المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



صفة مجلس النبيّ صلى الله عليه وآله  
  
3149   05:32 مساءً   التاريخ: 9-3-2022
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : دروس من حياة وجهاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله
الجزء والصفحة : ص193-194
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2022 1632
التاريخ: 10-3-2022 1757
التاريخ: 2-4-2017 2962
التاريخ: 15-6-2017 3268

عن الإمام الحسين عليه السلام قال: سألت أبي عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عليه السلام: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يجلس ولا يقوم إلّا على ذكر الله جلّ اسمه، ولا يوطن الأماكن، وينهى عن إيطانها" (أي لا يتّخذ لنفسه مجلساً خاصّاً يتميّز به)، "وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، يُعطي كُلّاً من جلسائه نصيبه، حتّى لا يحسب جليسه أنّ أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه في حاجة، صابره حتّى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يردّه إلّا بها أو ميسورٍ من القول، قد وسع الناس منه بسطه وخلقه، فكان لهم أباً، وصاروا عنده في الحقّ سواء"[1].

مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، ولا تُرفع فيه الأصوات، ولا يُوهن فيه الحُرَم، ولا تُثنى فلتاته (أي لا تظهر هفواته)، متعادلون متفاضلون فيه بالتقوى، متواضعون، يوقِّرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب..

وأمّا سيرته مع جلسائه، فيقول الحسين عليه السلام نقلاً عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله دائم البشْر، سهل الخُلُق، ليّن الجانب، ليس بفظّ، ولا غليظ، ولا صخّاب" (من الصخب وهو شدة الصوت)" ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مدّاح، يتغافل عمّا لا يشتهي، فلا يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وممّا لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذمّ أحداً ولا يُعيّره، ولا يطلب عورته" (عيوبه) "ولا يتكلّم إلّا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلّم أطرق جُلساؤه

كأنّ على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلّموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، متى تكلّم أنصتوا له حتّى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوّلهم، يضحك ممّا يضحكون منه، ويتعجّب ممّا يتعجّبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتّى إن كان أصحابه ليستجلبونه، ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يقبل الثناء إلّا عن مكافىء، ولا يقطع على أحد حديثه، حتّى يجوز فيقطعه بانتهاء أو قيام"[2].

 وفي مشاركته صلى الله عليه وآله في الحديث الذي كان يدور في المجلس، يقول زيد بن ثابت: كنّا إذا جلسنا إليه صلى الله عليه وآله، إن أخذنا بحديث في ذكر الآخرة أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا[3].

 وفي سموّ أخلاقه مع جلسائه أيضاً، ما أشار اليه الإمام الصادق عليه السلام في حديث له: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله يُقسِّم لحظاته (نظراته) بين أصحابه فينظر إلى ذا، وينظر إلى ذا بالسويّة، ولم يبسط (يمدّ) رسول الله صلى الله عليه وآله رجليه بين أصحابه، وإن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول الله صلى الله عليه وآله يده من يده حتّى يكون هو التارك، فلما فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه مال بيده فنزعها من يده"[4].

 

[1] الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج2، ص 284.

[2] الأصبهاني، أخلاق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم, ص 17.

[3] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 671.

[4] الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص 14.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.