يستحب الاصحار بها إجماعا، إلا من أبي حنيفة، فإنه قال: لا يسن الخروج، لان النبي عليه السلام استسقى على المنبر يوم الجمعة(1)(2).ولا يعتد بخلافه إلا بمكة، فإنه يصلي في المسجد الحرام، لان عبدالله ابن زيد قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله، خرج بالناس إلى المصلى يستسقى(3).ومن طريق الخاصة: قول علي عليه السلام: " مضت السنة أنه لا يستسقى إلا بالبراري حيث ينظر الناس إلى السماء، ولا يستسقي في المساجد إلا بمكة "(4).

ولأنه يستحب إخراج النساء والاطفال والبهائم ولا يحمل ذلك إلا المصلى. و لأنهم في المصلى في الصحراء يعلمون ما ينشأ من السحاب، أو يجئ من المطر. وهل يخرج المنبر معه؟

قال المرتضى: نعم(5)، وبه قال الشافعي(6)، لرواية عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله، أخرج المنبر(7)، ولم يخرجه في العيد، بل خطب على بعيره(8).

ومن طريق الخاصة: قول الصادق عليه السلام لمحمد بن خالد: " يخرج المنبر ثم يخرج كما يخرج يوم العيدين، وبين يديه المؤذنون في أيديهم عنزهم حتى إذا انتهى إلى المصلى صلى بالناس ركعتين بغير أذان ولا إقامة "(9).وقال بعض علمائنا: لا يخرج بل يعمل شبه المنبر من طين(10).

____________

 (1) صحيح مسلم 2: 614 / 9، سنن البيهقي 3: 353.

(2) المغني 2: 285، الشرح الكبير 2: 283.

(3) صحيح مسلم 2: 611 / 3، سنن النسائي 3: 155، سنن البيهقي 3: 344.

(4) التهذيب 3: 150 / 325، قرب الاسناد: 64.

(5) حكاه عنه ابن إدريس في السرائر: 72.

(6) الام 1: 249.

(7) سنن أبي داود 1: 304 / 1173.

(8) سنن البيهقي 3: 298.

(9) الكافي 3: 462 / 1، التهذيب 3: 148 - 149 / 322.

(10) ذهب إليه ابن إدريس في السرائر: 72، ونسبه أيضا إلى بعض أصحابنا.