المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



التفسير في عصر التكوين *  
  
1948   03:36 مساءاً   التاريخ: 13-10-2014
المؤلف : محمد باقر الحكيم
الكتاب أو المصدر : علوم القرآن
الجزء والصفحة : ص 262-266 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2014 4605
التاريخ: 24-04-2015 2381
التاريخ: 25-04-2015 1999
التاريخ: 24-04-2015 3683

عرفنا دور الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في تفسير القرآن ، وتفسيره على مستويين :

عامٍّ وخاصٍّ ، وتعيين النبي أهل البيت (عليهم السلام) للمرجعيّة الدينية بعد أن فسّره لهم بشكلٍ خاص.

ويحسن بنا ـ بعد ذلك ـ أن نرى مسيرة تكوّن علم التفسير عند المسلمين في ظل الظروف والمعطيات السياسية والاجتماعية والمواصفات التي كان يتّصف بها مجتمع المسلمين في عصر نزول القرآن الكريم وبعده ، ومع غض النظر عن التخطيط الذي وضعه الرسول الأعظم.

إنّ من البديهيّات الإسلامية أنّ القرآن الكريم لم يكن كتاباً علميّاً جاء به الرسول الأعظم من أجل تفسير مجموعةٍ من النظريّات العلميّة ، وإنّما هو كتابٌ استهدف منه الإسلام بصورةٍ رئيسةٍ تغيير المجتمع الجاهلي وبناء الأُمّة الإسلامية على أساس المفاهيم والأفكار الجديدة التي جاء بها الدين الجديد ، وهو من أجل تحقيق هذه الغاية ، والوصول إلى هذا الهدف الرئيس جاء منجماً متفرقاً من أجل أن يعالج القضايا في حينها ، ويضع الحلول للمشاكل في أوقاتها المناسبة ، مراعياً في ذلك كلّ ما تفرضه عمليّة التغيير والبناء من تدرّج وأناة ، وليحقّق التغيير في كلِّ الجوانب الاجتماعية والإنسانية ، منطلقاً مع المحتوى الداخلي للفرد المسلم ليشمل البنيات الفوقيّة للمجتمع.

وعلى هذا الأساس لم يكن شعور المسلمين بشكلٍ عام تجاه المحتوى القرآني ذلك الشعور الذي يجعلهم ينظرون إلى القرآن الكريم كما ينظرون إلى الكتب العلميّة التي تحتاج إلى الدرس والتمحيص ، وإنّما هو شعورٌ ساذجٌ بسيط؛ لأنّ القرآن كان يسير معهم في حياتهم الاعتيادية ، بما زخرت به من ألوان مختلفة فيعالج أزماتهم الروحية والسياسية ، ويتعرّض بالنقد للأفكار والمفاهيم الجاهلية ، ويناقش أهل الكتاب في انحرافاتهم العقيديّة والاجتماعية ، ويضع الحلول الآنيّة للمشاكل التي تعتريهم ، ويربط بين كلّ من هذه الأُمور بعرض مفاهيم الدين الجديد عن الكون والمجتمع والأخلاق.

كلّ ذلك قام به القرآن الكريم ولكن بشكلٍ تدريجي ، يسمح لعامّة المسلمين أن ينظروا إليه كأحداثٍ تُشكِّل جزءاً من حياتهم الاجتماعية ، وقد كان المسلمون يفهمون القرآن من خلال هذه النظرة وعلى أساس ما لديهم من خبرةٍ عامّة ، وهي تعني جميع المعلومات التي تحصل لدى الإنسان في مجرى حياته الاعتيادية؛ وهذه الخبرة العامّة التي كان المسلمون يفهمون النص القرآني بموجبها في ذلك العصر ذات عناصر مختلفة نعرف من خلالها أنّهم كانوا يمتازون بها علينا وعلى العصور الأُخرى المتأخِّرة بالرّغم من بساطتها ، ويمكن أن نُلخّصها بالأُمور التالية :

أ ـ الثقافة اللُّغوية العامّة؛ فالقرآن نزل باللُّغة العربية التي كانت تمثِّل لغة المسلمين في ذلك العصر؛ لأنّ الوجود الإسلامي حينذاك لم يكن قد انفتح على الشعوب الأُخرى ، وهذه الثقافة اللُّغوية كانت تمنح المسلمين فهماً إجماليّاً للقرآن من ناحيةٍ لُغويّة.

ب ـ تفاعل المسلمين مع الأحداث الإسلامية وأسباب النزول ، ذلك أن القرآن ـ كما نعرف ـ نزل في كثيرٍ من الأوقات بسبب حوادث معيّنة أثارت نزول الوحي ، والمسلمون بحكم ارتباطهم بهذه الحوادث ، واطّلاعهم على ظروفها الخاصّة المحيطة بها كانوا يتعرّفون بشكلٍ إجماليٍّ أيضاً محتوى النص القرآني ومعطياته وأهدافه.

