أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
3280
التاريخ: 5-11-2015
3066
التاريخ: 2-7-2017
2834
التاريخ: 17-5-2017
3401
|
ستون آية في معركة أحد
نزلت في معركة أحد أكثر من ستين آية ، فيها حقائق مهمة عملَ رواة الحكومة القرشية على إخفائها أو تحريفها ، لمدح بعض الصحابة أو التغطية عليهم ، وسلب مناقب آخرين ! ونورد فيما يلي نص الآيات ، وفهرساً لأهم موضوعاتها :
قال الله تعالى في سورة آل عمران : « وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللهُ وَلِيهُمَا وَعَلَى اللهِ فَلْيتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ . وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يكْفِيكُمْ أَن يمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ . بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ . وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ . لِيقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يكْبِتَهُمْ فَينْقَلِبُوا خَائِبِينَ . لَيسَ لَكَ مِنَ الأمر شَئٌ أَوْ يتُوبَ عَلَيهِمْ أَوْ يعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ . وَللهِ مَا فِى السَّمَوَاتِ وَمَا فِى الأرض يغْفِرُ لِمَنْ يشَاءُ وَيعَذِّبُ مَنْ يشَاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ .
يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِى أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ . وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ . وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأرض أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ ينْفِقُونَ فِى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يحِبُّ الْمُحْسِنِينَ . وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللهُ وَلَمْ يصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يعْلَمُونَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ . قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِى الأرض فَانْظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ . هَذَا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ .
ولا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . إِن يمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ وَلِيعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لا يحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلِيمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيمْحَقَ الْكَافِرِينَ .
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيعْلَمَ الصَّابِرِينَ . وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ .
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ ينْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيهِ فَلَنْ يضُرَّ اللهَ شَيئًا وَسَيجْزِى اللهُ الشَّاكِرِينَ .
وبعدها آية الانقلاب والكفر الذي حصل في الصحابة لخبر قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ ينْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيهِ فَلَنْ يضُرَّ اللهَ شَيئًا وَسَيجْزِى اللهُ الشَّاكِرِينَ !
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُؤَجَّلاً وَمَنْ يرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يرِدْ ثَوَابَ الأَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِى الشَّاكِرِينَ .
وَكَأَينْ مِنْ نَبِى قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يحِبُّ الصَّابِرِينَ . وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللهُ يحِبُّ الْمُحْسِنِينَ .
يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ . بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيرُ النَّاصِرِينَ .
سَنُلْقِى فِى قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللهِ مَا لَمْ ينَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ . وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِى الأمر وَعَصَيتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يرِيدُ الأَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيبْتَلِيكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ . إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يدْعُوكُمْ فِى أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَى لا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يظُنُّونَ بِاللهِ غَيرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيةِ يقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأمر مِنْ شَئْ قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ للهِ يخْفُونَ فِى أَنْفُسِهِمْ مَا لا يبْدُونَ لَكَ يقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمر شَئٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِى بُيوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيبْتَلِى اللهُ مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ .
يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لآخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِى الأرض أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيجْعَلَ اللهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِى قُلُوبِهِمْ وَاللهُ يحْيى وَيمِيتُ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيرٌ مِمَّا يجْمَعُونَ . وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإلَى اللهِ تُحْشَرُونَ .
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأمر فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ . إِنْ ينْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِى ينْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ . وَمَا كَانَ لِنَبِى أَنْ يغُلَّ وَمَنْ يغْلُلْ يأْتِ بِمَا غَلَّ يوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لايظْلَمُونَ .
أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ . هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يعْمَلُونَ . لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يتْلُوا عَلَيهِمْ آياتِهِ وَيزَكِّيهِمْ وَيعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلالٍ مُبِينٍ .
أَوَلَمّآ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَئٍْ قَدِيرٌ . وَمَا أَصَابَكُمْ يوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ . وَلِيعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ للإِيمَانِ يقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَالَيسَ فِى قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يكْتُمُونَ . الَّذِينَ قَالُوا لآخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ .
وَلاتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلا هُمْ يحْزَنُونَ . يسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لايضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ . الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ . الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ . إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيطَانُ يخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . وَلايحْزُنْكَ الَّذِينَ يسَارِعُونَ فِى الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يضُرُّوا اللهَ شَيئًا يرِيدُ اللهُ أَلا يجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِى الأَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإيمان لَنْ يضُرُّوا اللهَ شَيئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَلايحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ . مَا كَانَ اللهُ لِيذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيهِ حَتَّى يمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيبِ وَلَكِنَّ اللهَ يجْتَبِى مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يشَاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ .
وَلايحْسَبَنَّ الَّذِينَ يبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيطَوَقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يوْمَ الْقِيامَةِ وَللهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأرض وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ .
لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِياءَ بِغَيرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقَ . ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ . الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَينَا أَلا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يأْتِينَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِى بِالْبَينَاتِ وَبِالَّذِى قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَينَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ .
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ . لَتُبْلَوُنَّ فِى أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمور . وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَينُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يشْتَرُونَ .
لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيحِبُّونَ أَنْ يحْمَدُوا بِمَا لَمْ يفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَللهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأرض وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَئٍْ قَدِيرٌ . إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَوِاتِ وَالأرض وَاخْتِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِى الأَلْبَابِ . الَّذِينَ يذْكُرُونَ اللهَ قِيامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرض رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ . رَبَّنأَ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيا ينَادِى لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ . رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاتُخْزِنَا يوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لاتُخْلِفُ الْمِيعَادَ . فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لاأُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِى سَبِيلِى وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ . آل عمران : 121 - 195 .
أهم موضوعات آيات أحد
1 . ذكرت الآية الأولى ذهاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) صباحاً ليختار مكاناً لمعسكر المسلمين في أحُد ، ثم ذكَّرهم الله تعالى بحركة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد صلاة الجمعة إلى أحد ، وكيف تخلف عنه المنافقون وهم ثلث الجيش بقيادة رئيسهم ابن سلول ، فهمت طائفتان من غيرهم أن تتخلفا ، وهم بنو سلمة من الخزرج ، وبنو حارثة من الأوس ، لكن الله عصمهم . البحار : 20 / 17 .
2 . وجاءت الآيات السبع بعدها تذكيراً ببدر : وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ . إلى قوله : غَفُورٌ رَحِيمٌ . فذكرهم بنصره إياهم وقد كانوا قلة ضعفاء ، وأخبرهم أنه عز وجل هو الذي يدير الصراع مع المشركين ، وفق المصلحة التي تهدف إلى نصرة نبيه وتثبيت دينه ، والمغفرة لمن يشاء من عباده وتعذيب بعض من يستحق .
3 . وجاءت الآيات التسع بعدها : يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً . . إلى قوله : وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ، توجيهات اقتصادية واجتماعية وتربوية للمسلمين .
4 . والآيات الثلاث بعدها : ولاتَهِنُوا وَلاتَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ . . إلى قوله : يمْحَقَ الْكَافِرِينَ ، توجيه للمسلمين أن لايضعفوا لما أصابهم في معركة أحد من قتل وجراح وهزيمة ، وأخبرهم بأن الله تعالى أذن بذلك ليحقق أربعة أهداف : تمييز المؤمنين ، واتخاذ الشهداء منهم ، وتمحيص المؤمنين ، ومحق الكافرين .
5 . ثم نبهت الآية بعدها : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ . . المسلمين أن لا يتصوروا أنهم يمكنهم أن يدخلوا الجنة بدون أن يثبتوا عملياً جهادهم وصبرهم !
6 . ثم وبختهم الآية : وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ . . بأنهم كانوا قبل أحُد يتمنون الموت في سبيل الله ، لكنهم عندما رأوا الموت والشهادة هرب أكثرهم !
7 . وبعدها آية الانقلاب : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ . . تحدثت عن انقلاب الصحابة عندما شاع خبر قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! وقال بعضهم : لو كان نبياً ما قتل ! وقال بعضهم : إرجعوا إلى دينكم الأول ! وقال بعضهم : من يذهب ويأخذ لنا أماناً من أبي سفيان !
8 . وقررت الآية بعدها : وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللهِ . . أن تعريض الإنسان نفسه للشهادة لايقصِّر عمره ، لأن الموت حتى لو تمت شروطه الظاهرة لا يتحقق إلا بإذن خاص من الله تعالى ! وهو إذن يتبع قانون الثواب والعقاب ، وهو قانونٌ يتبع إرادة الإنسان ونيته !
9 . ثم مدح الله عز وجل في الآيات الثلاث التي بعدها من سماهم الرِّبِّيين : وَكَأَينْ مِنْ نَبِى قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيونَ كَثِيرٌ . وهم الذين ثبتوا في المعركة ولم يضعفوا ولم يستكينوا ، فهو نص بمدح على وأبى دجانة ونسيبة ، ومن ثبت من الصحابة واستشهد في الجولة الثانية ، وأولهم حمزة .
10 . ثم كشف عز وجل في الآيتين بعدها : يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا . . عن تأثير الكفار على بعض الصحابة لأنهم يتولونهم ! وحذرهم من أن موالاتهم تجرهم إلى الانقلاب على أعقابهم ، وأن عليهم أن يتولوا بدلهم الله تعالى ومن أمرهم بموالاته : بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَخَيرُ النَّاصِرِينَ !
11 . وفى الخمس آيات التي تلتها : سَنُلْقِى فِى قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ . . إلى قوله : إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ، تحدث عز وجل عن معركة أحد وانتصارهم فيها أولاً ، ثم انهيارهم وفرارهم المعيب ، وتركهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) لهجوم المشركين وسيوفهم ، وهروبهم إلى جبل أحُد وغيره ، والنبي ( صلى الله عليه وآله ) يناديهم فلا يرجعون !
ومع ذلك فقد وعدهم بأنه سيلقى الرعب في قلوب الكفار في المعركة القادمة وذكرهم بأنه صدقهم وعده في أحُد ، ولكنهم لما رأوا النصر والغنائم نسوا ربهم وأرادوا الدنيا فابتلاهم بالهزيمة ، وقلَّ منهم الربيون الذين ثبتوا وأرادوا الآخرة .
12 . وفى الآيات الثلاث التي تلتها : يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا . . إلى قوله : لإلَى اللهِ تُحْشَرُونَ ، صحح الله عز وجل نظرتهم إلى الموت ، ونهاهم عن نظرة الكفار التي ابتلاهم الله بها لتكون حسرة في قلوبهم . بينما النظرة الإسلامية للموت بأنه مجرد انتقال إلى الأحسن ، وحشرٌ إلى الله تعالى .
13 . وفى الآيات الثلاث التي تلتها : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ . . إلى قوله : وَهُمْ لايظْلَمُونَ ، أخبر نبيه ( صلى الله عليه وآله ) بأن لينه مع المسلمين كان من أسباب نجاحه وإلا لنفروا منه وعنه ، وأوصاه أن يواصل هذا اللين ويطيب خاطرهم ويعفو عن أخطائهم ويستغفر الله لهم ، ويشاورهم فيما يناسب من الأمور ، فإذا عزم حسب أمر ربه ، فليتوكل عليه ولا يهتم بمن خالفه .
ثم وبَّخ الذين اتهموه ( صلى الله عليه وآله ) بأنه غلَّ قطيفة من الغنائم ، وأوضح لهم أن الغل لا وجود له عند الأنبياء ( عليه السلام ) لأنهم يريدون الآخرة ، أما الذين يريدون الدنيا ويخونون المال العام ، فهم غير الأنبياء والأوصياء « عليهم السلام » وخيار المؤمنين !
