المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



مجاراة الحياة الزوجية  
  
148   10:30 صباحاً   التاريخ: 2024-10-10
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص18ــ19
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-18 695
التاريخ: 2024-10-15 666
التاريخ: 12-6-2018 2750
التاريخ: 1-4-2018 2344

الزوج السعيد هو من يتأقلم مع الحياة الزوجية ويتكيف معها تكيفاً تاماً بحيث يصدق عليه أنه يعيش حياته كزوج، والمعيار في ذلك أن هذا الرجل الزوج ليس هو نفسه الرجل العازب، فإذا كان الرجل الزوج هو نفسه الرجل العازب فهذا يكشف عن أنه لم يتأقلم مع الحياة الزوجية الجديدة .

وللأسف الشديد فإن هناك من الأزواج من يقدم على الزواج ويتزوج فعلاً ويبقى هو هو كما كأنه عازب، فلا يراعي في ذهابه وإيابه أن له زوجة، ولا يلتفت إلى أهمية التفرغ للزوجة لبعض الوقت إيفاءً لحقها العاطفي والحياتي، كما إن من الأزواج من لا يراعي مشاعر واحاسيس زوجته من ناحية اتخاذ الصديقات حال كونه متزوجاً كما حال كونه عازباً فيكثر السهر خارج منزله معهن دون زوجته ويغازل ويجامل ويقدم الهدايا، كما إن من الأزواج من تبقى نفقته ونفقة زوجته وأولاده على عائلته من دون عمل خاص به تماماً كما كأنه عازب لم يتزوج، ومن الأزواج من يجري أحكام غيره عليه وعلى زوجته تماماً كما كانت تجري عليه حينما كان عازباً، بل لا يخفى بأن بعض الزوجات يشتكين على أزواجهن بأنهم يتصرفون باستهتار مع زوجاتهن بحيث أن الزوجات ينفقن عليهم ويصححن أخطائهم وهم يعيشون بلا مبالاة وكأنهم ليسوا أزواجاً .

وأمام كل هذه الأمور فإن على الزوج أن يعيش حياة زوجية بامتياز فيملأ الفراغ العاطفي، ويقتل الملل ويؤنس زوجته، ويحبها، ويؤثرها على نفسه، ويضحي في سبيلها، ويعمل على اسعادها، ويعيش معها كل مرارة وكل حلاوة، ويترقب منها أن تأخذ منه لا أن تعطيه، ويشكر لها كل عطاء وهكذا. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.