المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الخلايا المقيمة Sessile Cells
24-1-2020
التوازن
27-3-2018
الموظف إيوف في عهد أحمس الاول.
2024-03-24
نـظام الإنتاج وعناصـره 2 The Productive System
8-12-2020
تفسير ابن جُريج : تفسير بالمأثور
15-10-2014
AND
23-2-2022


المعاشرة بالمعروف  
  
126   09:10 صباحاً   التاريخ: 2024-09-26
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص240ــ241
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي يعاشر زوجته عشرة حسنة قائمة على المعاملة الجيدة، والأخلاق الحميدة وبالتعبير القرآني ((معاشرة بالمعروف)).

فقد قال الله تعالى مخاطباً الأزواج: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19]. والعشرة بالمعروف تقتضي من الزوج أن يعامل زوجته معاملة حسنة سواء أحبها أم أبغضها، لأن العبارة القرآنية مطلقة.

والعشرة المطلوبة من الزوج على سبيل الحسنى تشمل المجالات الآتية:

1ـ الحقوق المادية: كالسكن، والنفقة، واللباس والطعام والشراب وما تحتاجه في حياتها بحسب المتعارف.

2- الحقوق المعنوية: كالإحترام، والتقدير، والشكر، والكلام اللطيف وباختصار: القول الجميل والفعل الجميل.

3ـ الحقوق الدينية: فيعمل على وقايتها من غضب الله عزَّ وجلَّ من حيث فسح المجال أمامها للتعلم، والعبادة وما شاكل.

وحول تفسير عبارة {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} قال الطبرسي، قدس سره في مجمع البيان: ((أي خالطوهن من العشرة التي هي المصاحبة بما أمركم الله به، من أداء حقوقهن التي هي النصفة في القسم، والنفقة، والإجمال في القول والفعل. وقيل: المعروف أن لا يضر بها، ولا يسيء القول فيها، ويكون منبسط الوجه معها. وقيل: هو أن يتضع لها كما تتضع له))(1).

ومما ورد في حسن العشرة مع الزوجة قول الإمام الصادق (عليه السلام): ((رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته))(2)، وعن يونس بن عمار قال : زوجني أبو عبد الله (عليه السلام) جارية لابنه اسماعيل فقال: أحسن إليها، قلت: وما الإحسان؟ قال: أشبع بطنها واكس جنبها واغفر دنبها(3)، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام):  ((فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة فدارها على كل حال وأحسن الصحبة لها فيصفو عيشك))(4).

___________________________

(1) مجمع البیان، مج 2، ح4، ص 48.

(2) وسائل الشيعة، ج 2، ص170.

(3) م. ن.

(4) م. ن. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.