14 . وفى الأربع التي تلتها : أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ إلى قوله : إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ نبه المسلمين إلى عدم الخلط في المقاييس ونوعيات الناس ، وأن لايجعلوا الذين اتبعوا رضوان الله كمن خانوا الله ورسوله والمسلمين ، فغلوا أو نقضوا بيعتهم وفروا من المعركة ! ونبههم إلى أن درجات هؤلاء متفاوتة عند الله تعالى .
15 . وفى الآيات السبع التي تلتها : وَلاتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا إلى قوله : وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، أخبر عز وجل عن حياة الشهداء عند ربهم ونعيمهم ، وأنهم يستبشرون بمن بقي منهم حياً من الربيين : الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ . . وخرجوا في اليوم التالي لتعقب المشركين وإبلاغهم رسالة قوة . الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ . .
16 . وفى الآيات الأربع : وَلايحْزُنْكَ الَّذِينَ يسَارِعُونَ فِى الْكُفْرِ . . . إلى قوله : فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ، عزَّى الله تعالى نبيه ( صلى الله عليه وآله ) عن خسارة الذين كانوا « مسلمين » فسارعوا بالكفر واشتروه بالإيمان وكفروا بالكامل ، فهددهم بالعذاب الأليم ، وأخبرهم بأنه يملى لهم ويمهلهم إلى مدة ، فلا يغتروا بذلك !
ثم بين عز وجل أن « المؤمنين » من الصحابة وغيرهم فيهم الخبيث والطيب ، وأن القانون الإلهى يعمل فيهم لفرزهم : حَتَّى يمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيبِ ، وأن هذا القانون وانطباقاته من غيب الله تعالى الذي لا يطلع عليه المؤمنين !
17 . ثم تحدث عز وجل في الآيات الخمس التي تلتها : وَلايحْسَبَنَّ الَّذِينَ يبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ . . إلى قوله : وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ، عن بخل بعض الأغنياء عن الإنفاق في سبيل الله ، وأشار إلى منطق البخل عند جيرانهم اليهود الذين قالوا إن الله فقير يطلب منا الإنفاق ، وقالوا إن محمداً ( صلى الله عليه وآله ) لم يأتنا بالآية المكتوبة عندنا .
18 . ثم بين تعالى في خمس آيات أن الدنيا كلها موقتة وعمر الإنسان فيها محدود : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ . . والجزاء على العمل يوم القيامة .
ونبه المسلمين على أن ابتلاءات وخسارات في الأنفس والأموال تنتظرهم ، وأذى من أهل الكتاب والمشركين . فلا يكونوا كأهل الكتاب الذين نبذوا الكتاب وحرفوه لأغراض دنيوية . ثم حذر الذين يفرحون بقدراتهم ويحبون أن تنسب إليهم مناقب كاذبة ، بأنهم سيصيبهم العذاب !
19 . وختم عز وجل آياته عن معركة أحد بلوحة من خمس آيات : إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَوِاتِ وَالأرض . . رسمت المؤمنين الرِّبيين ، المهاجرين منهم خاصة ، في مستواهم الفكري الرفيع ومعرفتهم بالله تعالى ومفاهيمهم عنه ، وعبادتهم له وتضرعهم اليه بأن يختم لهم مع الأبرار . فاستجاب لهم بأنه سيجزيهم رجالاً ونساءً ثواباً حسناً ، لإيمانهم ، وهجرتهم ، وإخراجهم من ديارهم ، وتحملهم الأذي ، وقتالهم وشهادتهم في سبيله ! وهذا لا ينطبق إلا على قلة قليلة من المهاجرين ، وعمدتهم عترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأبرار بني هاشم .
حقائق مهمة في آيات أحُد
في هذه الآيات أبحاث مهمة نشير إلى أكثرها مساساً بأحُد وسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أ . قلنا إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذهب صباح الجمعة أو الخميس سراً واستطلع معسكر قريش واختار مكان معسكره ، بدليل قوله تعالي : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ . . وكتم ذلك كما كتمه الله تعالى وأشار له بخفاء . وهذا من الحكمة النبوية واللين بالمسلمين .
ب . نزلت آيات بدر ضمن آيات أحُد لتذكير المسلمين بنصر الله لهم ، وأن قانونه في ذلك لم يتغير وإنما تغير المسلمون بحبهم للغنيمة ثم تركوها وانهزموا ! وقال لهم في سورة الأنفال وهى سورة بدر : ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يكُ مُغَيرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يغَيرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . « الأنفال : 53 » . فالتغيير إلى الأسوأ بسلب النعمة الموجودة مشروط بتغير المسلمين إلى الأسوأ . أما التغيير إلى الأحسن وإعطاء النعمة ، فلا يتوقف على تغيير الناس إلى الأحسن !
ج . الأهداف المذكورة في قوله تعالي : وَتِلْكَ الأَيامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ ، وَلِيعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لايحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلِيمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيمْحَقَ الْكَافِرِينَ . إنما تتحقق بقانون مداولة الأيام بين خيار الناس وشرارهم ، وقوانين صراع الهدى الإلهى والضلال البشري ، والتدخلات الإلهية لمصلحة المؤمنين تحصل أحياناً بقوانين ، وستتحقق غلبة الخير على يد المهدى الموعود ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وتقوم دولة العدل وتنتهى دولة الشر إلى يوم القيامة ، وهى بقانون أيضاً .
د . يبدو من قوله تعالي : أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيعْلَمَ الصَّابِرِينَ . . أن من شروط دخول المسلم الجنة الجهاد والصبر وعدم الفرار من المعركة ، أو الوصول إلى هذا المستوى الإيماني ، وهو أمر صعب ، والمؤكد أنه شرط في أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) الذين عاصروه .
ه - . دلت آية الانقلاب على أن الإرتداد حصل من عدد من الصحابة يوم أحُد ! فقد قال بعضهم قتل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ولو كان نبياً ما قتل ، إرجعوا إلى دينكم الأول ، وبحثوا عمن يذهب إلى ابن سلول ليأخذ لهم أماناً من أبي سفيان . الخ .
و . من المسائل المهمة في أحُد وغيرها حكم الفارين بعد بيعتهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) على عدم الفرار ، وبعد نداء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فيهم بالرجوع وإمعانهم في الصعود على جبل أحُد ، كما وصفهم الله تعالى ! وقد نص القرآن على أن مأواهم جهنم : يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ . وَمَنْ يوَلِّهِمْ يوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَاْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ . الأنفال : 16 .
وفى علل الشرائع : 1 / 203 ، أن عبد الله بن يزيد الأباضى قال لهشام بن الحكم : « من أين زعمت يا هشام أنه لابد أن يكون « الإمام » أعلم الخلق ؟ قال إن لم يكن عالماً لم يؤمن أن يقلب شرايعه وأحكامه فيقطع من يجب عليه الحد ويحد من يجب عليه القطع ! وتصديق ذلك قول الله عز وجل : أَفَمَنْ يهْدِى إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يتَّبَعَ أَمْ مَنْ لا يهِدّى إِلا أَنْ يهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيفَ تَحْكُمُونَ . . . قال له : فمن أين زعمت أنه لا بد أن يكون أشجع الخلق ؟ قال لأنه قيمهم الذي يرجعون إليه في الحرب ، فإن هرب فقد باء بغضب من الله ، ولا يجوز أن يبوء الإمام بغضب من الله ، وذلك قوله عز وجل : يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ . . الآية » . وعليه ، فكل من فرَّ فقد استحق غضب الله وجهنم ، إلا إذا ثبتت توبته . وقد يقال : إن الله تعالى عفا عنهم فقال : ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيبْتَلِيكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ . وقال : إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ . فهذا العفو يعنى غفران الله لذنبهم مهما كان عظيماً ، ومن عفا الله عن ذنبه فلا ذنب له .
