المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



التمايز العنصري  
  
2293   09:52 صباحاً   التاريخ: 19-6-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : الاسلام وحقوق الانسان
الجزء والصفحة : ص29-32
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016 1997
التاريخ: 2024-01-25 1090
التاريخ: 15-10-2018 2140
التاريخ: 19-6-2016 2514

اكدت وثيقة حقوق الإنسان على الغاء التمايز العنصري بين ابناء البشر، وانهم جميعا متساوون في الحقوق والحريات بدون أي تمييز بينهم، وقد جاء ذلك في البند الاول والثاني من الوثيقة وهذا نصها :

المادة الاولى : يولد الناس احرارا متساوين في الكرامة والحقوق .. الخ.

المادة الثانية : لكل إنسان يتمتع بكافة الحقوق الواردة في هذه الوثيقة، وذلك بدون أي تمييز خاصة ما كان بسبب الجنس او اللون.. الخ.

ولم يعد لهاتين المادتين أي وجود في الحياة في اوروبا، فقد عمد الاوربيون الى التمايز العنصري وتطبيقه على واقع حياتهم بصورة مكشوفة، فالأمريكان البيض بمعزل تام عن الامريكان السود، فكنائس كل منهما بمعزل عن الآخر، وكذلك مقابرهم وفنادقهم وقطاراتهم ومدارسهم ومحلات سكناهم منفصلة بعضها عن البعض، وكان الاطباء يجرون تجربة لدواء او عملية جراحية على السود للنظر في نجاحها، ولكن امريكا في عام 1954م عمدت الى إلغاء هذه الفوارق تحت ضغط عالمي.

وكان من استهانة البيض بالسود اذا ركب اسود حافلة تخص البيض قدم للمحاكمة، ولو كانت امرأة عجوز سوداء جالسة في حافلة وجاء شاب ابيض فانه يتحتم عليها ان تقوم من مكانها وتجلسه فيه، وادى الرئيس الامريكي كندي بتصريح أعرب فيه عن ضياع حقوق الإنسان بالنسبة الى السود، حيث قال :

(ان الأرقام تشير الى ان الطفل الأسود حين يولد اليوم في بلادنا له نصف حظ الطفل الأبيض من فرص إنهاء مرحلة الدراسة الثانوية وله ثلث حظ الأبيض بشأن فرص حصوله على عمل مناسب له)(1).

لقد انتهكت حقوق الإنسان لا في امريكا فقط، وانما في معظم دول الغرب الذين ينادون بحقوق الإنسان.

ـ عدم التساوي في الاجور :

وكان من مظاهر التمييز العنصري عدم مساواة الزنوج للبيض في أجور العمل الواحد، ففي ناميبيا يبلغ معدل دخل البيض من عملهم (2000) جنيه، واما السود فيبلغ دخل عملهم الذي هو نفس عمل البيض (90) جنيها، ويعيش الإنسان الأبيض في رفاهية العيش بذخا ورخاء، ويعيش الإنسان الأسود في ضنك وقهر من حياته البائسة(2).

ـ اختيار المسكن :

ومن بوادر التمايز العنصري الذي انتهكت فيه كرامة الإنسان عدم الحرية في اختيار المسكن الذي يرغب الإنسان الأسود فيه، فليس له من سبيل ان يختار السكنى في مناطق البيض (3) وهو مناف للمادة (12) من ميثاق هيأة الامم المتحدة الذي نص على حرية الشخص في اختيار السكن الذي يرغب به، فأين حقوق الإنسان؟

ـ امتهان المرأة :

امتهنت المرأة في ظل الانظمة الغربية، وصارت سلعة لتوفير العملة الصعبة، كما صرحوا

بذلك، ففي البلدان الاسكندنافية، مثل : السويد والدانمارك والنرويج، تباع علنا الفتيات من بناتهم، وفي اوروبا تعرض النساء... (4)، هذه الحرية التي ينشدونها للمرأة، فأين حقوق الإنسان؟

لقد وقعت المرأة في مستنقع من الرذائل، وهي رائدة الاصلاح للمجتمع الانساني، فهي التي تنهض به الى ارقى مستويات الحضارة والتقدم، ويجب ان تصان عن هذه الرذائل التي تهوي بها الى مستوى سحيق ما له من قرار.

ان المرأة يجب ان تكون سيدة الجيل في عفتها وطهارتها وكرامتها، ويجب ان تصان من الرذائل والموبقات، وتتحرر من الحضارة الغربية التي استهدفت كرامتها وسمو مكانتها، وجعلتها تلهث على لقمة العيش في المعامل والمصانع والمناجم والأعمال الشاقة، وقد أهاب بها الإسلام وأرادها ان تكون في أرقى مستويات الكمال.

_______________

1ـ العدالة الاجتماعية في الاسلام : 35 و 36.

2ـ  العدالة الاجتماعية في الإسلام : 251.

3ـ العدالة الاجتماعية في الإسلام : 251.

4ـ العدالة الاجتماعية في الإسلام : 251.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.