّ الكافر لما دعاه اللّه جلّ وعزّ الى توحيده فقد دعاه الى نعمة ينعم بها عليه ، فلمّا ردّ ما دعاه اليه : كان كافرا نعمة اللّه أي مغطّيا لها بإبائه.

والتحقيق

أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الردّ وعدم الاعتناء بشي‌ء. ومن آثاره :

التبرّى ، المحو ، التغطية.

ومن مصاديقه : الردّ وعدم الاعتناء بالإنعام والإحسان ، الردّ وعدم الاعتناء والتوجّه الى الحقّ في أيّ مرتبة كان. والأرض البعيدة عن التوجّه و‌ الاعتناء اليها. وهكذا الكافور. والفلّاح لا يعتنى بالماء والبذر وما يلزم في الزراعة ويردّها برجاء المحصول. والكفّارة تردّ ما في الذمة من واجب. ومغيب الشمس يردها الى الغيبة والستر. والماء الكثير في النهر يردّ بعضه بعضا.

وهذا المعنى له مراتب ودرجات : بلحاظ نفس الردّ شدّة وضعفا ، ومن جهة خصوصيّات المردود واختلاف مراتبه.

فالرد وعدم الاعتناء بذات اللّه عزّ وجلّ : وهو أعظم الكفر ، قال تعالى :

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة : 6]. {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا } [الأنفال : 55] والردّ وعدم الاعتناء برسله ، وهم مظاهر الإرادة والمشيّة والعلم : قال تعالى : . {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ } [النساء : 150]. {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [البقرة : 89] والكفر بآياته الّتى هي مجالي القدرة والعظمة والربوبيّة : قال تعالى :

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ} [البقرة : 61]. {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [آل عمران : 4] والكفر بالبعث والقيامة الّتى هي متمّ إجراء العدل والنظم ، ونتيجة إيجاد الخلق وتكوين العالم ، وتثبيت الحكمة والحكومة الحقّة : كما قال تعالى :

{وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } [النساء : 136]. {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ} [الكهف : 104، 105] والكفر بحقيقة الالوهيّة وصفاته الذاتيّة الواجبة وتوحيده تعالى ، الّتى هي ترجع الى الكفر باللّٰه تعالى : كما قال تعالى :

{تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ} [غافر : 42]. {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا} [غافر: 12] والردّ وعدم الاعتناء بدين اللّٰه الّذى هو برنامج خلق اللّٰه للخلق ، وصورة نظام الحياة الدنيويّة والاخرويّة ، والموصل الى المقصد المنتهى والغرض الأسنى من التكوين : كما قال تعالى :

{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [غافر: 14] ولا يخفى أنّ نظام الخلقة وأصل التكوين ومبنى العالم : إنّما هي على تجلّى اللاهوت وجريان ظهوره على الحقّ وبالحقّ وانتهائه الى الحقّ الّذى هو المبدأ للعالم ، إنّا للّٰه وإنّا اليه راجعون.

وهذا النظام له شكل واحد مرتبط ، فانّ مبدأه واحد ومرجعه الى واحد ، ولا مرجع إلّا اليه تعالى ، وكلّ من هذا النظام له وجه من اللّٰه عزّ وجلّ ، ولازم أن يكون السير والجريان على حفظ هذا الوجه ، وهذا الوجه محفوظ في التوحيد والرسل والدين والكتب النازلة والملائكة والآيات ، ولا اختلاف بينها.

فالكفر بواحد من هذه المراتب وطبقات النظام : كفر بالمبدإ والمنتهى ، وسلوك على خلاف الوجه اللاهوتىّ ، وسير في مقابل الحقّ والمسير التكويني الذي أراد اللّٰه من الخلق أن يسلكوا فيها.

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة : 257] فالإيمان لازم أن يكون بمجموع نظام سلسلة اللاهوت ، قال تعالى :

{وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء : 150، 151] وهذا كما إذا أخلّ ببعض الشرائط اللازمة أو الأجزاء المؤثّرة في نظام أمر كالمعمل أو المكينة أو غيرهما ، فلا يمكن الإنتاج ولا يتحصّل المقصود- قال تعالى : . {مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} [الروم : 44]. {إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } [إبراهيم : 8 {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ} [البقرة : 85]. فالإيمان أو الكفر لا يؤثّر خيرا ولا شرا إلا لصاحبه ، ولا يزيد له إلّا قوّة وكمالا وسعادة ورحمة ، أو ضعفا وشقاوة ومحروميّة ، واللّٰه تعالى غنىّ متعال ، ولا يريد إلّا صلاح العباد.

