المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

صلاة الايات
2024-12-10
تجنس المواطن العربي
4-4-2016
Coordination Number 9
27-4-2019
التصغير
18-02-2015
الصحاري الحارة
2024-09-15
ما يقوله الزائر عن غيره بالأجر، وعن أخيه تطوّعاً.
2023-09-30


من سلا الى الغني بالله  
  
121   09:26 صباحاً   التاريخ: 2024-12-10
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص: 352-353
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-06 743
التاريخ: 2024-05-11 733
التاريخ: 2023-11-18 1181
التاريخ: 2024-02-24 792

من سلا الى الغني بالله 

ومما  اشتمل على نظم  لسان الدين ونثره  ما كتب  به من سلا الى  سلطانه الغني بالله تعالى وقد بلغه ما كان من صنع الله  سبحانه له (وعودته الى سلطانه): 

هنيئا  بما  خولت من  رفعة الشان              وإن  كره  الباغي  وإن رغم الشاني

وأن خصك  الرحمن  جل  جلاله                  بمعجزة  منسوبة  لسليمان 

أغار   على  كرسيه  بعض  جنه                   فألقت   له الدنيا  مقالد   إذعان

فلما  رآها  فتنة  خر  ساجدا                       وقال  إلهي   امنن  علي  بغفران 

وهب  لي ملكا  بعدها  ليس ينبغي                   تقلده   بعدي  لإنس ولا جان

فآتاه  لما أن  أجاب  دعاءه                              من  العز ما لم  يؤت يوما لإنسان

وإن كان هذا  الأمر  في الدهر  مفردا                  فأنت له  لما اقتديت   به الثاني

فقابل  صنيع الله بالشكر  واستعن                         به  واجز  إحسان الإله  بإحسان

وحق الذي  سماك باسم  محمد                           لو أن الصبا   قد عاد  منه  بريعان

لما بلغ  النعمى  عليك سروره                               ألية  واف  لا ألية خوان

فإني  أنا  العبد  الصريح  انتسابه                          كما أنت مولاي العزيز وسلطاني

إذا    كنت   في عز  وملك  وغبطة                 فقد   نلت   أوطاري  وراجعت  أوطاني

مولاي  الذي شأنه  عجب  والإيمان  بعناية   الله  تعالى به   قد وجب  وعزه  أظهره  من برداء   العزة   احتجب  إذا  كانت   الغاية  لا تدرك  فأولى  أن تسلم 

وترك ومنه الله  تعالى   عليك  ليست  مما يشرح  قد  عقل  العقل  فما   يبرح  وقيد

اللسان فما يرتعي  في مجال العبارة ولا يسرح اللهم  ألهمنا  على  هذه النعمة شكرا

                                                  352

ترضاه وإمداد من لدنك نتقاضاه يا الله يا الله  سعود  أنارت  بعد أفول

شهابها وحياة كرت بعد  ذهابها  وأحباب  اجتمعت  بعد  فراقها   وأوطان

دنت  بعد  بعد  شامها  من عراقها  وأعداء  أذهب  الله  تعالى  رسم  بغيهم

ومحاه  وبغاة  أدار  عليهم الدهر  رحاه وعباد  أعطوا  من كشف   الغم ما

سألوه ونازحون لو سئلوا  في إتاحة  القرب  بما  في أرماقهم  لبذلوه  وسبحان

الذي يقول ( ولو أنا  كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم    أو اخرجوا من  دياركم  ما فعلوه)

( النساء :66)  فليهن  الإسلام  بياض  وجهه  بعد  اسوداده  وتغلب  إيالة من  لا يؤمن بالله  ولا  باليوم الآخر   على بلاده  وعودة  الملك  المظلوم  الى معتاده واستواء   الحق النائي جنبه  فوق  مهاده  ورد الإرث  المغصوب  الى  مستحقه    عن آبائه  وأجداده  والحمد لله  الذي غسل عن وجه الامة  الحنيفية  العار  وانقذ  عهدها   وقد ملكها   الذعار   فرد  المعار  واعيد  الشعار  نحمدك  اللهم حمدا  يليق  بقدسك   لا بل  لا نحصي  ثناء  عليك أنت كما  أثنيت على نفسك

والعبد  يامولاي  قد بهرت  عقله  آلاء الله تعالى  قبلك  فالفكر  جائل واللسان

ساكت  والعقل ذاهل والطرف  باهت  فإن  أقام  رسما  للمخاطبة فقلم  مرح

وركض وطرس هز جناح  الارتياح   ونفض  ليس  هذا  المرام  مما يرام

ولا هذه  العناية  التي تحار  فيها  الأفهام  مما تصمي  غرضه  الأيام  من المعتبرين

الله تعالى أن يجعل  مولاي  من الشاكرين  وبأحكام  تقلبات  الأيام من  المعتبرين

حتى لا يغره  السراب  الخادع  والدهر  المرغم  للأنوف الجادع   ولا يرى في

الوجود غير الله من صانع ولا معط  ولا مانع  ويمتعه بالعز  الجديد  ويوفقه

للنظر السديد  ويلهمه  للشكر  فهو  مفتاح  المزيد  والسلام.   

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.