أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-21
690
التاريخ: 31-12-2021
2080
التاريخ: 20-10-2014
6517
التاريخ: 10-1-2016
5116
|
مصبا- قام بالأمر يقوم به قياما ، فهو قوّام وقائم ، واستقام الأمر ، وهذا قوامه بالفتح والكسر ، وتقلب الواو ياء جوازا مع الكسرة : أي عمادة الّذى يقوم به وينتظم ، ومنهم من يقتصر على الكسر. والقوام : ما يقيم الإنسان من القوت. والقوام : العدل والاعتدال. وقامت المتاع بكذا : تعدّلت قيمته. والقيمة : الثمن ، والجمع القيم. وقام يقوم : انتصب ، والموضع المقام ، والقومة المرّة ، وأقمته إقامة ، والموضع المقام ، وأقام : اتخذ وطنا ، فهو مقيم. وقوّمته تقويما فتقّوم بمعنى عدّلته فتعدّل. وقوّمت المتاع : جعلت له قيمة معلومة. والقوم : جماعة الرجال ليس فيهم امرأة ، الواحد رجل من غير لفظه ، سمّوا بذلك لقيامهم بالعظائم والمهمّات. وأقام الشرع : أظهره.
مقا- قوم : أصلان صحيحان ، يدلّ أحدهما على جماعة ناس ، وربّما استعير في غيرهم. والآخر- على انتصاب أو عزم. فالأوّل- القوم ، يقولون جمع امرئ ، ولا يكون ذلك إلّا للرجال- لا يسخر قوم من قوم- ولا نساء من نساء. ويقولون قوم وأقوام ، وأقاوم جمع جمع. وأمّا الآخر- قام قياما ، إذا انتصب. ويكون قام بمعنى العزيمة.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل القعود ، أي الانتصاب وفعليّة العمل ، مادّيّا أو معنويّا.
وهذا المعنى يختلف باختلاف الموضوعات ، في موضوع خارجيّ ، أو عمل ، أو أمر معنويّ ، فالانتصاب والفعليّة في كلّ منها بحسبه.
فالقيام في الموضوعات الخارجيّة : كما في-. {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ } [النساء : 102]
وفي العمل : كما في - {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ} [البقرة : 277] وفي المعنويّ : كما في - {وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ} [النساء : 127] وفي العالم الآخرة : كما في - {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ} [الروم : 14] وفي الروحانيّات : كما في-. {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ : 38] فالإقامة إفعال : يلاحظ فيه جهة القيام بالفعل ، كإقامة الصلاة ، وإقامة الجدار ، وإقامة التوراة ، وإقامة الحدود ، وإقامة الشهادة.
والتقويم تفعيل : يلاحظ جهة الوقوع فيه ، أي يكون النظر الى جهة تعلّق الفعل الى المفعول ، كما في :
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد : 4] ومن ذلك التقويم : أي تعيين القيمة للشيء ، فانّ الشيء إذا تعيّن قيمة :
فقد قام وانتصب وتشخّص وجوده ، ويرتفع إبهامه وركوده.
فالتقويم بمعنى جعل الشيء قائما ومنتصبا ، وليس بمعنى التعديل.
وبهذا ظهر الفرق بين المقام والمقام والمقوّم ، للمكان ، كما في :
{مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة : 125]. {إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا } [الفرقان : 66] فالمقام : مكان للقيام : والمقام : مكان للإقامة. والمقوّم : للتقويم.
والاستقامة استفعال : ويدلّ على طلب قيام في الأمر إراديّا أو طبيعيّا أو عملا ، كما في :
{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ} [هود : 112]. {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا } [فصلت : 30]
{فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} [التوبة : 7] يراد طلب القيام وارادة أن يدوم الأمر وفعليّته وينصب نفسه في ذلك الأمر ، أي في العمل بالأمر ، وفي قول التوحيد ، وفي العهد.
والطلب الطبيعىّ : كما في - الصراط المستقيم :
{بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} [الإسراء : 35] يراد الصراط الّذى فيه اقتضاء الفعليّة ويدوم انتصابه بالطبع.
وانتخاب هذه الصيغة أبلغ في المقصود من صيغة التفعّل والمجرّد : فانّ المطاوعة ليس فيه طلب واستدعاء ، وكذلك في المجرّد. كما أنّ الطلب والاستدعاء الطبيعىّ أتمّ وأبلغ من الإرادي.
فظهر أنّ الاستدامة والاستمرار من لوازم الحقيقة.
وأمّا القيّم والقيّوم : فهما إمّا على وزنى فيعل وفيعول ، وأصلهما قيوم وقيووم. وإمّا على وزنى فعيل وفعّول ، وأصلهما قويم وقوّوم. وعلى أي صورة :
لحقهما القلب والاعلال للتخفيف في تلفّظهما.
