بعدما يتحول الناس إلى السلوك البديل، يقل توترهم بمرور الوقت ويعودون لسلوكهم الطبيعي، ومع هذا، فإذا استمر الضغط في الزيادة أكثر وأكثر، فغالباً ما يتحول الناس إلى أسلوب بديل ثانوي والذي يختلف إلى حد كبير عن السلوك الطبيعي والسلوك البديل للشخص، وإذا كان السلوك البديل الأساسي هو مبالغة أو تكثيف لسلوك الشخص ونابع من أسلوبه الأصلي فإن الأسلوب البديل الثانوي عادة ما يوجه عبر شبكة التوكيد من الأسلوب البديل الأساسي، وفيما يتعلق بالتوكيدية، فإن السلوك البديل الثانوي هو عكس السلوك الطبيعي للشخص.

وقد وضحت فضيحة ووترجيت التي تعرض لها نيكسون كيف يتحول الناس من أسلوبهم الطبيعي إلى الأسلوب البديل الأساسي، فإذا ما استمر الضغط يتحول الناس إلى الأسلوب البديل الثانوي، ويمكن تشخيص الأسلوب الطبيعي للرئيس نيكسون أنه أكثر صرامة وتوكيداً، وأقل استجابية (إفصاحاً عن العواطف) من معظم الناس، وتحت ضغط التحقيق بشأن القضية تحول نيكسون من أسلوبه العملي إلى السلوك البديل الأساسي: الاستبداد، فعلى مدى عدة شهور كان يأمر الناس بما يفعلون وما لا يفعلون وبما يفعله ولا يفعله هو. إلا أن هذا لم يثمر شيئاً حيث استمر الضغط في الزيادة، ولذلك تحول إلى السلوك البديل الثانوي: التجنب، حيث انسحب عن أنظار العامة وعزل نفسه عن الناس ورفض الاجتماع مع إدارته أو حتى محاميه، وقد كانت حالته تلك نموذجاً للشخص العملي الذي تعامل مع الضغط الزائد عن الحد من خلال التحول إلى أسلوبه البديل الأساسي - الاستبداد - ثم إلى الأسلوب البديل الثانوي - التجنب - الذي من خلاله تصرف تصرفات لم تكن معتادة منه.

ومن الصعوبة بمكان على الناس أن يتعاملوا معك عندما تقوم بسلوكيات الأسلوب البديل الأساسي التي يغلب عليها المبالغة، أما عندما تتحول إلى الأسلوب البديل الثانوي تصيبهم الدهشة؛ حيث إن سلوكيات هذا الأسلوب غريبة عنك، وقلما تجد من يتعامل مع هذه الدهشة بشكل جيد.

وأكثر الأساليب البديلة الثانوية إثارة للحيرة هو سلوك الودودين، حيث يغلب فيهم الهدوء والاسترخاء في جميع أوقاتهم تقريباً. أما في حالة الضغط الشديد فتراهم يتحولون إلى أسلوب الإدمان البديل، ولكن في معظم الأحوال لا يخفف هذا من الضغط، بل يزداد هذا الضغط فإذا حدث هذا، فمعنى هذا أن هناك انفجاراً وشيكاً، فإذا وصل الشخص الودود إلى حالة الأسلوب البديل الثانوي (الهجوم) فهم يفعلون هذا بإفراط، وتجد منهم الصياح والسباب، ولهذا يصاب الناس بالذهول من هذا الهجوم الشخصي من هؤلاء الأشخاص الذين يغلب على طبيعتهم. الهدوء والحكمة.

والشيء الأكيد، هو أن سلوك كلّ منا يتأثر بمستويات الضغط المفرط، ومن المهم أن تلاحظ كيف تستجيب أنت وزملاؤك لمستويات الضغط المرتفعة، وبهذا سيكون لديك معلومات تساعدك على معرفة أفضل الإجراءات البناءة عندما يبدأ الضغط الشديد في تحديد السلوك.