المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الليمون المالح Citrus aurantifolia, L.) Mexican or West Indian Lime)
22-8-2022
Alfred North Whitehead
17-3-2017
السكري و الجهاز العصبي
2024-04-14
أبو الصّباح الكنانيّ
4-9-2016
المداراة من ضرورات الحياة
2-2-2018
علاقة الشركاء فيما بينهم في الشركة التجارية
1-10-2018


الاعجاز القرآني في عدم وجود التناقض والاختلاف  
  
3396   05:07 مساءاً   التاريخ: 2-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج8 , ص234- 236
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /

من الدلائل على‏ اعجاز القرآن الكريم ، وكونه نازلًا من قبل اللَّه تعالى‏ ، هو عدم وجود التناقض والاختلاف في سائر أنحائه ، في حين أنّ الصفة الغالبة على‏ الظروف التي نزل فيها القرآن والمبعوث به تدلل على‏ أنّه لو لم يكن صادراً من قبل اللَّه لوقع فيه الاختلاف و التناقض ، بل الاختلافات والتناقضات الكثيرة ، وقد أشار القرآن إلى‏ هذه الحقيقة في قوله تعالى‏ : {افَلَا يَتَدَبَّروُنَ القُرآنَ وَلَوْ كَانَ مِن عِنْدِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلَافَاً كَثِيراً} (النساء/ 82) .

ويمكن الوقوف على‏ النكتة الأساسية لهذه المسألة من خلال تحليل بسيط ، فنقول : إنّ الحالات الروحية لأي ‏إنسان في تغير مطرد- وقانون التكامل يحيط بالإنسان فكراً وروحاً في حالة وجود ظروف طبيعية ، وعدم حصول وضع استثنائي فهو يحدث على‏ مرّ الأيّام والشهور والسنين تحولًا مستمراً في ألسنة البشر وأفكارهم وأحاديثهم ، وإذا ألقينا نظرة فاحصة على‏ تصانيف أحد الكتّاب فسوف لن نجدها على‏ نسق واحد اطلاقاً ، بل لابدّ من وجود تفاوت في بداية الكتاب ونهايته ، خاصة إذا ما كان الإنسان واقفاً أمام موجة من الأحداث الكبيرة والساخنة ، الأحداث التي تضع الحجر الأساس لأحد الانقلابات الفكرية والاجتماعية والدينية الشاملة ، فهو مهما سعى وأراد أن يكون كلامه على‏ سياق ونسق واحد ، ومعطوفاً على‏ سابقة لا يقوى على‏ ذلك وخاصة إذا ما كان اميّاً وناشئاً في محيط متخلف جدّاً.

أمّا القرآن فقد نزل على‏ حسب الاحتياجات والمتطلبات التربوية للمجتمع في ظروف وملابسات مختلفة تماماً طيلة 23 عاماً ، فهو الكتاب الذي تحدث عن مواضيع متنوعة ، وهو ليس كسائر الكتب التي تواكب أحد البحوث الاجتماعية أو السياسية أو الفلسفية أو الحقوقية أو التاريخية فحسب ، بل أحياناً يتحدث عن التوحيد وأسرار الخلقة ، وأحياناً عن الأحكام والقوانين ، والآداب والسنن ، وتارة يتحدث عن الامم السابقة وقصصهم المثيرة ، وتارة اخرى‏ عن المواعظ والنصائح ، والعبادات ، والعلاقة القائمة بين اللَّه تعالى‏ وعباده ، وعلى‏ ضوء قول الدكتور «غوستاولبون» : إنّ الكتاب السماوي للمسلمين- وهو القرآن- لا يقتصر على‏ التعاليم والدساتير الدينية فحسب ، بل تندرج فيه الدساتير الاجتماعية والسياسية للمسلمين أيضاً.

إنَّ مثل هذا الكتاب المشتمل على‏ هذه الخصوصيات لا يمكن أن يخلو من التضاد والتناقض واختلاف الأقوال الكثيرة عادة ، لكن عندما نرى الانسجام القائم بين آياته كلها ، وخلوها من كل ألوان التضاد والاختلاف والتهافت يمكننا حينئذٍ الحدس بأنّ هذا الكتاب ليس وليد أفكار الناس ، بل هو صادر من قبل الباري تعالى‏ ، كما بيّن القرآن نفسه هذه الحقيقة في الآية السابقة.

