الصحافة وجلسات البرلمان

كان حق حضور جلسات البرلمان ونشر ما يدور فيها من أوائل الحقوق التي اكتسبتها الصحافة في فترة مبكرة من ظهورها في العالم. وقد بنى هذا الحق على فكرة أن المجلس النيابي المنتخب من جانب الشعب يجب نشر ما يدور فيه على الشعب من خلال وسائل النشر المختلفة. ولا زالت معلومات الجمهور عن وقائع جلسات البرلمان تستمد في الأساس من الصحف بالإضافة إلى التليفزيون الذي سمح له بنقل حي أو مسجل للجلسات التي يعقدها البرلمان.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال يُسمح للصحفيين والأفراد العاديين منذ نشأة الدولة بحضور جلسات الكونجرس سواء على المستوى المحلي أو المستوى الفيدرالي. وفي الثمانينات سمح الكونجرس (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) لمحطات التليفزيون المختلفة بالنقل المباشر لجلساته وجلسات غالبية لجانه الفرعية ما عدا الجلسات المخصصة لمناقشة موضوعات تتصل بالدفاع والأمن القومي.

وتسمح غالبية البرلمانات العربية للصحف بحضور جلساتها ونشر ما يدور فيها من مناقشات مع تنظيم ذلك بإصدار تصاريح لمندوبي الصحف بحضور الجلسات من شرفة الصحافة، إلا أن هذا التنظيم يستخدم في بعض الأحيان (كما هو الحال في مصر) للتمييز بين الصحف الموالية للحكومة والصحف المعارضة لها حيث يتم حرمان الصحف المعارضة من حضور الجلسات. وقد عرف أول برلمان مصري (مجلس النواب الوفدي 1924) هذا التمييز حيث تم منع مندوبي الصحف المعارضة من حضور الجلسات بسبب انتقاداتهم لأداء البرلمان.

أما النقل الحي المباشر للجلسات عن طريق التليفزيون فلا تسمح به البرلمانات العربية على الإطلاق ويكتفي بإعداد تقرير مصور يتضمن مقتطفات مما دار في الجلسة يتم بثه كمادة إخبارية وتخضع هذه المقتطفات لرقابة من جانب المجلس في بعض الأحيان أو من جانب المحطات التليفزيونية نفسها التابعة للدولة. ويستثنى من ذلك الجلسات الاحتفالية التي يلقى فيها رئيس الدولة خطابا سياسيا أو الجلسات الافتتاحية للمجلس.