ج ـ الفهم المشترك للعادات والتقاليد العربية؛ فنحن نعرف أنّ القرآن الكريم حارب بعض العادات والتقاليد العربية وندّد بها ، والعرب بحكم ظروفهم الاجتماعية كانوا على اطّلاعٍ بما تعنيه هذه العادات ، ومن ثمَّ على المفهوم الجديد عنها ، فمن الطبيعي أن يفهموا قوله تعالى :

{إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ...} [التوبة : 37]

وقوله تعالى :

{... وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا ...} [البقرة : 189] وقوله : {... إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ...} [المائدة : 90] ؛ لأنّهم يعرفون (النَّسِيءُ) (واتيان البيوت من ظهورها) (وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ) أُموراً كانت قائمةً في المجتمع الجاهلي ، وكانوا يعيشونها.

د ـ دور الرسول (صلّى الله عليه وآله) في التفسير ، فقد كان الرسول الأعظم يُباشر التفسير أحياناً في مجرى الحياة الاعتيادية للمسلمين ـ كما عرفنا ـ فكان يجيب على الأسئلة التي تدور في أذهان المسلمين عن القرآن ومعانيه ، ويشرح النص القرآني في المناسبات التي يفرضها الموقف القيادي الذي كان يضطلع به الرسول من موعظةٍ أو توجيهٍ أو حثٍّ على العمل في سبيل الله والإسلام.

وهذه العناصر في الحقيقة تمثّل ما كان عليه المسلمون من فهمٍ بسيطٍ وساذجٍ للقرآن؛ لأنّها عناصر كانت تعيش مع المسلمين في مجرى حياتهم الاعتيادية دون أن تكلّفهم مجهوداً ذهنيّاً ، أو عناءً علميّاً.

ولدينا عدّة نصوصٍ ، تؤكّد هذا الفهم الساذج للقرآن الذي كان عليه المسلمون في هذه المرحلة من حياتهم الفكرية ، فنحن نجد عمر بن الخطاب في مرحلةٍ متأخِّرةٍ عن هذا الوقت يجد في فهم كلمة (أبّا) تكلّفاً ونجد عَدي بن حاتم يقع في حيرةٍ حين يحاول أن يفهم : {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ } [البقرة : 187] ويشاركه في هذه الحيرة جماعةٌ من المسلمين ، ولا ترتفع حيرتهم إلاّ بعد أن يراجعوا الرسول (صلّى الله عليه وآل وسلّم)(1) ونجد ابن عبّاس لا يعرف معنى (فاطر) حتّى يطّلع عليه من قِبَل أعرابي(2).

فهذه الأحداث على ضآلتها تعكس لنا المرحلة التي كان يعيشها المسلمون عصر نزول القرآن.

ولعلّ من الدلائل على هذا الفهم الساذج للقرآن من قِبَل المسلمين ما نلاحظه في القراءات المتعدّدة للقرآن ، الشيء الذي قد يكون ناتجاً عن سذاجة بعض القرّاء من الصحابة في ضبط الكلمة القرآنية ، وقراءتها بالشكل الذي يتّفق مع بعض الاتجاهات اللُّغوية التي عاصرت نزول القرآن ، ثمّ تداولها المسلمون على أساس أنّها قراءةٌ إسلامية تَمُتُّ بالنَّسَبِ إلى شخص النبي (صلّى الله عليه وآله).

ومن الممكن أن يكون أحد العوامل التي كان لها تأثيرٌ فاعلٌ في هذا الفهم الساذج للقرآن هو حياة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) المثقلة بالأعمال والأحداث ، ومن ثمَّ تأثّر حياة المسلمين بشكلٍ عام من جرّاء ذلك ، وقد أشار الإمام علي (عليه السلام) في حديثه المتقدّم الذي رواه ثقة الإسلام الكليني ، إلى هذه الظاهرة العامّة التي كانت تشمل الصحابة حيث قال :

(ورجل سمع من رسول الله فلم يحفظه على وجهٍ ووهم فيه ، ولم يتعمّد كذباً... ورجل ثالث سمع من رسول الله شيئاً أمر به ثمّ نهى عنه وهو لا يعلم ، أو سمعه ينهى عن شيءٍ ثمّ أمر به وهو لا يعلم فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ...)(3)

ولسنا بحاجةٍ لأن نؤكّد هنا أنّ هذا الفهم الساذج للقرآن الكريم من قِبَل عامّة المسلمين لم يكن يتنافى مع الدور القيادي الذي يضطلع به الرسول الأعظم ، بعد أن عرفنا أنّ حياته (صلّى الله عليه وآله) كانت مثقلةً بالأعمال والأحداث ، الأمر الذي لم يكن يُتيح له الفرصة الكافية للقيام بدور المفسِّر لعامّة المسلمين.
______________

(*) كتبه الشهيد الصدر.

(1) راجع البخاري ، فتح الباري 9 : 249 وغيره من النصوص التي ذكرناها في فصل التفسير في عصر الرسول (صلّى الله عليه وآله).

(2) راجع الفصل السابق (التفسير في عصر الرسول).

(3) الكافي 1 : 62. الحديث 1.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .