المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

انتقال انفلونزا الطيور للإنسان
17-4-2016
أهل الآخرة مخيرون في أفعالهم
11/10/2022
الكلمات التي تشفي من هوس (حسنا)
30-4-2017
منبع الحرارة الأرضية عند أبو إسحاق الإصطخري (القرن 4هـ / 10م)
2023-05-18
Information for Unstable Nuclides
26-3-2017
الاستقامة في عاشوراء
2024-08-10


الام وقضية صداقة الاطفال  
  
1877   09:00 صباحاً   التاريخ: 9-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص243
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-28 1269
التاريخ: 2024-07-05 591
التاريخ: 2023-03-20 1111
التاريخ: 11-1-2016 1994

ـ الحاجة الى العشرة :

الإنسان موجود اجتماعي يحتاج الى العشرة والاختلاط بسبب اجتماعيته، وتتجلى هذه الرغبة بالمعاشرة منذ الاشهر الست الاولى بشكل تبادل عاطفي، فيقيم الطفل مع امه علاقة عن طريق ابتسامه، او ضحكة، او قهقهة، او دمعة وأنين واصوات خاصة يصدرها، ويستمر ذلك الى ان يصبح الطفل قادراً على النطق والكلام، وكم هو صعب ومؤلم ان يكون الطفل بحاجة الى العشرة في السنوات الاولى من حياته، ولكنه لا يستطيع ان يتكلم أو ان يختار العبارة المناسبة للتعبير عن رأيه، إنه يود التكلم، ولكنه لا يقدر على ذلك، يرغب بتبادل الرأي ولكنه لا يتمكن من ذلك.

العشرة حاجة من حاجات الانسان الاساسية، وحرمان الانسان منها كارثة تحمل في طياتها الخطر، ويصعب تحملها الى درجة ان اكبر زجر والم للإنسان هو الحبس والعيش في وحدة قاتلة بعيداً عن العشرة، فالإنسان غير قادر على غض الطرف عن العلاقة والأنس والالفة التي كونها مع الآخرين، أو تجاهل صلات الصداقة التي تربطه مع الآخرين، وهذه المسألة بالذات تعد مدخلاً لضبط الإنسان والسيطرة عليه.

ـ فوائد العشرة :

للعشرة عند الاطفال والكبار فوائد كثيرة، فهي وسيلة لتعلّم اللغة، وعامل ثقافي واجتماعي وسبب التعرف على المجتمع والبناء الاخلاقي، وهي تؤدي الى انشغال الطفل بنفسه مدة وترك امه تنعم بالهدوء وفراغ البال، ويمكن ان نعدّ وجود الخلطاء والعلاقة المستمرة معهم عاملاً للرشد والنمو، فالطفل يتعلم ان يكون اجتماعياً وودياً في ظل المعاشرة، ويتعلم في ظلها ايضاً الارتباط وتقليد الآخرين في سلوكه، وذلك فإن الاطفال يفهمون دنياهم وعالمهم في ظل المعاشرة، ويسعون الى التكيف مع الحياة بنحو ما، وعندما يكونون مع الآخرين فإنهم يسعون الى تبادل الآراء والافكار، وهذا بحد ذاته نقطة ايجابية لهم، ويجدر هنا ان نذكر هذه النقطة:ـ الطفل بحاجة الى الصحبة والعشرة مع افراد مقاربين له في السن، ويتحدثون بلغته وكلماته، ولهذا الامر اهمية كبيرة، وخصوصاً في سنوات الطفولة، مع الاخذ بعين الاعتبار السعي لتعريف الطفل بالكبار، والاطلاع على حياتهم ليبلغ مرحلة من مراحل النضج والكمال. وبناء على هذا فإن لأصول التفاعل والتلاحم مع الآخرين فوائد جمّة، وخاصة انه سيؤدي الى سعادة الطفل وراحة باله.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.