المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المرأة البنت
2024-10-02
الانسان هو الكائن الوحيد القادر على إنتاج قوة مضافة
2024-10-02
المروي حول كتاب علي (صلوات الله عليه).
2024-10-02
حرية الفرد
2024-10-02
ما صحيفة الفرائض؟
2024-10-02
هل رأى أحد كتاب علي (عليه السلام) غير العترة الهادية؟
2024-10-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ترجمة يحيى البرغواطي  
  
50   03:45 مساءً   التاريخ: 2024-10-01
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : ص:192-193
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-7-2022 1715
التاريخ: 28/11/2022 1002
التاريخ: 4-7-2016 9893
التاريخ: 6-7-2022 4937

 

ومن نثر   لسان الدين   ماذكره  في الإحاطة  في ترجمة  يحيى  بن إبراهيم ابن يحيى  البرغواطي  من بني  الرجمان  ولنذكر   الترجمة  بجملتها  لاشتمالها  على  ما ذكره    وغيره    في حق  المذكور  بعد  قوله   إنه  من بني  الرجمان  ما صورته:

عزف عنهم  وانقطع  الى لقاء الصالحين   وصحبة  الفقراء  المتجردين

وكان  نسيج  وحده  في طلاقة   اللسان   حافظا   لكل غريبة   من غرائب الصوفية   يتكلم  في مشكلاهم  حفظ   ( منازل  السائرين )   للهروي  وتائية  ابن  الفارض

مليح  الملبس  مترفع  عن الكدية  حسن الحديث  صاحب  شهرة  ومع ذلك

 

                                                  192

 

فمغضوض منه ، محمول عليه ، لما جبل عليه من رفض الاصطلاح ، واطراح التغافل ، مولع بالنقد ، والمخالفة في كل ما يطرق سمعه ، مرشحاً ذلك بالجدل ، ذاهباً أقصى مذاهب القحة ، كثير الفلتات ، نالته بسبب هذه البلية محن ، ووسم بالرهق في دينه مع صحة العقل ، وهو الآن عامر الرباط المنسوب إلى اللجام على رسم الشياخة ، عديم التابع ، مهجور الفناء ، قيد الكثير من الأجزاء منها في نسبة الذنب إلى الذاكر جزء قبيل غريب المأخذ ، ومنها فيما أشكل من كتاب أبي محمد ابن الشيخ ، وصنف كتاباً كبير الحجم في الاعتقادات جلب فيه كثيراً من الحكايات ، رأيت عليه بخط شيخنا أبي عبد الله المقري ما يدل على استحسانه . ومن البرسام الذي يجري على لسانه ، بين الجد والقحة والجهالة والمجانة ، قوله لبعض خدام باب السلطان وقد ضويق في شيء أضجره منقولاً من خطه - بعد رد كثير منه للإعراب. ما نصه : الله نور السموات من غير نار ولا غيرها ، والسلطان ظل له وسراجه في الأرض ، ولكل منهما فراش مما يليق به ويتهافت عمليه ، فهو تعالى محرق فراشه بذاته ، مغرقهم بصفاته وسراجه ، وظله هو السلطان محرق فراشه بناره ، مغرقهم بزيته ونواله ، ففراش الله تعالى ينقسم إلى حافين ومسبحين ومستغفرين وأمناء وشاخصين ، وفراش السلطان ينقسمون إلى أقسام لا يشذ أحدهم عنها ، وهم وزغة ابن وزغة ، وكلب ابن كلب ، وكلب مطلقاً ، وعار ابن عار ، وملعون ابن ملعون ، وقط ، فأما الوزغة فهو المغرق في زيت نواله المشغول بذلك عما يليق بصاحب النعمة من النصح وبذل الجهد ، والكلب ابن الكلب هو الكيس المتحرز في تهافته من إحراق وإغراق يعطي بعض الحق ويأخذ بعضه ، وأما الكلب مطلقاً فهو المواجه وهو المشرد للسفهاء عن الباب المعظم القليل النعمة ، وأما العار ابن العار فهو المتعاطي في تهافته ما فوق الطوق ، ولهذا امتاز هذا الاسم بالرياسة عند العامة إذا مر بهم جلف أو متعاظم يقولون : هذا العار ابن العار ، بحسب نفسه رئيساً ، وذلك لقرب المناسبة ؛ فهو موضوع لبعض الرياسة ، كما أن الكلب ابن الكلب لبعض الكياسة ، وأما الملعون

 

                                                    193

 

ابن الملعون فهو المغالط المعاند المشارك لربه المنعم عليه في كبريائه وسلطانه ، وأما القط فهو الفقير مثلي المستغني عنه لكونه لا تختص به رتبة ، فتارة في حجر الملك ، ونارة في السنداس ، وتارة في أعلى الرتب ، وتارة محسن ، وتارة مسيء ، سيئاته الكثيرة بأدنى حسنة ، إذ هو من الطوافين ، متطير بقتله وإهانته ، تجاه في بعض الأحايين بعزة يجدها من حرمة أبقاها له الشارع ، وكل ذلك لا يخفى . وأما الفراش المحرق فهو عند الدول نوعان : تارة يكون ظاهراً وحصته مسح المصباح وتصفية زيته وإصلاح فتيله وستر دخانه ومسايسة ما يكون من المطلوب منه ، ووجود هذا شديد الملازمة ظاهراً ، وأما المحرق الباطن فهو المشار إليه في دولته بالصلاح والزهد والورع فيعظمه الخلق ويترك لما هو بسبيله : فيكون وسيلة بينهم وبين ربهم وخليفته الذي هو مصباحهم ، فإذا أراد الله تعالى إهلاك المروءة وإطفاء مصباحها تولى ذلك أهل البطالة والجهالة ، وكان الأمر كما رأيتم ، والكل فراش متهافت، وكل يعمل على شاكلته





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.