الموقع ومظاهر السطح :

وهي أكبر جزيرة تابعة للقارة وتعد وليدة لها وتمثل المرتبة الخامسة في العالم من حيث الحجم وتقع بين خطي عرض 12 - 52 درجة جنوباً مواجهة الدولة موزمبيق وتبتعد عن ساحلها بـ  400كم ويسمى المسطح المائي الذي يفصل الجزيرة عن القارة بمضيق موزمبيق ويعتقد بأن الجزيرة كانت جزء من القارة انفصلت عنها بعد الانكسار العظيم ويعود هذا الاعتقاد إلى عدة مظاهر:

ــ صخور السواحل الشرقية للقارة مشابهة صخور سواحلها الغربية تعرجات الساحل للجزيرة تتطابق مع سواحل القارة المواجهة لها مع تغيرات بسيطة سببتها عوامل الزمن والطبيعة وسطحها هضبي مضرس بشكل عام ويشمل:

أ ـ هضبة مدغشقر.

ب - سهول.

أ ـ الهضبة:

وتحتل مساحة تقدر بثلثي مساحة الجزيرة وهي مضرسة بسبب تعرضها لعدة انكسارات في عصر الكريتاسي التي أوجد أحواض ومنخفضات ووديان عميقة، وبالمقابل ترتفع قمم الجبال ذات الصخور البركانية في وسطها وتمثل أعلى المرتفعات التي تصل إلى 1800م ويقل ارتفاع المرتفعات الشمالية الجنوبية حيث انحدار الهضبة من الوسط نحو الجنوب والشمال وكان العمليات التعرية أثر في ملء أحواض الهضبة بالترسبات التي نقلتها السيول من المرتفعات الغربية وتنتشر فيها زراعة الأرز بسبب خصوبة تربتها.

ب - السهول :

تقسم إلى قسمين :

1ـ السهول الغربية : وهي سهول يصل عرضها إلى 150كم وقليلة الارتفاع تنحدر تدريجياً نحو الساحل.

2ـ السهول الشرقية وهي سهول ضيقة وأقل تعرجاً من السهول الغربية باستثناء الأقسام الشمالية التي حدث بها بعض الانكسارات أدت إلى تكون ألسن مائية داخل اليابسة متمثلة في الخلجان الضحلة مثل خليج (أنتونجل) كما أدت الانكسارات إلى انفصال بعض الأجزاء مكونة جزر.

ــ المناخ :

قزمية كجزيرة (سانتا ماريا) وقاومت الأجزاء الوسطى والجنوبية هذه الحركات ولم يظهر عليها تشوه في الاستقامة وتخترق هذه السهول عدة أنهار قصيرة تنحدر بشدة مكونة مساقط مائية .

يتميز مناخ الجزيرة بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة بسبب التيار الاستوائي الحار وتسقط الأمطار طوال السنة في القسم الأوسط من السهل بسبب هبوب رياح جنوبية شرقية دائمة أما الأمطار الشتوية فتسقط على الأقسام الشمالية، وتسقط على الأجزاء الجنوبية الأمطار الصيفية، ويسود في السهول الغربية الساحلية المناخ المداري ذو الأمطار الصيفية.

ــ النبات الطبيعي :

تسود الغابات في القسم الأوسط من السهول الشرقية والمرتفعات الغربية منها، كما تنمو غابات المنجروف في السواحل الغربية وتنتشر حشائش السافانا والاستبس في الجزء الأوسط مع تداخل بعض الغابات معها. وتقل النباتات والحشائش في الأقسام الجنوبية الغربية الذي يسود فيها مناخ شبه الصحراوي، وتنمو الحشائش الجافة .

ــ السكان :

يبلغ عدد السكان في مدغشقر (13.209) ألف نسمة حسب تقديرات الأمم المتحدة وهم خليط من الأفارقة وخاصة جماعة البانتو الذين سكنوا الجزيرة منذ القدم والآسيويين الذين جاءوا من الملايو وأندونيسيا وأكبر جماعة آسيوية هي المرينا وتأتي بعدها البنيلو كما يسكن الجزيرة بعض العناصر الغربية، ويعتبر شعب مدغشقر شعب فتي فالفئة العمرية دون 15 سنة كبيرة العدد بالنسبة للفئات الأخرى. ويتوزع السكان حسب وجود الإمكانيات الطبيعية ففي السهول الشرقية وأجزاء من المنطقة الشمالية الشرقية ترتفع الكثافة على العكس من الوسط.

ــ النشاط الاقتصادي :

يعتمد معظم سكان الجزيرة على الاقتصاد الرعوي فتمتلك أعداد كبيرة من الماشية على الرغم من أن نوعيتها غير جيدة وكان سبب انتشارها عدم وجود ذبابة التسي تسي، ويوجد في الجزيرة الزراعة البدائية والتجارية الكثيفة، وأكثر المحاصيل إنتاجاً هو الأرز ويزرع في كافة أجزائها ما عدا الأجزاء الجنوبية الغربية وتصدر الجزيرة الفائض عن الحاجة من هذا المحصول، ومن المحاصيل النقدية في الجزيرة هو محصول البن الذي يمثل 1/3 (ثلث) جملة الصادرات وكذلك التوابل والسكر والتبغ .

وتمتلك الجزيرة عدة معادن كالجرانيت الذي ينتشر في مرتفعات جنوب ناماتان في الساحل الشرقي والمايكا واليورانيوم والثريوم الذي يوجد في الجنوب، وأغلب الصناعات القائمة تعتمد على الزراعة، وتمتلك الجزيرة إمكانيات كهرمائية لإنتاج الطاقة بسبب توفر المساقط المائية.

ويعمل أغلب السكان في الزراعة ويصل عددهم إلى 1850 ألف من مجموع العمالة البالغة 2086 ألف أما الذين يعملون في الصناعة فيبلغ عددهم 57 ألف و108 في قطاع الخدمات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يسري الجوهري - شمال إفريقيا - دراسة في الجغرافية التاريخية والإقليمية - دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية .

UN. Year Book - Part 3 - Volume 11 - East and Southern Africa P. 3. 30.1 hall

UN, African - Socio. - Ihid - P. 11.