وبعبارة اخرى‏- إنّ كافة الموجودات المادية- ومن ضمنها الإنسان الذي له صبغة مادية بأحد اللحاظات- في تغّير وتحول دائم ومطرد وتنقل هذا التغيّر إلى‏ الموجودات الدائرة حوله ، إنّ قابلية التأثر والتأثير جزء لا يتجزأ من طبيعة الإنسان ، وطبيعة أي ‏موجود مادي آخر ، ولهذا السبب تتبدل أفكار الإنسان وآراؤه مع تقدم الزمن ، علاوة على‏ أنّ ازدياد تجارب الإنسان ورقي مستوى إبداعه في المسائل المختلفة يساهم في تصعيد هذا التغير ، وهذه هي التي تؤدّي حتما إلى‏ التغير والتضاد واللاإنسجام في المذكرات التي تعود إلى‏ سنين متمادية لأحد الأشخاص فيما لو جمعت ونسقت بعد ذلك ، واللَّه القادر المتعال وحده هو الذي يكون بمعزل عن هذه التغيرات وقابلية التأثر والتأثير ، فليس في كلماته تضاد أبداً وهذه هي إحدى‏ الطرق في معرفة كلام الحق وتمييزه عن كلام غيره ، حتى‏ أنّ البعض من‏ المفسرين صرحوا بأنّه لا يقتصر الأمر على‏ عدم وجود التضاد في القرآن فحسب ، بل يتعداه إلى‏ عدم وجود التفاوت والاختلاف في درجة فصاحته وبلاغته أيضاً ، ومن الصحيح القول بأنا نجد بعض الآيات القرآنية أبلغ من بعضها الآخر ، وعلى‏ حد قول الشاعر : متى كانت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] بمنزلة {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي} [هود : 44] ولكن هذا يتأتى عند اختلاف المقامات أي‏ أنّ كل واحدة منها تعتبر من أفضل التعابير وانسبها في مقامها الخاص بها ، ومن هذه الجهة لا يوجد تفاوت واختلاف.

سؤال :

وهناك سؤال لابدّ من طرحه وهو : إذا لم يكن هناك تضاد واختلاف في القرآن الكريم فما هو السبب من وجود آيات ناسخة وآيات منسوخة؟

الجواب :

سبق وأن قلنا في بحث الناسخ والمنسوخ في القرآن : إنّ الآيات المنسوخة تشتمل على‏ قرائن تدل على‏ أنّ أمدها المضموني قصير وسينتهي في يوم من الأيّام ، بمعنى وجود دواعي النسخ في مضمونها ، وبناء على‏ هذه النكتة فليست لا تضاد فيها فحسب ، بل- علاوة على‏ ذلك- يوجد فيها نوع من التناسب والتوافق بينها.

وعلى‏ سبيل المثال لو أردنا أن نعد برنامجاً دراسياً لمقاطع زمنية مختلفة حتى نساعد الأفراد الدارسين في دائرة التعليم والتربية على‏ تخطي المراحل المختلفة ، والوصول بهم إلى‏ المرحلة النهائية ، فإنّ التغيرات الطارئة على‏ البرامج في فترات مختلفة لا تعد بعنوان تضاد وتناقض وذلك لوجود قرائن في متن هذه البرامج ، بل على‏ العكس هناك نوع من التوافق والانسجام بينها.

وممّا قلناه آنفاً اتضح الجواب عن سؤال مشابه أيضاً يطرح في مورد آيات‏ «العام والخاص» أو «المطلق والمقيد» ذلك أنّ الجمع بين العام والخاص عن طريق التخصيص ، وكذلك الجمع بين المطلق والمقيد هو جمع عرفي متعارف ، ولا يعد تناقضاً بأي شكل من الاشكال.

فمثلًا لو أعلنت الحكومة عن موافقتها على‏ حرية التصدير بشكل مطلق ، ثم قررت وضع استثناءات معينة بعد ذلك ، فإنّ وجود هذه الاستثناءات ليس دليلًا على‏ التضاد ، وبالأخص إذا ما تجسد هذا العمل على‏ شكل سُنّة وخطّة معينة بحيث يقال له : حكم عام ، ثم يقومون بتقييده وتخصيصه بعد ذلك ، علاوة على‏ أنّه لا يوجد حكم بدون استثناء عادة.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .