في كل سنة تقريباً تمر على الكرة الأرضية تتحول ملايين من الهيكتارات من الأراضي المنتجة إلى صحارى لا قيمة لها، وتدمر سنوياً أكثر من . ستة عشر مليون هكتار من الغابات وتتحول إلى أراضي زراعية من الدرجة الدنيا العاجزة عن تأمين غذاء الفلاحين الذين يسكنونها. ويعتبر التصحر، الذي زادت حدته في العقود الأخيرة من هذا القرن من أخطر المشكلات البيئية التي صنعها الإنسان نتيجة لتعامله غير الرشيد مع بيئته وخاصة البيئات الجافة، التي تتسم أنظمتها البيئية بالهشاشة والحساسية، بحيث أن أي ضغط استغلالي يفوق مواردها الطبيعية، يخل بتوازنها الطبيعي الذي لا يمكن أن يعود إلا بضبط استغلال هذه الأنظمة البيئية عند حدود طاقتها الإنتاجية. تغطي الأراضي الجافة جزءاً من سطح الأرض يتراوح بين 36.33% من سطح اليابسة، ويصل إلى أكثر من 46 مليون كم ، وتتوزع الأراضي الجافة على قارات العالم كافة كما يتوضح من الجدول المرفق.

                       جدول يوضح مساحة الأراضي الجافة في العالم: (كم) موزعة حسب القارات

مساحة اليابسة تصحراً خفيفاً أو معتدلاً أو شديداً، كما تعتبر 6% من أراضي اليابسة متصحرة تصحراً شديداً، وقد أعالت أراضي الجافة عام 1984 حوالي 850 مليون إنســان مــنهـم 230 مليون يعيشون في أراضي تعاني تصحراً شديداً.

تؤثر عملية التصحر في كل منطقة تقريباً من مناطق العالم، ولكنها أشد تدميراً في الأراضي الجافة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، فهناك 18% من الأراضي المنتجة تعاني تصـحـراً شديداً في هذه المناطق الثلاثة مجتمعة (حوالي 780 مليون هكتار). ويستمر اتساع الأراضي التي تتدهور بصورة دائمة إلى حالة شبيهة بظروف الصحراء بمعدل سنوي يبلغ 6 مليون هكتار كما أن 21 مليون هكتار إضافية تتوقف سنوياً، عن تقديم أي مردود اقتصادي بسبب انتشار التصحر. تحتل أقطار الوطن العربي نطاقاً متصلاً من الأرض يمتد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي وهــو نطاق تسيطر على معظمه الأقاليم الجافة التي تتدرج بين شديدة الجفاف والجافة وشبه الجافة، وتبين دراسات الأمم المتحدة حول التصحر (1977) أن ما يخص أقطار الوطن العربي مــن المساحة المتصــحرة على مستوى العالم يبلغ حوالي (13 مليون كم) أي ما يزيد عن 28% من مساحة الوطن العربي، هذا إلى جانب المناطق التي تتدهور بيئتها يومياً وتتحول إلى صحارى تحت وطأة عوامل التصحر المختلفة. ومن هنا نجد أنه إذا كان التصحر مشكلة عالمية بصفة عامة، فهو مشكلة الوطن العربي بشكل خاص.