أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-23
249
التاريخ: 11-3-2022
2159
التاريخ: 11-12-2014
3865
التاريخ: 17-12-2017
3659
|
إنَّ أخطرَ ما يمرُّ به إنسانٌ في حياته هو أن يصفو عيشه من المشاكل ردحاً من الزمن ويحس لنفسه بنوع من الحصانة الوهمية فعندها تجده يخص الحياة بنفسه ويستأثر بكل شيء في الوجود ولا يرى لغيره من ابناء نوعه وجنسه من البشر اي حق في الحياة ولا ايّ شأن وقيمة تذكر وذلك هو ما يصطلح عليه بالاستكبار والاستعلاء والاحساس بالتفوق والغطرسة.
وهذا هو بعينه ما حصل لقريش بعد اندحار جيش ابرهة وهلاكه وهلاك جنده بذلك الشكل العجيب الرهيب.
فقد عزمت قريش منذ ذلك اليوم ـ وبهدف إثبات تفوقها وعظمتها للآخرين ـ على أن تلغي أي احترام لأهل الحلّ لانهم كانوا يقولون : ان جميع العرب محتاجون إلى معبدنا وقد رأى العرب عامة كيف اعتنى بنا آلهةُ الكعبة خاصة وكيف حمتنا من الاعداء!!
ومن هنا بدأت قريش تضيّق على كل من يدخل مكة من أهل الحل للعمرة أو الحج وتتعامل معهم بخشونة بالغة وديكتاتورية شديدة ففرضت على كل من يريد دخول مكة للحج أو العمرة أن لا يصطحب معه طعاماً من خارج الحرم ولا يأكل منه بل عليه أن يقتني من طعام أهل الحرم ويأكل منه وأن يلبس عند الطواف بالبيت من ثياب أهل مكة التقليدية القومية أو يطوف عرياناً بالكعبة إن لم يكن في مقدوره شراؤها واقتناؤها ومَن كان يَرفُض الخضوع لهذا الأمر مِن رؤساء القبائل وزعمائها كان عليه أن ينزع ثيابه ـ بعد انتهائه من الطواف ـ ويلقيها جانباً ولا يحق لأحد ان يمسها أبداً لا صاحبها ولا غيره .
اما النساء فكان يجب عليهن إذا أردنَ الطواف أن يُطفنَ عراة على كل حال وان يضعن خرقة على رؤوسهن وَيُردِّدنَ البيت التالي في اثناء الطواف :
اليوم يبدو بعضُه أو كُلّه
وبعدَ هذا اليوم لا اُحِلُّه
ثم إنه لم يكن يحق لأيّ يهودي أو مسيحي ـ بعد هزيمة ابرهة الّذي كان هو أيضاً مسيحياً ـ أن يدخل مكة إلاّ أن يكون أجيراً لمكيٍّ وحتّى في هذه الصورة كان يجب عليه أن لا يتحدّث في شيء من أمر دينه ومن أمر كتابه.
لقد بلغت النخوةُ والعصبية بقريش حداً جعلتهم يتركون بعض مناسك الحج الّتي كان يجب الإتيان بها خارج الحرم!!
لقد أنفوا منذ ذلك اليوم أن يأتوا بمناسك عرفة كما يفعل بقية الناس فتركوا الوقوف بعرفة والافاضة منها مع أن آباءهم ( من ولد إسماعيل ) كانوا يُقّرون أنها من المشاعر والحج وكانت هيبة قريش وعظمتها الظاهرية رهنٌ ـ برمتها ـ بوجود الكعبة بين ظهرانيها وبوظائف الحج ومناسكه هذه إذ كان يجب على الناس في كل عام أن يأتوا إلى هذا الوادي الخالي عن الزرع وهذه الصحراء اليابسة لأداء المناسك إذ لو لَم يكن في هذه النقطة من الأَرض أىُ مطاف أو مشعر لما رغب احد حتّى في العبور بها فضلا عن المكث فيها عدة ايام وليال.
لقد كان ظهورُ مثل هذا الفساد الاخلاقي وهذا الموقف المتعصِّب من الآخرين أمراً لابدَّ منه بحسب المحاسبات الاجتماعية.
فالبيئة المكيّة لابد أن تغرق في الفساد والانحراف حتّى يتهيأ العالم لانقلاب أساسيّ ونهضة جذرية.
إن كل ذلك الانفلات الاخلاقي والترف والانحراف كان يهيئ الارضية ويعدّها لظهور مصلح عالمي أكثر فاكثر.
ولهذا لم يكن غريباً أن يغضب أبو سفيان فرعون مكة وطاغيتها على ورقة بن نوفل حكيم العرب الّذي تنصر في اُخريات حياته واطلع على ما في الانجيل كلما تحدَّث عن اللّه والانبياء ويقول له : لا حاجة إلى مثل هذا الاله وهذا النبي تكفينا عناية اصنامنا !!
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|