وتشمل مجموعة السياسات الهادفة إلى تخفيض الانبعاثات والاستقرار عند مستوى معين من تركيز مجموعة غازات الاحتباس الحراري وسياسات تسعير الكربون وسياسات تشجيع الابتكار التقني وسياسات تشجيع الانتقال إلى بيئة اقتصادية جديدة.

أسفرت الدراسات حول انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من مصادرها الرئيسية وتطورها حتى عام 2050 عن النتائج والتوقعات التالية :

ـ تعتبر أنشطة أنتاج الطاقة هي أكثر الأنشطة مسئولية عن الانبعاثات من جملة الانبعاثات العالمية وهي تلك الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء بالأساس وهي أسرع مصادر الانبعاثات نموا، فقد زادت الانبعاثات خلال الفترة من عام 1990 حتى عام 2002 بمعدل نمو سنوي 2.2 % ومن المتوقع أن تزيد الانبعاثات من هذا النشاط بحوالي أربعة أمثال كمياتها الحالية حتى عام 2050.

ـ يليه في الأهمية مباشرة الانبعاثات الناتجة عن استخدامات الأراضي 18% من جملة الانبعاثات العالمية والنشاط الرئيسي بينهـا هـو نشاط قطع الغابات، وليس مرجع ذلك إلى حرق أخشاب الغابات واستخدامها كوقود وإن كانت الانبعاثات الناتجة عن حرائق الغابات متضمنة في نسبة الانبعاثات ولكن مرجع ذلك هو النسبة العالية نسبيا من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتي ترجع لمقدرة الأشجار على احتجاز نسبة عالية من غاز ثاني أكسيد الكربون، تتحرر في حالة قطع الأشجار. ومن المتوقع أن تنخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن نشاط قطع الغابات بشدة حتى عام 2050 لأنه من المفترض أن يتوقف نشاط قطع الغابات، خاصة بعد قطع 85 %  من غطاء الغابات.

ـ تتساوى الأنشطة الصناعية والزراعية وأنشطة النقل في نسبة الانبعاثات من جملة الانبعاثات العالمية. ومن المتوقع أن تتضاعف الانبعاثات الكربونية الناتجة عن نشاط الزراعة حتى عام 2050 ومن غير المتوقع حدوث زيادة معنوية في الانبعاثات الناتجة عن نشاط الصناعة حتى عام 2050 عن الوضع الحالي للانبعاث بينما تزداد الانبعاثات الناتجة عن نشاط النقل لأكثر من الضعف حتى عام 2050.

- تساهم انشطة البناء بنحو (8% من جملة الانبعاثات العالمية)، والمقصود بها تلك الانبعاثات الناتجة عن عمليات التدفئة والطهي. ومن المتوقع أن تزيد الانبعاثات الناتجة عن هذه الأنشطة بمقدار الثلثين حتى عام 2050.

ـ من الملاحظ أن نشاط الطاقة هو أكثر الأنشطة تأثيرا في المستقبل وهذا يفسر تركيز السياسة الأوروبية الجديدة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على استخدامات الطاقة بطرح استخدام مصادر بديلة غير كربونية للطاقة المتجددة.

لقد أدى تراكم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى وصول تركيزها مقيما بمكافئ ثاني أكسيد الكربون إلى 430 جزء في المليون، وهو تركيز مرتفع جدا، أدى فعليا إلى حدوث ارتفاع في درجة حرارة بنحو درجة مئوية واحدة (حسب تقديرات اتفاقية كيوتو)، وقد كان هذا التركيز في حدود 280 جزء في المليون في عام 1850 . إذا لم يحدث تدخل في تخفيض معدلات الانبعاث فان تركيز غازات الاحتباس الحراري سيصل إلى 550 جزء من المليون بحلول عام 2035  وقد تزيد عن ذلك. من الأهمية بمكان تحديد الأهمية النسبية لمصادر الانبعاثات وتطورها المتوقع ، حتى يمكن وضع تصور لسياسات التخفيف من حدة المشكلة والسيطرة عليها، وكذا تقييم أثر هذه السياسات مستقبلاً (2005 .World Resource Institute).