أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1506
التاريخ: 8-10-2014
1432
التاريخ: 8-10-2014
10830
التاريخ: 7-12-2015
3115
|
لما أدركت قريش عدم تأثير جميع الأساليب التي اتخذتها وظل الإسلام يشق طريقه بثبات قررت كتابة وثيقة تمنع فيها العلاقات الاقتصادية والاجتماعية مع بني هاشم حتى تشكل ضغوطاً على الرسول صلى الله عليه و آله لمنع نشر الدعوة : «ولما رأت قريش الإسلام يفشو ويزيد وان المسلمين قووا وعاد إليهم عمرو بن العاص وعبد اللَّه بن أبي امية من النجاشي بما يكرهون من منع المسلمين عنهم وآمنهم عنده، ائتمروا في أن يكتبوا بينهم كتاباً يتعاقدون فيه على أن لا ينكحوا من بني هاشم وبني المطلب ولا ينكحوا إليهم ولا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم شيئاً، فكتبوا بذلك صحيفة وتعاهدوا على ذلك ثم علّقوا الصحيفة في جَوف الكعبة توكيداً لذلك الأمر على أنفسهم» (1).
وهكذا قد ضيَّقوا الخناق على بني هاشم وبني المطلب ليقع الخلاف بينهم ويُسلِّموا لهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
واستمر الحصار على مدى ثلاث سنوات (2) وكانوا محرومين من كل شيء ما عدا القليل الذي يهيؤنه سراً، غير أنّ مؤامراتهم فشلت مرّة اخرى فأكلت الارضة لائحتهم المعلّقة داخل الكعبة وملَّ بعض الأشخاص هذا العمل الوحشي غير الإنساني فاصبحوا بصدد إلغاء اللائحة، وقد الغيت بالفعل وانتهى الحصار (3). ورجع الرسول وعشيرتهُ إلى مكة المكرمة.
واستمر الإسلام بتقدمه والرسول صلى الله عليه و آله بدعوتهِ، وهنا وقعت حادثتان مؤلمتان للرسول صلى الله عليه و آله (4) قبل الهجرة بثلاث سنوات، وهما : وفاة أبي طالب وخديجة عليهما السلام وكان للحادثتين أثر بالغٌ على الرسول صلى الله عليه و آله والمسلمين، وضيقوا الخناق على الرسول صلى الله عليه و آله «حتى ينثر بعضهم التراب على رأسهِ وحتى أن بعضهم يطرَحُ عليه رحم الشاة وهو يصلي ....».
بعدها صمم الرسول صلى الله عليه و آله على أن يستمد العون من مجموعة من قبيلة ثقيف الساكنة في الطائف لحمايته ونشر الإسلام، ولكنهم كذبوه وطردوه فكان ذلك ثقيلًا على قلب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فأخذ يدعو بهذا الدعاء المعروف، يقول التأريخ : «فقام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقد يئس من خير ثقيف ... واغروا به سفاءهم فاجتمعوا إليه وألجأوه إلى حائط لعتبة وشيبة ابني ربيعة ... ورَجعَ السفهاءُ عنه وجلس إلى ظلّ حبلة من عنب ... وقال : اللّهم إليك اشكو ضعف قوتي وقلةَ حيلتي وهواني على الناس، اللّهم يا أرحم الراحمين أنت ربُّ المستضعفين وأنت ربي إلى مَن تكلني إلى بعيد يتجهمني أو إلى عَدُوٍ ملكتَه أمري إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أُبالي ولكن عافيتك هي أوسع، إنّي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلماتُ وصلح عليه أمرُ الدنيا والآخرة من أن تنزلَ بي غضبك أو تحل بي سخطك» (5).
فلما رأى ابنا ربيعة ما لحقه صلى الله عليه و آله تحركت له رحمهما فدعوا غلاماً لهما نصرانياً اسمه «عداس» فقالا له : خذ هذا العنب إلى ذلك الرجل، ففعل فلما وضعه بين يدى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وضع يده عليه وقال «بسم اللَّه» وثمّ أكل، فقال عداس : واللَّه إنّ هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة.
فقال له النبي صلى الله عليه و آله من أي بلاد أنت وما دينك؟
قال : أنا نصراني من أهل نينوى
فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متي؟ قال له : وما يُدريك ما يونس؟
قال الرسول صلى الله عليه و آله : ذلك أخي كان نبيّاً وأنا نبي.
فأكب عداس على يدي رسول اللَّه ورجليه يقبلهما، وأسلم (6).
فلم يرجع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خائباً من سفره هذا.
______________________
(1) الكامل، ج 1، ص 504؛ وابن هشام، ج 1، ص 375؛ وتفسير جامع البيان، ج 2، ص 74.
(2) سيرة ابن هشام، ج 1، ص 379.
(3) الكامل، ج 1، ص 505؛ وابن هشام، ج 2، ص 14؛ وتفسير جامع البيان، ج 2، ص 78.
(4) الكامل، ج 1، ص 507، وابن هشام، ج 2، ص 57، وتفسير جامع البيان، ج 2، ص 80.
(5) الكامل، ج 1، ص 508؛ وتفسير جامع البيان، ج 2، ص 81.
(6) الكامل، ص 508، وابن هشام، ج 2، ص 61 و 62، وتفسير جامع البيان، ج 2، ص 81.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|