المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ورود موكب الاباء الى الكوفة
7-04-2015
أبو دَهَبل الجمحي
28-12-2015
أقسام التعليم وأهم أهدافه
20-10-2016
تعريف الظـــــــن
4-9-2016
إبن الرومي
25-12-2015
شك إبراهيم في قدرة الله
18-12-2017


لا تواجه مشكلاتك منفردًا  
  
59   03:28 مساءً   التاريخ: 2025-02-03
المؤلف : د. ديفيد نيفن
الكتاب أو المصدر : مئة سر بسيط من أسرار السعادة
الجزء والصفحة : ص55ــ56
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

يمكن أن تظهر المشكلات وكأنها غير قابلة للحل، ونحن مخلوقات اجتماعية بحاجة لمناقشة مشكلاتنا مع الآخرين، سواء ممن يولوننا عناية قصوى، أو ممن صادفتهم مشكلات مماثلة. فعندما نكون وحيدين، فإن المشكلات تكبر، ولكن بتقاسمها يمكن أن نحصل على منظور آخر وأن نجد الحلول.

هناك قصة معروفة لدى استشاريي التسليف تتناقلها الألسن كثيرا، وفحواها أن سام تخلّف عن دفع رهن البيت، وتخلّف مرة ثانية وثالثة، وبعدها استولى المصرف على منزله.

عندما تخلّف عن القسط الأول، كان يمكن عمل شيء ما. كان يمكن اتخاذ ترتيبات يمكن أن تحمي سام ومنزله. كان له أصدقاء يعرفون القواعد التي يمكن أن تكون مساعدة في هذا المجال. لكن سام لم يطلب ذلك. كان محبطًا، وأدخل نفسه في المشكلات، وكان يظن أنه يحاول أن يخرج نفسه منها.

تتمثل المشكلة في أن سام لم يكن يعرف كيف يخرج من المشكلة، ولم يعرف ما الذي يفعله. ومع مرور الأيام، ومع تفاقم وضعه أكثر فأكثر، أصبح سام أكثر انزعاجا وقلقا. ونتيجة لذلك فقد عزل نفسه أكثر عن أصدقائه. وقبل أن يعرف أصدقاؤه ما الذي حل به. كان سام خارج منزله. فمستشارو الإقراض يقولون للناس: (إن الشيء الوحيد الذي يحققه إخفاء مشكلاتك هو ضمان عدم مساعدة أي شخص لك في معالجة الأمور معهم).

أجريت تجربة على مجموعة من النساء لهن درجة متدنية من الرضا في الحياة. وتمَّ تعريف بعض هؤلاء النساء على نساء مررن بالوضع نفسه، وترك بعضهن منفردات ليعالجن همومهن. ومع مرور الزمن تبين أن أولئك اللاتي تفاعلن مع النساء الأخريات قلت نسبة همومهن 55%، بينما لم يظهر أي تحسن على النساء اللاتي تُرْكِن وحيدات. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.