المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

عصمة الأنبياء عليهم السلام عند العلامة المجلسي.
10-12-2015
Using half-life period for determine the order of a reaction
28-9-2018
Electron Paramagnetic Resonance
2-5-2016
بعض سيرة الأمين
26-8-2017
عدم جواز التوسل بالموتى ‏
18-11-2016
الكلام والسكوت والصمت
25-2-2019


تاريخ الرسول صلى الله عليه وآله وخصائصه الأخلاقية  
  
2566   01:32 صباحاً   التاريخ: 4-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج8 , ص261-263
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله /

إنّ الخصائص الأخلاقية هي احدى أفضل الطرق إلى‏ معرفة الدعاة الصادقين من الكاذبين ، فهذه الخصائص يمكن اعتمادها كقرائن وأدلة واضحة لنفي أو إثبات احقية الداعي ، وكلما شوهدت مظاهر الطهارة والتقوى ، والعظمة والتسامح والرأفة والمحبّة ، والزهد والتقشف ، والشجاعة والشهامة والماضي الاجتماعي الحسن في المدّعي ، فمن الصعوبة بمكان أن لا نعتبره صادقاً ، وبالعكس فاذا كان محبّاً للدنيا ، ومنكباً على‏ المادة ، ومتعلقاً بالمال ، والمقام ، والجاه ، والقدرة المصحوبة بالتهور والكذب ، والحقد وحب الانتقام ، وما شابه ذلك من رذائل خلقية (لا سمح اللَّه) ، فلا يمكن اعتبار مدعي النبوة هذا صادقاً مطلقاً.

ولحسن الحظ فإنّ سوابق النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قبل نبوته هي سوابق ساطعة ومضيئة حيث قضى‏ أربعين عاماً بين ظهرانيهم والتاريخ الذي كتبته أيادي الأصدقاء والأعداء يعطي صورة ناطقة ومعبرة عن ذلك.

ففي كل التواريخ اعتبرت نزاهة النبي صلى الله عليه و آله وأمانته بأنّها مسألة متفق عليها وأن لقب (الأمين) سمعوه يطلق عليه من قبل الجميع.

والملفت للنظر هو أنّ الناس- بالرغم من مخالفتهم له- بعد بداية دعوته للإسلام بقوا يودعون أماناتهم عنده ، ولذا أمر صلى الله عليه و آله علياً عليه السلام أثناء الهجرة إلى‏ المدينة المنورة- أي بعد مرور ثلاثة عشر عاماً من البعثة- بأنّ يبقى‏ في مكة ليؤدّي عنه الأمانات إلى‏ أهلها ، ثم يهاجر إلى‏ المدينة.

إنّ حسن خلق النبي صلى الله عليه وآله وحسن معاشرته وسخائه وكرمه ، وخلاصة الصفات التي تليق‏ بقائد إلهي عظيم يمكن مشاهدتها به صلى الله عليه و آله بوضوح خلال الوقائع المختلفة في حياته ، وخاصةً أثناء فتح مكة ، ومعركة احد ، وكذلك في تعامله مع أسرى الحرب ، والرقيق ، وطبقات المجتمع المحرومة ، إلى‏ الحد الذي اعتبروا فيه هذه المسألة بأنّها نقطة ضعف عنده ، وأنّ دينه هو دين العبيد والمحرومين ، وابتعد عنه الأغنياء والأثرياء ، وعرضوا عليه طرد الحفاة والمستضعفين وإبعادهم مقابل تأييدهم له وتقربهم منه صلى الله عليه و آله ، وقد جاء هذا المعنى‏ بإشارة واضحة في قوله تعالى‏ :

{وَاصْبِر نَفسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ والعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَينَاكَ عَنهُم تُرِيدُ زِيَنةَ الحَيَاةِ الدُّنيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ اغْفَلنَا قَلبَهُ عَن ذِكرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} (الكهف/ 28).

وهو الذي صفح عن (أبو سفيان) ألدّ اعدائه والمؤجج الخطير لنيران الحروب ضد الإسلام ، وجعل من بيته أثناء فتح مكة ملجأً ومأمناً لأهل مكة ، وأعلن العفو العام عن المكيّين الذين ارتكبوا جرائم كثيرة ضده وضد أتباعه ، وهذا الخُلق الحسن والتسامح واللُّطف والكرم صار السبب في جعلهم يلتفون حوله.

وفي‏ (معركة احد) أيضاً عندما فرّ جماعة من حديثي الدخول في الإسلام من أرض المعركة وتركوه وحيداً بين الأعداء متحملا ضربات شديدة منهم ، عاد وأعلن العفو العام ، وصفح عن الجميع إلى‏ درجة استوجبت نزول الآية المباركة : {فَبما رَحمةٍ مَن اللهِ لِنْتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظّاً غَليظَ القلبِ لَانْفَضُّوا مِن حَولك فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُم فِى الأَمْرِ}. (آل عمران/ 159)

فقد بيّنت هذه الآية لين قلب وباطن النبي صلى الله عليه و آله وصفاء سريرته وكذلك لهجته الرقيقة والمليئة بالعاطفة التي لم تأمره بالعفو عن أخطائهم فحسب ، بل أمرته أيضاً بطلب المغفرة لهم من اللَّه تعالى ، وأن يحترم شخصياتهم ويشاورهم.

لقد كان صلى الله عليه و آله رحيماً بالمؤمنين وغير المؤمنين بالقدر الذي يجعله يتألم بشدّة من عدم إيمان البعض ، وإلى‏ حد يوشك فيه على‏ الهلاك أسفاً عليهم.

ونقرأ في قوله تعالى‏ ما يتضّمن معنى‏ التسلية للنبي صلى الله عليه و آله : {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفسَكَ عَلَى‏ آثَارِهِم انْ لَّمْ يُؤمِنُوا بِهَذَا الحَدِيثِ اسَفَاً}. (الكهف/ 6)

وشبيه هذا المعنى جاء في قوله تعالى‏ : {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ الَّا يَكُونُوا مُؤمِنينَ} (1).

(الشعراء/ 3)

وحقاً إذا لم يتصف القائد بهذه الصفات فلا يستطيع أن يجسّد المعنى‏ الحقيقي والواقعي للقيادة ، وقد جاء في قوله تعالى‏ : {لَقَدْ جَاءَكُم رَسُولٌ مِّن انفُسِكُم عَزِيزٌ عَليَهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}. (التوبة/ 138)

ومن المسلَّم به أنّ البحث حول الملكات الخلقية للرسول الأكرم صلى الله عليه و آله وخصائصه الأخلاقية أوسع وأشمل من أن يضمها حديث قصير ، وأنّ غايتنا فقط هي الإشارة العابرة لهذه المسألة باعتبارها إحدى القرائن.

__________________
(1) «باخع» من مادة «بَخْع» على وزن «نَقْع» تعنى الهلكة من شدة الغم والحزن ، وبتعبير آخر ، الموت غصة.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .