أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-7-2019
6305
التاريخ: 20-9-2019
1635
التاريخ: 2-11-2020
2298
التاريخ: 18-7-2019
2048
|
وتتسم الاقتصاديات المبنية على المعرفة بأن القدرة على توليد استخدام المعرفة أو بمعنى آخر القدرة على الابتكار، لا تمثل فقط المصدر الأساسي للثروة، وإنما تعد أساس الميزة النسبية المكتسبة في الاقتصاد الجديد. فالمعرفة هي الوسيلة الأساسية لتحسين كفاءة عمليات الإنتاج والتوزيع وتحسين نوعية وكمية الإنتاج وتحسين فرص الاختيار بين السلع والخدمات المختلفة سواء بالنسبة للمستهلكين أو المنتجين(1).
ويؤدي تنامي النشاط الاقتصادي في القطاعات كثيفة الاستخدام للمعرفة والتكنولوجيا إلى نمو في الإنتاج والتوظيف في القطاعات التي تتصف باستخدام تقنيات عالية مثل الحاسبات والإلكترونيات والاتصالات وغيرها. ويعتمد النجاح في الاقتصاد المبني على المعرفة على القدرة على الابتكار. فالقطاعات التي ستنجح هي القطاعات التي تطرح أفكاراً جديدة وتستخدم عمليات جديدة وتنتج منتجات جديدة وتقدم خدمات جديدة وهكذا. وبشكل عام يتميز الاقتصاد المبني على المعرفة بالآتي:
ــ لا تمثل المسافات أياً كان عظمها أي عائق أمام عملية التنمية الاقتصادية أو الاتصال أو التعليم أو نجاح المشروعات أو الاندماج الكامل في المجتمع بشكل عام.
ــ إن المعرفة متاحة بشكل متزايد لكافة الأفراد ويتم توفيرها بصورة تتوافق والاحتياجات الفردية والاجتماعية بما يمكن كل فرد من اتخاذ القرارات بصورة أكثر حكمة في كافة مجالات الحياة.
ــ إن كل فرد في المجتمع ليس مجرد مستهلك للمعلومات، ولكنه أيضاً صانع أو مبتكر لها.
ــ إنه اقتصاد منفتح على العالم، لأنه لا يوجد اقتصاد يمكنه خلق واحتكار المعرفة دون أن يشارك أو يستورد المعارف الجديدة من الآخرين. كما أن المناخ الاقتصادي على المستوى الكلي في الاقتصاد المبني على المعرفة يجب أن يكون مشجعاً للاستثمار في المعرفة والمعلومات والقدرة على الابتكار وهو أمر في غاية الأهمية ؛ لأن ضمان ديمومة الاقتصاد المبني على المعرفة يقتضي ضرورة تشجيع الاستثمار في المستقبل، والذي قد تكون معدلات العائد عليه منخفضة أو محدودة ، ولذا تحتاج مثل هذه المجالات إلى دعم من السياسة الاقتصادية في الدول التي تسعى نحو تحقيق الاقتصاد المبني على المعرفة.
وهناك مجموعة من السمات التي يتميز بها الاقتصاد المعرفي التي أصبحت - السمة الغالبة للاقتصاديات التي دخلت في طور التحرر من القيود القديمة والدخول في عصر الإنترنت وعصر التجارة الإلكترونية والبنوك الإلكترونية التي يمكن إجمالها بالآتي (2):
1- الاعتماد بصورة أساسية على الاستثمار في الموارد البشرية باعتبارها رأس المال الفكري والمعرفي الذي يميز الاقتصاد المعرفي بما فيها من استخدام واسع للبحوث والدراسات التطبيقية التي يقوم بها خبراء ذوو كفاءات هائلة.
2 ـ الاعتماد على القوى العاملة المؤهلة والمتخصصة والمدربة على التقنيات الجديدة حيث أشارت الدراسات الحديثة للاقتصاديات المتقدمة أن قطاع المعلومات هو المصدر الرئيسي للدخل القومي. هذا التحول إلى العمل في حقل المعلومات يستتبعه فكرة العمل عن بعد (إلى الاتصال إلكترونياً بمكتب رئيسي) .
