المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار  
  
4749   04:21 مساءاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص343-344
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2017 3060
التاريخ: 4-4-2022 1742
التاريخ: 18-12-2017 2920
التاريخ: 21-6-2017 3442

قد عرفت انه(صلى الله عليه وآله)آخى بين المهاجرين قبل الهجرة وآخى بين علي ونفسه(صلى الله عليه وآله)ثم إنه آخى بين المهاجرين والأنصار في السنة الأولى من الهجرة وفي رواية ابن سعد في الطبقات انه(صلى الله عليه وآله)لما قدم المدينة آخى بين المهاجرين بعضهم لبعض وآخى بين المهاجرين والأنصار على الحق والمواساة ويتوارثون بعد الممات دون ذوي الأرحام قال وكانوا تسعين رجلا خمسة وأربعون من المهاجرين وخمسة وأربعون من الأنصار ويقال كانوا مائة وخمسون من المهاجرين وخمسون من الأنصار فلما كانت وقعة بدر وانزل الله تعالى {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال: 75] الآية فنسخت هذه الآية ما كان قبلها وانقطعت المؤاخاة في الميراث ورجع كل انسان إلى نسبه وورثه ذوو رحمه (اه)‍ ويظهر ان هذه المؤاخاة كانت أولا بين مهاجري ومهاجري ثم بين المسلمين عموما فقد تكون بين مهاجري ومهاجري وبين مهاجري وأنصاري وبين أنصاري وأنصاري ففي السيرة الحلبية انه آخى بعد الهجرة بين أبي بكر وعمر وبين أبي بكر وخارجة بن زيد وبين عمر وعتبان بن مالك وبين أبي رويم الخثعمي وبلال وبين أسيد بن حضير وزيد بن حارثة وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع وبين حمزة وزيد بن حارثة وبين جعفر بن أبي طالب وهو غائب بالحبشة ومعاذ بن جبل وبين أبي ذر الغفاري والمنذر بن عمر وبين حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب وبين سلمان وأبي الدرداء قال ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب وقال هذا أخي فكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)وعلي أخوين .

قال وفي رواية لما آخى رسول الله(صلى الله عليه وآله)بين أصحابه جاء علي تدمع عيناه فقال يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله)أنت أخي في الدنيا والآخرة (اه‍) وفي ذلك يقول أبو تمام :

اخوه إذا عد الفخار وصهره * فما مثله أخ ولا مثله صهر

وعن ابن إسحاق آخى رسول الله(صلى الله عليه وآله)بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فقال تآخوا في الله أخوين (اه‍) وهذا أقوى السياسات الاسلامية وجاء في القرآن الكريم انما المؤمنون اخوة بصيغة الحصر .

وقد ذكر الدكتور محمد حسين هيكل خبر المؤاخاة في كتابه حياة محمد(صلى الله عليه وآله)فقال كان أول ما انصرف إليه تفكيره(صلى الله عليه وآله)تنظيم صفوف المسلمين وتوكيد وحدتهم للقضاء على كل شبهة في أن تثور العداوة القديمة بينهم ولتحقيق هذه الغاية دعا المسلمين ليتأخوا في الله أخوين أخوين فكان هو وعلي بن أبي طالب أخوين وعمه حمزة ومولاه زيد أخوين وأبو بكر وخارجة بن زيد أخوين وعمر بن الخطاب وعتبان بن مالك الخزرجي أخوين (اه)‍ فتراه كيف ذكر مؤاخاة النبي(صلى الله عليه وآله)لعلي كأمر عادي لا يزيد على المؤاخاة بين باقي الصحابة بعضهم مع بعض ولم يشر إلى ما في هذه المؤاخاة من مغزى كما هو مبنى كتابه ولا أعارها جانبا من الأهمية وتركها غفلا كسائر الأمور العادية وهي أولى بان تكون رمزا إلى الميزة على سائر الناس وانه لا كفؤ لمؤاخاته سواه وإلى الوزارة التي أثبتها قبل ذلك بقليل لغيره.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.