والجواب : أن عثمان أجاب بذلك عبد الرحمن بن عوف عندما عيره بفراره يوم أحد فقال له : « وأما قولك فررت يوم أحد . . وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ . . فلم تعيرني بذنب قد عفا الله عنه ! » . مجمع الزوائد : 9 / 85 وحسنه .
لكن الصحابة قالوا إن العفو في آيات أحُد خاص بالرماة ، أو بالذين رجعوا من هربهم ! ففي الحاكم : 2 / 296 والطبراني الكبير : 10 / 301 : « وإنما عنى بهذا الرماة » .
بل فسره عدد من أئمتهم بأنه ليس عفواً عن ذنب بل عفوٌ تكويني بأنه لم يسمح باستئصالهم . ففي عمدة القاري : 17 / 141 : « قال ابن جريج : ولقد عفا عنكم بأن لم يستأصلكم ، وكذا قال محمد بن إسحاق ، رواه ابن جرير » .
وفى تفسير الطبري : 4 / 175 ، أن الحسن البصري كان يستنكر تفسيرهم هذا العفو بالعفو عن ذنبهم : « قال الحسن وصفق بيديه : وكيف عفا عنهم وقد قتل منهم سبعون ، وقتل عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكسرت رباعيته وشج في وجهه ؟ ! قال الله عز وجل : قد عفوت عنكم إذ عصيتمونى أن لا أكون استأصلتكم » .
فالعفو في آيات أحد خاص بمن رجع من هروبه ، وهم قلة ، أو بالرماة وهم أقل ، أو هو عفو تكويني وليس عفواً عن الفرار وترك الرسول ( صلى الله عليه وآله ) .
ولو سلمنا أنه عفو عن ذنب مضي ، فقد كان بعده ذنب مثله ، وهو الفرار في غزوة الخندق وخيبر وحنين !
وقد يقال : إن الله تعالى رضى عن الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة بقوله : لَقَدْ رَضِى اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يبَايعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيباً . « الفتح : 18 » . وهو يعنى غفران ذنوبهم قبل بيعة الشجرة .
والجواب : أنه تعالى قال : لَقَدْ رَضِى اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يبَايعُونَكَ ، ولم يقل : رضى عن الذين يبايعونك ! فقيد الرضا بظرفٍ وبالإيمان ، ولو سلمنا إطلاقه فقد كان ذلك في الحديبية في السنة السابعة ، وقد بايعوا النبي ( صلى الله عليه وآله ) على أن لايفروا في معركة ، ثم فروا بعدها بسنة في حنين فنقضوا بيعتهم ! فلا يشملهم العفو السابق .
ز . لم يقتصر أمر هؤلاء الصحابة على الفرار ، بل ارتدوا وصاحوا داعين إلى الردة والاستسلام ! ووقف أحدهم على تل يدعو المنهزمين للتَّسْليم إلى أبي سفيان ! وروى أتباع السلطة كل ذلك لكنهم أخفوا أبطال القصة فقالوا : نادى مناد : ألا إن محمداً قد قتل فارجعوا إلى دينكم الأول ! وقال أناس : لو كان نبياً ما قتل !
قال السيوطي في الدر المنثور : 2 / 80 : « وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : نادى مناد يوم أحد حين هزم أصحاب محمد : ألا إن محمداً قد قتل فارجعوا إلى دينكم الأول » . إلى آخر ما تقدم .
وقال الفخر الرازي : 9 / 22 : « وذلك أن المنافقين قالوا لضعفة المسلمين : إن كان محمد قتل فالحقوا بدينكم ، فقال بعض الأنصار : إن كان محمد قتل فإن رب محمد لم يقتل » . وهو أنس بن النضر . « ابن هشام : 3 / 600 » وكان حواره مع عمر وطلحة وأصحاب الصخرة ! ولم يرو أحدٌ أنهم جددوا إسلامهم !
