لا تسقط هذه الصلاة بغيبوبة الشمس منخسفة، لقوله عليه السلام: (فإذا رأيتم ذلك فصلوا)(1).والاصل البقاء. وقال الجمهور: لا يصلي لأنها إذا غابت فقد ذهب سلطانها، وفات وقتها، فلم يصل لردها(2). وهو ممنوع، ونمنع أن مع ذهاب سلطانها يسقط ما ثبت وجوبه، مع أنه اجتهاد، فلا يعارض النص. وينتقض بالقمر عندهم (3).ولا تسقط صلاة الخسوف بغيبوبة القمر منخسفا إجماعا، لان وقته باق وهو الليل، والحاجة داعية إليه. ولا تسقط صلاة الخسوف والكسوف بستر السحاب إجماعا، لان الاصل بقاؤهما. ولو طلعت الشمس والقمر منخسف، لم تسقط صلاته، عملا بالموجب.

وقال الجمهور: تسقط، لفوات وقته، وذهاب سلطانه(4). ولو طلع الفجر فكذلك عندنا لا تسقط - وهو الجديد للشافعي(5) - لبقاء سلطانه قبل طلوع الشمس، لقوله تعالى: {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12] فما لم تطلع الشمس فالسلطان باق.

والقديم: لا يصلي، لذهاب سلطانه بطلوع الفجر،  لأنه من النهار، والفجر حاجب الشمس(6).ولو ابتدأ الخسوف بعد طلوع الفجر صلاها عندنا، خلافا للشافعي في القديم(7).ولو كان قد شرع في الصلاة فطلعت الشمس، لم تبطلها اجماعا،  لأنها صلاة مؤقتة، فلا تبطل بخروج وقتها، وعندنا أن وقتها باق.

_____________

(1) صحيح البخاري 2: 43، صحيح مسلم 2: 623 / 10، سنن البيهقي 3: 332.

(2) الام 1: 244، المجموع 5: 54، فتح العزيز 5: 80، المهذب للشيرازي 1: 130، المغني والشرح الكبير 2: 280.

(3) المغني والشرح الكبير 2: 280، المجموع 5: 54، فتح العزيز 5: 80.

(4) المجموع 5: 54، فتح العزيز 5: 80، المغني والشرح الكبير 2: 280، بلغة السالك 1: 191.

(5) المجموع 5: 54، فتح العزيز 5: 80.

(6 و 7) المجموع 5: 54، فتح العزيز 5: 80.