تغذية نيماتودا النبات Feeding of plant nematodes

من المعلوم أن جميع أنواع نيماتودا النبات هي طفيليات إجبارية Obligate parasites، أي أنها لا بد أن تتغذى على خلايا النبات الحية كي تتطور وتتكاثر. وتتميز نيماتودا النبات بامتلاكها رمحاً Stylet مجوفاً في مقدمة الرأس (شكل 1) تستطيع بواسطته اختراق الخلايا ومن ثم التغذية. وتقوم النيماتودا بإدخال رمحها إلى داخل الخلية النباتية ومن ثم تقوم بحقن عصارات المريء الهاضمة إلى داخل الخلية النباتية، ليتم بعد ذلك هضم محتويات الخلية خارجياً هضماً جزئياً. ثم تقوم النيماتودا - وبمساعدة عضلات المريء - بامتصاص جميع أو جزء من محتويات الخلية، وذلك عبر تجويف الرمح، فتجويف المريء، ومن ثم إلى تجويف الأمعاء (1971 ,Hussey, 1989 Yeates الحازمي، 2009).

شكل 1: تتميز النيماتودا المتطفلة على النبات بامتلاكها رمحاً مجوفاً في مقدمة الجسم تستخدمه في الاختراق والتغذية.

(الحازمي، 2009).

آلية التغذية Mechanism of Feeding

تعتمد آلية (ميكانيكية) تغذية النيماتودا على عدة عوامل، لعل من أهمها نوعية الغذاء وطبيعة تطفل النيماتودا (داخلي خارجي، ساكن، متحرك ...). وبالتالي فإن آليات التغذية متعددة، ولكن الوسائل متشابهة والهدف واحد . وبالرغم من الاختلاف في آليات التغذية، والتأثيرات الناتجة عنها ، فإنه يمكن تلخيص الآلية العامة للتغذية لأحد أنواع النيماتودا، كنيماتودا التقزم .Tylenchorhynchus spp مثلاً - وهي نيماتودا تتطفل على البشرة الخارجية للجذر - بالمراحل التالية (1971 ,Sijmons et al., 1994 Yeates ) (شكل 2).

1- استكشاف موقع التغذية

تتحرك النيماتودا حول منطقة التغذية على الجذر، وتتحسس الموقع المناسب Feeding site بواسطة شفاهها المزودة بعدد من أعضاء الحس. وكل ذلك يتم قبل بروز الرمح واستخدامه لاختراق جدار الخلية.

2- إحداث ثقب في جدار الخلية

تقوم النيماتودا أولا بلصق شفاهها بقوة على سطح جدار الخلية، ثم تبدأ بعمل ثقب في جدار الخلية بواسطة حركات ترددية للرمح (شكل 2 أ).

3- إفراز عصارات غدد المريء الهاضمة

بعد عمل الثقب في جدار الخلية النباتية، تسكن النيماتودا لفترة قصيرة وبعدها تدفع بالإفرازات الهاضمة إلى داخل خلية النبات (شكل 2 ب) عبر تجويف المريء فتجويف الرمح . تعمل هذه العصارات (الأنزيمات) الهاضمة على زيادة سيولة سيتوبلازم الخلية (هضم خارجي جزئي).

شكل 2: مراحل تغذية إحدى النيماتودا خارجية التطفل على الجذر: (أ) إحداث ثقب في جدار الخلية، (ب) إفراز العصارات الهاضمة، (ج) امتصاص محتويات الخلية، (د) سحب الرمح والانتقال. (الحازمي، 2009).

4- امتصاص الغذاء

بعد تهيئة سيتوبلازم الخلية للامتصاص، تزداد حركة الرمح ويبدأ المريء بعمل انقباضات سريعة على شكل موجات متعاقبة متجهة للخلف. تعمل هذه الانقباضات السريعة على امتصاص السيتوبلازم ودفعه إلى الأمعاء (شكل 2 ج) عبر صمامات المريء المفتوحة في هذه المرحلة.

5- سحب الرمح والانتقال

بعد أن تتم التغذية، تسحب النيماتودا رمحها ليعود إلى مكانة داخل الجسم. وبمجهود كبير تفصل النيماتودا شفاهها من على سطح الجذر، ثم تنتقل إلى موقع تغذية آخر (شكل 2 د). تختلف كثيراً فترة التغذية في الموقع الواحد باختلاف النيماتودا، فقد تستغرق هذه الفترة أقل من دقيقة إلى عدة أيام. كما تختلف التأثيرات التي تحدثها طبيعة التغذية من تأثير بسيط جدا إلى تغيرات مرضية فسيولوجية وتشريحية كبيرة.