ثمّ إن الكفر يوجب محروميّة عن آثار متعلّق الكفر : فالكفر باللّٰه عزّ وجلّ :

يوجب محروميّة عن رحمته وفيضه وفضله ولطفه الخاصّ. والكفر بالرسول ص :

يوجب محروميّة عن المعارف والحقائق والأحكام الإلهيّة والقوانين التشريعيّة السماويّة. والكفر بالدين يوجب محروميّة عن المصالح والسعادات والخيرات والبركات المنطوية في برنامج الدين والشريعة الحقّه. والكفر بالنعم : يوجب محروميّة عن إدامة النعم ومزيدها.

وهذه المحروميّة يعبّر عنها بآثارها ولوازمها المترتّبة عليها ، من العذاب والنار والجحيم والحبط والخسران وأمثالها.

{وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة : 104] * ... ، . {وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ } [البقرة : 161]... ، . {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة : 49] *.

والفرق بين الكافرين جمع سالم ، وبين الكفّار جمع مكسّر : أنّ المكسّر يدل على الّذين تثبّتوا في الكفر ولا يلاحظ فيه إلّا نفس الكفر. والسالم يلاحظ فيه جهة القيام وحدوث الحدث بالذّات.

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ} [البقرة : 161 {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ} [الأحزاب : 48] وأمّا الكفور فهو صفة كالذلول : بمعنى من ثبت له الكفر واتّصف به.

{وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } [الإسراء : 27] وأمّا الكافور : ففي إحياء التذكرة : أصل شجر الكافور من الصين واليابان ، ويبلغ ارتفاعه عادة من عشرة الى خمسة عشر مترا وقد يزيد ، ويزرع عادة للزينة ولطرد الذباب ، وخشبه متين جدّا ، ذو لون أبيض ضارب للحمرة ، والمستعمل من الكافور زيت طيّار منجمد يقطر من أخشابه ، وهو مضادّ للتشنّج وطارد للرياح ، مهبط أو مضعف للقوّة الجنسيّة ، ويستعمل في حالات جنون الهياج الجنسي والصرع.

ثمّ إنّ الكلمة مأخوذة من اللغة السنسكريتيّة الهنديّة القديمة ، أي كاپّورا Kappura ويؤيّده كون الكافور من الهند والصين ، وله أصناف ، فليراجع الى المفردات الطيبة كالمخزن وغيره.

وأمّا الأكمام في تفسير الكافور بمعنى الغلاف الّذى يحيط بالزهر : مأخوذ من الأصل باعتبار كونه مردودا لا يعتنى به ، والمنظور هو الزهر. أو أنه معنى مجازىّ يشبه بالكافور في كونه خارجا من الشجر.

{إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا } [الإنسان : 5] قلنا إنّ الكأس تطلق على قدح يحتوى شرابا ، أي تكون الكأس الممتلئة بالشراب ممزوجة بالكافور وبطبيعته.

ولمّا كان الكافور باردا ومبرّدا ومسكّنا للهياج والحرارة : فيناسب شرابه حالة هيجان الحرارة والتهاب الشوق. كما أنّ الزنجبيل يناسب حالة الضعف والبرودة والرخاوة ، ليهيّج الى الحرارة.

وخصوصيّات هذا الشراب تناسب عالم ما وراء المادّة.

{ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة : 10] الكوافر جمع تكسير للكافرة ، وفي هذه الصيغة تحقير وإشارة الى كونهنّ متثبّتات في الكفر ، والنظر اليهنّ بلحاظ هذه الصفة فقط ، دون كلمة الكافرات.

والعصم جمع عصمة : ما تعتصم به الكافرات فيما بينها وبين الأزواج ، من عقد أو تعهّد أو صلة أو غيرها.

وهذا الحكم في مورد كافرة تعلّقت بالكفر ولوازمه ، ولا تقبل الورود في برنامج الإسلام عملا وعقيدة ، حتّى تستقرّ تحت نظامه ورايته.

وأمّا الكفّارة : فهي امور تردّ أعمالا وقعت على خلاف ، وتجعلها مصروفة عنها لا يعتنى بها ، كالكفّارة في إفطار الصوم.

_________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .

‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .