أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2022
1296
التاريخ: 11-3-2022
2851
التاريخ: 18-3-2022
1946
التاريخ: 10-3-2022
1827
|
المنهج التاريخي في البحوث
يعد المنهج التاريخي تعاملاً منهجياً مع المادة التاريخية في ضوء القواعد والأساليب المستخدمة في البحث العلمي وما يقتضيه ذلك من تحديد للمفاهيم، ووصف وتحليل وتفسير وغير ذلك من خطوات منهجية، فالمنهج التاريخي يدرس الماضي من اجل الإفادة منه في فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل، والمادة التاريخية ليست هدف البحث العلمي، ولكنها وسيلة لإثبات الفرضيات والوصول إلى النتائج، وهذه المادة لا تعني شيئاً إلا إذا وظفها البحث العلمي في غايات فهم البيئة وفهم الدوافع الإنسانية "(1).
ويعرف المنهج التاريخي بأنه أداة البحث في المشكلات أو الظاهرات الإعلامية في بعدها التاريخي أو هو سياق الوقائع والأحداث (وصف الماضي) ووصف الظاهرة الإعلامية وتسجيلها كما حدثت في الماضي مثل تسجيل المؤسسات والوسائل الإعلامية والبارزين فيها. والمنهج التاريخي كما يراه علماء المنهجية ليس مجرد جمع للمعلومات من مصادرها الأساسية والثانوية، ونقدها ومن ثم ترتيبها وإخراجها إخراجا يختلف في شكله عن الكيفية التي تم إخراجها بها في مصادرها، ولكن يتفق في مضمونه معها.
وتكمن أهمية استخدام المنهج التاريخي في أنه يمكن من خلال دراسته الأحداث الراهنة والاتجاهات المستقبلية في ضوء ما حدث في الماضي حتى يمكن بذلك تقويم ديناميكية التغيير أو التقدم أو تحقيق المزيد من الفهم للمشكلات الإعلامية المعاصرة، وإمكانية التنبؤ بالمشكلات التي قد تنجم مستقبلاً، وبذلك يحقق البحث التاريخي ميزة مزدوجة من حيث الاستفادة من الماضي للتنبؤ بالمستقبل، والاستفادة من الحاضر لتفسير الماضي. ومن هنا فإن المنهج التاريخي هو ما يمكن به إجابة سؤال عن الماضي بواسطة مجهود علمي كبير يبذله الباحث متمثلاً في محاولته لاستنتاج العلاقة بين الأحداث، والربط بينها، مستنداً في ذلك إلى ما يستقيه من أدلة علمية صحيحة تبرهن استنتاجه.
ويمكن إبراز أهمية هذا المنهج في الدراسات الإنسانية بما يأتي:
1- يمكن استخدام المنهج التاريخي في حل مشكلات معاصرة على ضوء خبرات الماضي.
2- يساعد على إلقاء الضوء على اتجاهات حاضرة ومستقبلية.
3- يؤكد الأهمية النسبية للتفاعلات المختلفة التي توجد في الأزمنة الماضية وتأثيرها.
4- يتيح الفرصة لإعادة تقييم البيانات بالنسبة لفروض معينة أو نظريات أو تعميمات ظهرت في الزمن الحاضر دون الماضي.
ويبدأ الباحث الذي يريد دراسة ظاهرة حدثت في الماضي بواسطة المنهج التاريخي بتوضيح ماهية مشكلة البحث تناول خطوات الأسلوب العلمي في البحث، وهي: التمهيد للموضوع، وتحديده، وصياغة أسئلة له، وفرض الفرضيات، وأهداف البحث، وأهمية البحث، والإطار النظري للبحث، وحدوده، وجوانب القصور فيه، ومصطلحات البحث وتحديد الظاهرة أو الحادثة التاريخية المراد دراستها ويتم هذا التحديد وفق نسقين محددين: الأول هو البعد المكاني للظاهرة كأن نقول الصحافة السرية في العراق والثاني هو المجال الزماني كأن نقول الصحافة السرية في العراق 1935-1958.
ويشترط في مشكلة البحث توافر شروط الأهمية وحدود إتاحة مصادر البحث ووثائقه للباحث وتوافر الإمكانات اللازمة وأهمية النتائج التي سيتوصل إليها الباحث.
وبعد هذه الخطوة تبدأ خطوة علمية أخرى هي جمع المادة التاريخية وهذه الخطوة تتطلب مراجعة المصادر الأولية والثانوية، واختيار البيانات التي ترتبط بمشكلة بحثه. ومما تجدر الإشارة إليه هنا، أن على الباحث التمييز بين نوعي المصادر. إذ تتمثل المصادر الأولية في السجلات والوثائق والآثار. وتتمثل المصادر الثانوية في الصحف والمجلات وشهود العيان والمذكرات والسير الذاتية والدراسات السابقة، والكتابات الأدبية والأعمال الفنية والقصص والقصائد والأمثال والأعمال والألعاب والرقصات المتوارثة، والتسجيلات الإذاعية والتلفزيونية، وأشرطة التسجيل، وأشرطة الفيديو، والنشرات والكتب والدوريات والرسومات التوضيحية، والخرائط.
وبعد هذه الخطوة تأتي خطوة نقد مصادر البيانات وتتطلب هذه الخطوة فحص الباحث للبيانات التي جمعها بواسطة نقدها، والتأكد من مدى فائدتها لبحثه. ويوجد نوعان للنقد الأول، ويسمى بالنقد الخارجي، والثاني، ويسمى بالنقد الداخلي ولكل منها توصيف خاص به. ويتمثل النقد الخارجي في إجابة الباحث عن الأسئلة الآتية:
أما النقد الداخلي فيتمثل في إجابة الباحث عن الأسئلة الآتية:
وبعد هذه الخطوة تأتي خطوة أخرى هي تسجيل نتائج البحث وتفسيرها وهذه الخطوة تتطلب من الباحث أن يعرض النتائج التي توصل إليها البحث تبعاً لأهداف أو أسئلة البحث مع مناقشتها وتفسيرها. وغالباً ما يتبع الباحث عند كتابة نتائج بحثه ترتيب زمني أو جغرافي أو موضوعي يتناسب ومشكلة البحث محل الدراسة. أما الخطوة الأخرى فهي كتابة ملخص البحث وهذه هي الخطوة الأخيرة من خطوات المنهج التاريخي، وتتطلب أن يعرض الباحث ملخصاً لما تم عرضه في الجزء النظري والميداني في البحث، كما يقدم توصيات البحث التي توصل إليها، ومقترحات لبحوث مستقبلية. وقد درجت العادة في المجلات العلمية المحكمة أن ينشر ملخص البحث رغم كونه يكتب في نهاية البحث في بداية البحث باللغتين العربية والانكليزية.
______________
(1) د. ريحي مصطفى عليان: البحث العلمي - أسسه مناهجه وأساليبه، إجراءاته، عمان، الافكار الدولية، 2001، ص41.
|
|
خطر خفي في أكياس الشاي يمكن أن يضر صحتك على المدى البعيد
|
|
|
|
|
دراسة تكشف عن حياة "غريبة" في أعماق الأرض
|
|
|
|
|
العتبة العلويّة المقدّسة تقيم فعالية العرض المسرحي "سيد الكلام" احتفاءً بذكرى ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام)
|
|
|