وهو ما يؤدي إلى ظهور طبقة أو فئة مهنية جديدة لها وزنها هي فئة العاملين في المعلومات" (Information Workers).
وينقسم هؤلاء إلى أربع فئات فرعية (3) :
أ . منتجي المعلومات (منشئي المعلومات وجامعيها).
ب. مجهزي المعلومات (يستقبلون المعلومات ويستخدمونها).
ج . موزعي المعلومات ( ينقلون المعلومات من المنشأ إلى المتلقي).
د. بيئة المعلومات (تقوم على التكنولوجيا للأنشطة المعلوماتية).
3- انتقال النشاط الاقتصادي من إنتاج وصناعة السلع إلى إنتاج وصناعة الخدمات المعرفية نتيجة لتقارب العديد من هذه الصناعات مثلاً علوم الحاسوب والاتصالات وصناعة المحتوى وصناعة السمعي البصري، النشر وتسجيل الصوت والوسائط (4).
4- اعتماد التعلم والتدريب المستمرين وإعادة التدريب أو ما يسمى بإعادة التأهيل والتأهيل المستمر التي تضمن للعاملين مستويات عالية من التدريب ومواكبة التطورات التي تحدث في ميادين المعرفة (5).
5- توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات توظيفاً يتسم بالفعالية لمـا لـه مـن تأثير على مجريات الاقتصاد بشكل خاص والحياة الاجتماعية بشكل عام.
6 ـ تفعيل عمليات البحث والتطوير كمحرك للتغيير والتنمية لما لهذه العمليات من صدى كبير في التأثير على خطى التقدم في مجالات المعرفة والبحث عن طرق جديدة وبديلة لسير العمليات الاقتصادية وقد اتضح ذلك في اقتصاديات الدول المتقدمة، كذلك زيادة حجم الإنفاق على البحث والتطوير لمـا لـه مـن أهمية كبرى في سير عملية التطور والتقدم داخل البلد كذلك لا بد من وجود منظومة بحث وتطوير فعالة داخل البلد.
7- ارتفاع الدخل لصناع المعرفة كلما ارتفعت وتنوعت مؤهلاتهم وخبراتهم وكفاءاتهم وهذا ما يدفع العديد من أصحاب الكفاءات والخبرات إلى العمل بشكل مستمر من أجل تطوير إمكاناتهم مما ينعكس في النهاية على مدخلاتهم. ويتسم الاقتصاد المعرفي بعدة خصائص أبرزها : أنه عالي الجودة يستهدف التميز، مثلما هو كثيف المعرفة يرتكز على الاستثمار في الموارد البشرية باعتبارها رأس المال الفكري والمعرفي، والاعتماد على القوى العاملة المؤهلة والمدربة والمتخصصة وانتهاج التعلم والتدريب المستمر وإعادة التدريب، كما أنه مرن شديد السرعة والتغير، يتطور لتلبية احتياجات متغيرة، ويمتاز بالانفتاح والمنافسة العالمية ، واعتماد نظام فاعل للتسوق ، لاستشعار حاجات الأسواق والمستهلكين باستمرار، وانتقال النشاط الاقتصادي من إنتاج السلع وصناعتها إلى إنتاج الخدمات المعرفية وصناعتها. إضافة إلى استثمار الطاقة المتجددة، وارتفاع الدخل لصناع المعرفة كلما ارتفعت مؤهلاتهم وتنوعت كفاياتهم وخبراتهم وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفاعلية لبناء نظام معلوماتي واتصالي فائق السرعة والدقة والاستجابة، وتفعيل عمليات البحث والتطوير كمحرك للتغيير والتنمية، كما تتصف عقود العمل في ظل الاقتصاد المعرفي بدرجة أعلى من المرونة، وبأنها مؤقتة ومرتبطة بالمهمات (6).
ويحمل الاقتصاد المعرفي السمات الآتية (7):
1- يتمتع بمرونة فائقة وقدرة على التطويع وعلى التكيف مع المتغيرات والمستجدات الحياتية التي يتسارع معدل تغييرها ويتكاثف حجم تأثيرها مع دقات الساعة وتحول عقاربها.