فالقيّم صفة ، والقيّوم للمبالغة ، ومأخوذان من القيام.
والقيّوم من أسماء اللّٰه الحسنى : وهو القائم المطلق على كلّ شيء وكلّ أمر وكلّ عمل ، وبكلّ امر وتدبير ونظم ، لا يغيب عن قيّوميّته شيء ، وهو قيّوم غير متناه وغير محدود أزليّ أبدىّ في قيّوميته.
وهذه الصفة من آثار الاسم الأصيل الذاتي – الحىّ - الّذى هو منشأ جميع الصفات الثبوتيّة ، كما سبق فيه- فراجعه.
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة : 255]. {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه : 111] فذكر القيّوم بعد الحىّ : إشارة الى أنّ القيّوميّة مرتبة ثانويّة من الحياة ، وهي مقام تحقّق الفعليّة والانتصاب ومقام القيام للعمل والتكوين والإفاضة مستغنيا عمّا سوية ، فهو قيّوم مطلق بذاته وفي ذاته ولذاته ، وقائم بنفسه على كل شيء وبكلّ أمر- عنت الوجوه له.
وأمّا القيّم : فهو ما يكون في نفسه قائما ومنتصبا وغير منحرف ولا مفتقر ولا ناقص ، وقد اتّصف به الدين :
{ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [التوبة : 36]. {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ} [الروم : 43]. {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا} [الأنعام : 161] والدين هو الخضوع والانقياد تحت برنامج.
فهذا الدين قيّم ، وأحسن خضوع وأكمل انقياد وأفضل سلوك للإنسان.
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ } [النساء : 34] صيغة مبالغة ، ولم يقلب الواو ياء كما في قيّوم ، فإنّ اجتماع الواوات الثلاث مع الضمّه أوجب القلب في قوّوم ، دون القوّام.
فالقوّام من بالغ في كونه قائما في نفسه منتصبا في مقام فعليّته من دون استناد الى غيره ، فهو يشرف على المرأة في تدبير أمورها ورفع احتياجاتها.
والآية الكريمة تدلّ على فضيلة له عليها من هذه الجهة ، أي من جهة قابليّة أن يكون متوجّها ومشرفا ومدبّرا بأمورها ذاتا ، مضافا الى أنّه ينفق من ماله ، وفي يده نفقتها ، وهذا يقتضى أن يكون الإشراف والتدبير بيده.
وأمّا القوم : فيطلق على جماعة قائمين مشرفين على أنفسهم بالتدبير والعمل ، مضافا الى كون الكلمة مأخوذة من السريانيّة كالقيّم والقيّوم ، كما في فرهنگ تطبيقي ، والكلمة تشمل على جماعة قائمين من الرجال والنساء. والتفسير بالرجال تغليب لا تخصيص.
{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } [الرعد: 7]. {قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت: 3]. {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ } [النمل : 24].
فالإنذار والقرآن والسجدة غير مختصّة بالرجال ، بل تعمّ الرجال والنساء.
وأمّا القيامة : فباعتبار قيام الخلق فيها لربّ العالمين ، كما في {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [المطففين : 4 - 6]. {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا} [النبأ : 38] ويذكر للقيامة آثار :
{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ} [البقرة : 85]. {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } [البقرة : 113]. {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ } [البقرة : 174]. {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [آل عمران : 55]. {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ} [النساء : 87]. {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} [الإسراء : 97]. {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 16]. {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} [الإسراء : 13]. {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} [هود : 98]. {قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } [الأعراف : 32]. {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} [القصص : 61]. {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [العنكبوت : 25]. {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67]. {أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} [القيامة : 6 - 10]. {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ } [الحاقة : 13].... {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ } [الحاقة : 15]. {إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ} [القصص : 71] فتدلّ هذه الآيات على أنّ القيامة الأصيلة غير الموت ، فانّ بالموت الشخصي وبالانتقال الفردي الى عالم البرزخ ، لا يقوم يوم القيامة العامّة ، ولا يحكم للناس بأجمعهم بالردّ الى جنّة أو جحيم ، ولا يصدق فيه الجمع والحشر والنشر والبعث وقيام الناس والملائكة ونفخ الصور وغيرها.
وظواهر الآيات الكريمة أنّ العالم المادّي يختلّ نظمه يومئذ :
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} [الزلزلة : 1، 2]... ، . {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ } [الانشقاق : 1]... ، . {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} [الانفطار: 2، 3]... ، . {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1]... ، . {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} [النبأ : 20] فبقيام القيامة يتبدّل العالم المادّي وأجزاؤها ونظمها ، ويتظاهر عالم آخر ألطف متناسبا بالحياة الاخروي ولذّاتها وآلامها.
ولا يمكن لنا إدراك خصوصيّاتها ، ولا طريق لنا الى معرفتها.
{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} [النبأ : 1 - 4].
__________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|