بودان (1530 ــ 1596) أوروبا والفكر السياسي في خدمة الحكم المطلق. |
125
06:59 مساءً
التاريخ: 2024-09-24
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-30
1116
التاريخ: 2023-11-01
573
التاريخ: 2023-09-28
979
التاريخ: 2023-10-25
1027
|
حفل القرن السادس عشر بالمنازعات الدينية التي جعلت المجتمع الأوروبي معسكرين متنافرين. وكان أثر الانقسام الذي يحصل ضمن الدولة الواحدة اشد خطورة منه بين دولتين اثنتين. فبينما انسحاب انكلترا من المعسكر الكاثوليكي البابوي يكاد لا يؤثر على هيبة الملكية الانكليزية إذا ما استثنينا اضطرابات القرن السادس عشر التي حصلت باسم الدين. نجد خطر الانقسام في فرنسا يهز الحكم المطلق الذي تتنازعه الاسر الارستقراطية تحت ستار الخلاف الديني. وهكذا تعرضت فرنسا في هذه الفترة الحرب اهلية غير متكافئة ادت الى تدبير مذبحة سان برتلمي 1572 التي ذهب ضحيتها أكثر من عشرين ألف قتيل. استمد جان بودان افكاره السياسية من هذا الواقع الذي كانت تجتازه فرنسا. ووضع كتابه «الجمهورية «( La République) سنة 1576 الذي ضمنه جميع ارائه ونظرياته في السياسة والقانون والاقتصاد وترجع اهمية هذا الكتاب الى اعتماد مؤلفه على اسلوب جديد في التحليل اخذ به هوبز بعد ذلك، وعلى نظريات تعتمد على ملاحظة الواقع والبحث التاريخي المقارن الذي اخذ به مونتسكيو في روح الشرائع فيما بعد. كان جان بودان يؤمن بالحكم الملكي المطلق على حساب الاقطاعية. وانه لا سبيل الى انقاذ فرنسا من الانقسام الا بتقوية السلطة الملكية. اذ ان الحكومات الديموقراطية بنظره تكون أكثر تعرضاً للثورات بينما الحكومات الارستقراطية اكثرها تعرضاً للانقسام. والدولة عند بودان هي حكومة شرعية تضم عدداً كبيراً من الاسر ومن فوقها سيادة. عليا لذلك فهي تقوم على ثلاث دعائم الاسرة والحكومة الشرعية والسيادة فالحكومة الشرعية ضرورية لكل مجتمع اذ لا وجود للدولة بدونها. اما السيادة فهي القلب النابض بل هي سر حياة الدولة. وهي سلطة دائمة ومطلقة وغير مقيدة ولا مجزأة ولا يمكن التصرف بها. فلا يعلو عليها اية سلطة سلطة اعلان الحرب وعقد معاهدات السلام. وتعيين كبار الموظفين والقيام بدور محكمة آخر درجة. ومنح الاعفاءات، وسك العملة، وفرض الضرائب وهكذا فإن السيادة بنظر بودان »هي سلطة عمل القوانين بالنسبة للشعب عامة، بل وبالنسبة لكل فرد منه على حدة، وذلك من غير حاجة الى ان يحصل الامير على رضا غيره لأن الأمير اذا كان لا يستطيع سن القوانين الا بعد الحصول على موافقة من هو اعلا منه لما عد ،اميراً، وانما يكون تابعاً من الرعية. وإذا اقتضاه الأمر الحصول على موافقة ند أو انداد له لعمل القانون لكان له شركاء في السلطة ما كان صاحب سيادة. وكذلك الحال إذا اقتضى الأمر رضا الرعية: ان لا يعد أميراً ذا سيادة الا إذا كان عمل القانون متوقفاً على ارادته هو يصدره ويلغيه وفق رغبته فلا يتوقف على موافقة اي اعلا منه او ند له او على رضا اي دونه «.
ويعتبر بودان بنظر أكثر المحدثين انه من أكبر فلاسفة علم السياسة وواضع اسس الحكم المطلق. ففي تفكيره افلاطوني النزعة وفي منهجه العلمي ارسطو طاليسي. شارك مكيافللي في اعتماده على الواقع والمشاهدة والتاريخ والاستنتاج، كما شاركه في وجوب تخطي السلطة للحرية الفردية والعقد الجماعي مع انه ضد الطغيان الذي يتنافى مع قوانين الحرب والطبيعة.
وكما ادان أنصار الديموقراطية والحرية مذهب مكيافللي، فانهم هاجموا اراء بودان السياسية المرتكزة على الحكم المطلق. اذ ان ملوك فرنسا بعد القرن السادس عشر وجدوا في تعاليمه ايضاً ما يسند رغبتهم في التسلط والاستبداد. فاقاموا لهم حكومات مطلقة ذات سيادة الهية على غرار المفاهيم التي وضعها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|