ح . تدل آيات أحُد أن الصحابة كانوا أنواعاً : فمنهم المجاهدون الثابتون المحسنون ، وهم الربيون الذين لايهنون ولا يحزنون . ومنهم المنافقون . ومنهم : المؤمنون أصحاب الذنوب ، الذين استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا فهربوا ! وهؤلاء طائفتان : فمنهم : مؤمنون ضعفوا وفروا فأصابهم الغم والندم
وأنزل الله عليهم النعاس : ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ . ومنهم من لم ينزل عليه النعاس ، وبقيت عيونهم تبحلق !
ففي تفسير القمي : 1 / 120 : « وتراجع أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المجروحون وغيرهم فأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأحب الله أن يعرِّف رسوله الصادق منهم والكاذب ، فأنزل الله عليهم النعاس في تلك الحالة حتى كانوا يسقطون إلى الأرض وكان المنافقون الذين يكذبون لايستقرون ، قد طارت عقولهم وهم يتكلمون بكلام لا يفهم » .
والأسوأ من الجميع : وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يظُنُّونَ بِاللهِ غَيرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيةِ ولم يهمهم الرسول ولا المسلمون ولم ينزل الله عليهم النعاس ! وهؤلاء هم مرضى القلوب وأصحاب آية الانقلاب ! وقد ذكر الله تعالى لهم خمس صفات خطيرة :
1 - أنهم طائفة مقابل المؤمنين ، وإن اشتركوا مع الفارين منهم .
2 - أن ظنهم بالله جاهلي فهم كاليهود يتعاملون مع الله تعالى بميزان مادي كما يتعامل المشركون مع أصنامهم ! ولايعتقدون بحكمته تعالى وإدارة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) بل يرون أن قيادتهم أفضل ، ويحملون النبي ( صلى الله عليه وآله ) مسؤولية الهزيمة : يقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأمر شَئٌْ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا !
3 - أنهم يظهرون للنبي ( صلى الله عليه وآله ) أنهم مؤمنون به وهم كاذبون ، لأنهم يريدون الشراكة في القيادة مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو بدونه ! يخْفُونَ فِى أَنْفُسِهِمْ مَا لايبْدُونَ لَكَ ، من رفضهم لقيادتك ! وهم يتكلمون باسم المسلمين لأن غرضهم قيادتهم بدل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! ويحاولون بهذا الكلام الخبيث تحريك المسلمين ضد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فهم كابن سلول بل أشد خطراً منه .
4 - مشكلتهم ومرضهم عبادة ذواتهم بدل الله تعالى ، وإطاعة هواهم بدل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولذا كانت هذه الصفة أول صفاتهم : وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ ، أما أمر الإسلام كدين وأمر المسلمين كأمة ، فلا يهمهم إلا كأداة لهدفهم !
ط - وبهذا تعرف مشكلة النبي ( صلى الله عليه وآله ) مع هذه الطائفة من منافقى صحابته فهم في كمين له ينتظرون فرصة ليطرحوا أنفسهم بديلاً عنه ( صلى الله عليه وآله ) لقيادة المسلمين ! فطمأنه الله مما يفعلونه وقال له : وَلايحْزُنْكَ الَّذِينَ يسَارِعُونَ فِى الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يضُرُّوا اللهَ شَيئاً يرِيدُ اللهُ أَلا يجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِى الأَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ .
ي - سمى القرآن هذه الطائفة في مكة وفى بدر وفى الأحزاب « مرضى القلوب » وذكرهم في اثنتي عشرة آية ، ووصفهم في أحُد بأشد أوصافهم ولم يسمهم باسمهم الرسمي ، وكأن سبب ذلك أن مرض قلوبهم خرج إلى العلن ، وصار كفراً وتحميلاً للنبي ( صلى الله عليه وآله ) مسؤولية الهزيمة وطرحوا أنفسهم بديلاً له لقيادة المسلمين !
وقد فسر الإمام الصادق ( عليه السلام ) مرض قلوبهم بأنه عداوة أهل البيت « عليهم السلام » فقال : ( عليه السلام ) : « والمرض والله عداوتنا » . لأن هدفهم دولة النبي ( صلى الله عليه وآله ) والعقبة أمامهم هم العترة ! غيبة النعماني / 267 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|