أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2015
1834
التاريخ: 26-10-2014
1451
التاريخ: 28-01-2015
1422
التاريخ: 8-10-2014
1435
|
إنّ عقائد أيّ قوم أو شعب تشكل ركناً أساسياً في ثقافتهم، وانحطاط تلك العقائد يدل على الانحطاط الثقافي والحضاري لهم.
وعلى هذا الأساس، فعرب الجاهلية كانوا في أرذل درجات الانحطاط الثقافي والضياع حيث كانوا يعبدون الأصنام التي يصنعونها بأيديهم فيتصورون أنّها تتحكم في مصائرهم بل يزعمون أنّها حاكمة على السماء والأرض أحياناً، وقد خاطب القرآن الكريم الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله بصدد ذلك بقوله : {قُلْ اتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَملِكُ لَكُم ضَرًّا وَلَا نَفعَاً وَاللَّهُ هُوَ السَّميعُ العَلِيمُ}. (المائدة/ 76)
وبالإضافة إلى الأصنام الصغيرة فقد كانت لديهم ثلاثة أصنام كبيرة ذات شهرة خاصة في مجتمعهم يزعمون بأنّها بنات الرب وهي وسيلة للتقرب إليه، أحدها (مَناة) وكان ما بين المدينة ومكة المكرمة بالقرب من ساحل البحر الأحمر، ولهذا الصنم احترامٌ خاص عند كل العرب انذاك، فيقدمون إليه القرابين، وأكثر القبائل احتراماً وتقديساً له قبيلة (الاوس) و (الخزرج).
والثاني في الطائف يُعرف باسم (اللّات)، وقد شُيد في مكانه اليوم مسجد وكانت (ثقيف) من أكثر القبائل احتراماً له.
والثالث من الأصنام الكبيرة هو (العُزى) وقد وضع في الطريق المؤدي إلى العراق قريباً من منطقة (ذات العِرق) ولقريش علاقة خاصة بهذا الصنم، وهناك أصنام اخرى للقبائل والعشائر بل وللعوائل أيضاً إذ لا معنى لحياة عرب الجاهلية بدونها، فمثلًا لو أرادوا السفر فإنّهم يستأذنون من الصنم ولهم في اسفارهم أصنام يصحبونها معهم.
وقد أشار القرآن الكريم في سورة النجم إلى ذلك بقوله تعالى : {افَرأَيتُمُ اللَّاتَ وَالعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الاخَرى* الَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الانثَى}. (النجم/ 19- 21)
ومن الجدير بالذكر في الحياة الجاهلية أنّهم كانوا يكرهون البنات ويئدونهن أحياناً بالرغم من اعتقادهم بأنّ الملائكة بناتُ اللَّه وهذه الأصنام تماثيل تلك الملائكة، لذلك واجههم القرآن الكريم بمنطقهم وهو كيف تقولون : أنّ لله بنات في الوقت الذي تكرهونهن فيه؟
و قد استنكر القرآن وذم تلك الأفكار الخرافية المنحطة بقوله تعالى : {وَجَعَلُوا المَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحَمنِ انَاثاً اشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} (الزخرف/ 19).
وقد حارب الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله هذه العقائد الضالة الناشئة من التصورات الخاطئة وهوى النفس كما ورد في ذيل الآية الكريمة بعد أن أشارت إلى الأصنام الثلاثة الكبيرة المعروفة بقوله تعالى : {انْ هِي إِلَّا اسمَاءٌ سَمَّيْتُمُوَها انتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَّا انزَلَ اللّهُ بِهَا مِنْ سُلطَانٍ انْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهوَى الأنْفُسُ} (النجم/ 23) .
صحيح أنّ المشركين قد تشبثوا بدليلٍ واهٍ ليبرّروا به عبادتهم للأصنام حيث قالوا : (إنّ ذاتَ اللَّه أسمى من أن يصلَ إليها العقل والفكر الإنساني وهو منزه عن أن نعبده بصورة مباشرة)، وعلى هذا الأساس فالذين وكّل إليهم أمر خلقهِ وتدبيرهِ هم الواسطةُ إليه وهؤلاء هم الملائكة والجن وكل الموجودات المقدسة فهؤلاء اربابٌ نعبدهم وهم الذين يقربوننا إلى اللَّه {مَا نَعبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلفَى} (الزمر/ 3) .
وعلى هذا فإنّ أيدينا لا تصل إلى هذه المقدسات فنصنع لها تمثالًا ثم نَعبدُها! وهذه التماثيل هي أصنامهم وفي تصورهم أن هناك وحدة واتحاداً بين هذه الأصنام والوجودات المقدسة فهم يخاطبونها بالآلهة والأرباب.
وهم بهذه الخرافات الواهية ابتعدوا عن اللَّه سبحانه وتعالى وهو أقرب إلى الإنسان من نفسه، وبدلًا من أن يتوجهوا إلى اللَّه الذي هو منبع الفيض والقدرة البصير الموجود في كل مكان لجأوا إلى مخلوقات ممكنة لا حول ولا قوة ولا شعور لها بل إنّها مخلوقة بأيدي عبّادها ومع ذلك فقد أجلسوا تلك المخلوقات التي لا قيمة لها على عرش الربوية والالوهية ناسين عظمة الذات الإلهيّة اللامتناهية ولاهثين وراء سراب يحسبونه ماءً.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|