المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24

أخبار الزنج في عهد المعتمد
4-2-2018
(رعمسيس) يصمم على حفر بئر في (أكيتا)
2024-07-24
المصدر المبين للعدد
4/10/2022
رتبة ثنائية الاجنحة (رتبة الذباب الحقيقي)
18-5-2016
دور المرأة وسر وجودها
4-9-2020
bridge (n.)
2023-06-20


التنديد باللعن والسب  
  
256   09:30 صباحاً   التاريخ: 2024-09-29
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 511 ــ 513
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

حذر أهل البيت (عليهم السلام) من مساوئ الأخلاق ومنها اللعن كما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله لأصحابه في حرب صفين (أكره لكم أن تكونوا لَعّانين).

تحذير الإمام من الفحش واللعن

ومن الروايات التي شددت على عدم جواز اللعن للآخرين ما ورد عَن سَمَاعَةً، قَالَ:

دَخَلْتُ على أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) فقال لي ـ مُبْتَدِئاً ـ: يَا سَمَاعة ما هذا الَّذِي كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ جَمَّالِكَ (1)؟ إِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ فَحَّاشاً، أَوْ صخاباً (2)، أَوْ لَعاناً.

فَقُلْتُ: وَاللَّهِ، لَقَدْ كَانَ ذلِكَ أَنَّهُ ظَلَمَنِي.

فَقَالَ: إِنْ كَانَ ظَلَمَكَ، لَقَدْ أَرْبَيْتَ عَلَيْهِ (3) إِنْ هَذَا لَيْسَ مِنْ فِعَالِي، وَلَا آمُرُ (4) بِهِ شِيعَتِي، اسْتَغْفِرْ (5) رَبَّكَ وَلَا تَعُد.

قُلْتُ اسْتَغْفِرُ اللهَ، وَلَا اَعُودُ (6)..

فهذا الحديث واضح الدلالة ويستفاد منه:

1ـ عدم جواز اللعن كما دل عليه التحذير من الإمام (عليه السلام).

2ـ أن فاعله يجب عليه أن يستغفر الله وأن يتوب حيث ارتكب معصية.

3ـ أن اللعن لم يكن من أفعال الإمام (عليه السلام) ولا من منهجهم (عليهم السلام).

4- أن اللعن لم يكن من الدين ولا من الإيمان حتى يأمر به الإمام (عليه السلام) شیعته بل على العكس من المبغوض ومن المحرمات التي يجب على مرتكبها الاستغفار منه والتوبة.

5ـ الإمام ركز على عدم التخلق بهذا الخلق السيء الذي يشوه سمعة أهل البيت (عليهم السلام) وسمعة قائله من أتباعهم على عدم العودة إليه في المستقبل.

6ـ أن هذه الصفة التي يتصف بها الأراذل لا تختص بصيغة المبالغة فقط كما يريد ان يصوره البعض بل تشمل الحالة الأولى والثانية وإن لم تصل إلى المبالغة حيث إن سماعة ربما لم تصدر منه إلا مرة واحدة التي سمعها الإمام وإلا لنهاه عنها من أول مرة ولا ينتظر أن يصل إلى حد المبالغة.

أربيت: أي زدت عليه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ في نسخة (بس): (حمّالك) بالحاء المهملة.

2ـ في الوسائل: (سخاياً). والصخب: الصياح والجلبة وشدة الصوت واختلاطه. والصخاب: شديد الصخب كثيره، لسان العرب، ج 1، ص 521 (صخب).

3ـ في مرآة العقول: (أربيت، إذا أخذت أكثر مما أعطيت).

4ـ في حاشية نسخة (د): (أمرت).

5ـ في نسخة (ص): + (الله).

 

6ـ (الطبعة الحديثة)، ج 4، ص 14، الحديث 2632، باب 131 - بَابُ الْبَذاءِ، وفي الطبع القديم ج 2، ص 326، الوافي، ج 5، ص 957، ح 3365، الوسائل، ج 16، ص 33، ح 20898. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.