أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-26
672
التاريخ: 22-09-2014
2778
التاريخ: 2023-09-02
1115
التاريخ: 2024-04-20
671
|
من المعلوم أنّ معجزات الأنبياء الإلهيين كانت متفاوتة ومتنوّعة كثيراً، فهل يا ترى أنّ هذا الأمر كان من قبيل الصدفة؟ أم أنّ هناك فلسفة ما وراء ذلك.
إنّ احتمال الصدفة بعيد جدّاً، والظاهر هو أنّ اللَّه الحكيم قد وضع معجزات الأنبياء بشكل بحيث تترك كلّ واحدة منها أكبر الأثر، قياساً بالظروف الزمانية والمكانية لكلّ نبي على حده.
فمثلًا حينما نجد أنّ القرآن يُعتبر أكبر معجزة لنبي الإسلام صلى الله عليه و آله، فانّ ذلك بسبب :
أوّلًا : أنّ نبي الإسلام صلى الله عليه و آله مبعوث إلى كلّ البشرية وإلى أبد الدهر، ومن هنا فلابدّ والحالة هذه أن يأتي بمعجزة خالدة لا تفقد دورها بمرور الأيّام.
ثانياً : أنّه صلى الله عليه و آله كان اميّاً، فمجيئه بمثل كتاب القرآن يعدّ من أرفع مراتب الإعجاز.
ثالثاً : إنحطاط المستوى الفكري لبيئة الجاهلية مع رفعة مضامين القرآن، وهذا قرينة واضحة اخرى.
مضافاً إلى ذلك نجد أنّ أدبيات العرب وعلى اختلاف أفكارهم ومعارفهم كانت في ذلك الزمان قد بلغت الذروة، إذ كان لهم شعراء فحول وخطباء يضرب بهم المثل، وبالإمكان الوقوف على نماذج منها في الشعر الجاهلي. فحينما يستسلم مثل هؤلاء أمام فصاحة وبلاغة القرآن، تتجلّى هذه المعجزة بشكل أوضح.
وهكذا بالنسبة لمعجزة سليمان عليه السلام في مسألة تسخير الرياح والشياطين، ومعرفة منطق الطير كانت متناسبة مع اتّساع رقعة ملكه وحكومته، نظراً لتجاوز حدود مملكته لعالم البشرية.
هذا الكلام يمكننا استنتاجه بوضوح من قول الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في معرض جوابه عن سؤال «ابن السكيت» (العالم المعروف بأدبيات العرب).
حينما سأل «ابن السكيت» : لماذا بعث اللَّه موسى بن عمران بيده البيضاء والعصا وآلة السحر، وبعث عيسى بالطب، وبعث محمّداً صلى الله عليه و آله بالكلام والخطب؟
قال الإمام عليه السلام : «إنّ اللَّه تبارك وتعالى لمّا بعث موسى كان الغالب على أهل عصره السحر، فآتاهم من عند اللَّه بما لم يكن في وسع القوم مثله، وبما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجّة عليهم.
وأنّ اللَّه بعث عيسى في وقت ظهرت فيه العاهات واحتاج الناس إلى الطب، فآتاهم من عند اللَّه بما لم يكن عندهم مثله، إذ أحيى لهم الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن اللَّه، وأثبت به الحجّة عليهم، (طبعاً كانت مهنة الطب والطبابة رائجة كثيراً).
وإنّ اللَّه بعث محمّداً صلى الله عليه و آله في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام، فآتاهم من كتاب اللَّه ومواعظه وأحكامه ما أبطل به قولهم، وأثبت الحجّة عليهم.
فحينما سمع ابن السكيت هذا الكلام قال : «تاللَّه ما رأيت مثل اليوم قطّ» أو (تاللَّه ما رأيت مثلك اليوم قطّ)» «1».
______________________
(1) بحار الأنوار، ج 11، ص 70 (باب علّة المعجزة، ح 1).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|