2 ـ يملك القدرة الفائقة على التجدد والتواصل الكامل مع غيره من الاقتصاديات التي أصبحت تتوق إلى الاندماج فيه حتى أنه يصعب فصله عنها أو الحديث عنه من دونها أو الإشارة إليها من دون أن يكون له موقفاً منها.
3- يملك القدرة على الابتكار وإيجاد وتوليد وتوالد منتجات فكرية ومعرفية وغير معرفية جديدة تماماً لم تكن تعرفها الأسواق من قبل، ثم يساعد على خلق وإيجاد غير المسبوق الأكثر إشباعاً وإقناعاً للمستهلك والموزع والمتعامل معه، وفيه ، وبه.
4 ـ مجالات خلق القيمة المضافة فيه متعددة ومتنوعة، وممتدة، ومتجددة وذوات طبيعة تزامنية متدفقة، وهي وإن كانت تناسبية المضمون والمحتوى فإنها في الوقت ذاته ثرية وغنية وتكاد تكون لا نهائية، وتعطي تأثيرها الحافز على مجالات هذا الاقتصاد كافة.
5- لا توجد حواجز للدخول إليه، ولا توجد بوابات مغلقة عليه بل هو اقتصاد مفتوح بالكامل، ومن ثم لا توجد فواصل زمنية أو عقبات مكانية أمام من يرغب في التعامل معه وبه، بل كل الذي يحتاج إليه معرفة عقلية
وإرادة تشغيلية ووعي كامل بأبعاد وجوانب هذا الاقتصاد، ومسؤولية الالتزام التقاني بكل ما فيه واحترام دقيق لحقوق الأطراف المختلفة.
6- ارتباطه بالذكاء وبالقدرة الابتكارية وبالخيال الجامع وبالوعي الإدراكي بأهمية الاختراع والخلق والمبادرة والمبادأة الذاتية والجماعية لتحقيق ما هو أفضل وأحسن وأرقى، وتفعيل ذلك كله لإنتاج أكبر في الحجم وأكثر جودة في الأداء وأفضل إتاحة للإشباع.
7- يمتاز اقتصاد المعرفة بأن القوة فيه يمكن الوصول إليها من خلال وسائل وطرق عديدة، وأن الاجتهاد والمثابرة والبحث والدراسة واستخدام العقول الكبيرة هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى قمة القوة.
8- لا يعرف اقتصاد المعرفة عوامل العشوائية الارتجالية، ولا يعتمد على قوانين الصدفة، فكل شيء فيه مخطط، وكل شيء منظم، وكل شيء فيه موجه، ومراقب ومتابع.
9- إن اقتصاد المعرفة قائم على ذاته وقائم على علاقاته مع الاقتصادات الأخرى وهو في علاقاته وارتباطاته دائم الحركة، ودائم البحث عن أصحاب المواهب والأفكار الجريئة وأصحاب العقول الخلاقة ، ومن ثم فإن الصراع عليها يعتمد على قدرة المشروعات ونظم المعلومات على جذب هذه العقول وتوظيفها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جمال السويدي ، تنمية الموارد البشرية في اقتصاد مبني على المعرفة ، ص 102 .
(2) الشمري، هاشم ، الاقتصاد المعرفي، 2008 .
(3) معن نسور، مصدر سابق، ص 3 .
(4) عبدالله واثق شهيد وآخرون، إستراتيجية تطوير العلوم والتقانة في الوطن العربي ، التقرير العام والإستراتيجيات الفرعية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط1، 1989 ص 104.
(5) منى مؤتمن، مصدر سابق، ص 3 .
(6) منى ، عماد الدين ، مصدر سابق، ص 13.
(7) الهاشمي، عبد الرحمن ، المنهج والاقتصاد المعرفي، ص35.
|
|
يجب مراقبتها بحذر.. علامة في القدم تشير إلى مشاكل خطيرة
|
|
|
|
|
العلماء يحلون لغز بركان أدى إلى تجمد الأرض قبل 200 عام
|
|
|
|
|
رئيس جلسة العلوم الهندسية: بحوث مؤتمر جامعة الكفيل تقدم حلولًا عملية قابلة للتطبيق
|
|
|