أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2014
2579
التاريخ: 20-10-2014
2448
التاريخ: 2023-07-27
4289
التاريخ: 8-05-2015
3106
|
مصبا- فداه من الأسر يفديه فدى ، وتفتح الفاء وتكسر : إذا استنقذه بمال. واسم ذلك المال الفدية ، وهو عوض الأسير ، وجمعها فدى وفديات مثل سدرة. وفاديته مفاداة وفداء : أطلقته وأخذت فديته. وقال المبرّد : المفاداة أن تدفع رجلا وتأخذ رجلا. والفدى : أن تشتريه. وقيل هما واحد ، وتفادى القوم :
اتّقى بعضهم ببعض ، كان كلّ واحد يجعل صاحبه فداء وفدت المرأة نفسها من زوجها وافتدت : أعطته مالا حتّى تخلّصت منه بالطلاق.
مقا- فدى : كلمتان متباينتان جدّا. فالأولى- أن يجعل شيء مكان شيء حمى له. والاخرى شيء من الطعام. فالأولى قولك فديته أفديه ، كأنّك
تحميه بنفسك أو بشيء يعوّض عنه ، يقولون هو فداؤك ، إذا كسرت مددت وإذا فتحت قصرت ، يقال هو فداك. وتفادى من الشيء : إذا تحاماه وانزوى عنه. والكلمة الأخرى- الفَداء ممدود ، وهو مِسطع التمر.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : جعل شيء عوضا عن شيء أو أمر يُلزم عليه ، سواء كان كلّ واحد منهما مالا أو موضوعا خارجيّا. وهذا كفداء مال أو شخص عن أسير في إطلاقه. وفداء مال في تطليق الزوجة. وإعطاء مال لرفع عقوبة وتخليص النفس عنها. والفدية في قبال ترك واجب أو كفّارة.
وأمّا الفداء : فكأنّ ذلك الوعاء لتمر أو حنطة أو شعير ، كان كيلا في بعض الموارد ، فدية عن امور.
فيقال فدى الشيء بمال :
{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } [الصافات : 107] أي جعلنا هذا الذبح العظيم عوضا عن ذبح إسماعيل ، ويطلق على هذا العوض : الفدية على فعلة ، ويدلّ على نوع من الفداء.
{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة : 184]. {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ } [البقرة : 196]. {فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ} [الحديد : 15] أي عوض في قبال تأخير الصوم ، أو التعجيل في الحلق في الحجّ ، أو في القيامة.
وأمّا الفداء : مصدر مجرّد أو من المفاعلة :
{فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} [محمد : 4] أي فإذا صاروا تحت السلطة والإسارة والوثاق : فامّا تطلقونهم أو تفادونهم
بالإطلاق وأخذ المفدىّ.
والتعبير بمصدر فاعل : اشارة الى استمرار الفدية ، من جهة الكثرة والتعدّد في الأسارى.
وقلنا إنّ النظر في الفداء ومشتقّاته الى جعل شيء عوضا وفدية ، سواء كان ذلك الفديةُ مالا في قبال استنقاذ أسير ، أو أسيرا في قبال أخذ أسير آخر أو مال أو حقّ أو امتياز مخصوص.
فالفادي هو من يُعطى فدية. والمفدىّ هو ما يُعطى له ولاستنقاذه ، فالفادي هو آخذ المفدىّ لا الفديةُ.
{وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ } [البقرة : 85] أي تجعلونهم فدية لأخذ ما تطلبون ، فتطلقونهم مستمرّا. فالنظر ابتداء الى إعطائهم فدية في قبال ما هو مقصودهم.
والافتداء : افتعال بمعنى إختيار الفداء ، كما في :
{وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ} [يونس : 54]. {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} [المعارج : 11]. {لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة : 36] أي يختارون الفداء به.
وليعلم أنّ عذاب يوم القيامة إنّما ينشأ من ظلمة النفس ومحجوبيّته عن النور والرحمة ، في أثر الأعمال السيّئة والأفكار الباطلة والصفات الخبيثة ، وإذا تحصّل ذلك فلا يفيد في رفعه وإصلاحه الفداء.
فانّ الفداء لا يناسب رفع المحجوبيّة عن النفس ، ولا يؤثّر في إزالة آثار الظلم والطغيان والعصيان ، مضافا الى انقضاء زمان العمل والتكليف بالموت والرحلة عن الدنيا :
{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} [مريم : 39].
________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|