المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



لا يمكن نيل الحب لله بلا عناء  
  
139   03:34 مساءً   التاريخ: 2024-09-23
المؤلف : الشيخ علي رضا بناهيان
الكتاب أو المصدر : النظام التربوي الديني
الجزء والصفحة : ص 300 ــ 306
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن موضوع العناء أعمق وأرقى مستوى من أن نبقى نقول: (الكبد والعناء من ذاتيات هذه الدنيا). إن شأن العناء أعلى وأشرف من هذا المستوى وإنه يتضمن بحثا تربويا وعرفانياً راقيا.

من صعوبات المعاناة هو عدم المعرفة بأسبابها وأهدافها

لا يمكن الاهتمام بموضوع العناء وكسب آثاره التربوية بلا برنامج، فلابد أن نتعرف على (برنامج العناء) في كلا صعيدي التكليف والتقدير. لا شك في أن العناء الخالي من البرنامج لا يكون عناء جيدا ولا يترك آثارا جيدة على روح الإنسان. أما العناء المبرمج فلابد أن يكون مصمما على يد مدرب ومدير ومصمّم بارع، وهو الله سبحانه رب العالمين. فلنعرف أن معاناتنا في الحياة مبرمجة من قبل ربنا عز وجل.

من صعوبات المعاناة هي أنك جاهل بأسبابها وأهدافها. عندما يفرض مدرب كمال الأجسام بعض التمارين على أعضاء الفريق، غالبا ما يوضح لهم الهدف من هذه التمارين الصعبة ويخبرهم بأثرها على عضلاتهم، بيد أن الله سبحانه لا يتحدث عن فلسفة البلايا والمعاناة التي يفرضها علينا بشكل خاص، ولكن يجب أن تؤمن وتثق به وتتوكل عليه.

ما هي علاقة العناء بإحساس لذة الإيمان؟

من المسائل المهمة في قضية العناء هو أن نعرف ما يرتبط به من القضايا. فعلى سبيل المثال، يرتبط العناء بعشق الله والصبر. أما إحدى القضايا المهمة التي ترتبط بالعناء هي (الإيمان).

انظروا إلى هذه الروايات فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (مَنْ كَانَ أَكْثَرُ هَمَهِ لَيْلَ الشَّهَوَاتِ، نَزَعَ مِنْ قَلْبِهِ حَلَاوَةَ الْإِيمان) (مجموعة ورام، ج 2، ص 116) وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الإيمان حتى تزهد في الدنيا) (الكافي، 2 / 128). ما هي حلاوة الإيمان؟ هل من الحلاوة أن يعيش الطفل تحت ظل والديه وينمو في أحضانهم؟ هل من الحلاوة أن يكون الإنسان صاحب زوجة وأهل وأسرة؟ وهل من الحلاوة أن يعاد المريض فى فراشه إذا مرض؟ وهل من الحلاوة أن يحظى الإنسان بصديق حميم وعزيز؟ وهل من الحلاوة أن يحظى الإنسان بإعجاب وتشجيع الناس؟ كل هذه الحالات حلوة وجميلة ولكن حلاوة الإيمان أقوى وأشد حلاوة منها، وإذا ذاق الإنسان حلاوة الإيمان سينسى طعم غيره من العلاقات الحلوة.

الإيمان يخرج الإنسان من وحشة الوحدة

الإيمان يخرج الإنسان من وحشة الوحدة ويجعل الله أنيسه ومؤنسه. الإيمان بالله يقرب إليك أرحم موجود في العالم. الإيمان بالله الرحمن الرحيم يؤدي إلى نتائج عجيبة. فإذا بحثت عن أي شيء سوى الإيمان تُحرم من حلاوة الإيمان. فحلاوة الإيمان ليس بحلاوة إلى جانب باقي أنواع الحلاوة في العالم. فمن ذاق لذة الإيمان وحلاوته، لا يبقي مجالا لباقي اللذائذ الحلوة بعد.

ولهذا عندما كان الناس يهتفون في حسينية جماران ويفدون أرواحهم له، ما كان الإمام يشعر بلذة من تلك المشاعر. إذ كان الإمام قد التذ بالإيمان بالله لذة لا تقاس بحلاوتها شيء، إذ لا تقاس محبة الله بمحبة الناس. كان السيد الخميني قد بالغ بمجاهدة نفسه وترك الشهوات والملذات فنال لذة الإيمان على أساس حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، من كان همه نيل اللذات والشهوات، لن ينال لذة الإيمان، فما بالك بمن تعلق بهذه اللذات وراح يركض وراءها. ثم لا تقتصر اللذة والشهوة بالشهوات الجنسية، بل تعم جميع مشتهيات الإنسان، بعضها سلبية كالغضب الذي تطرد به شيئا ما، وبعضها إيجابية تنجذب بها إلى منفعة ما.

لقد حبب الله الإيمان في قلوب المؤمنين وزينه في قلوبهم، فأصبح ذا جمال وجذابيّة تسحر الإنسان. فقد قال الله سبحانه: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: 7].

إيمان المرء يجعله قريبا من الله ويحيط الله بهذه الإنسان بعد الإيمان لكي لا يشعر بالوحشة. ولهذا يقول: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16].

ويقول في آية أخرى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]. وكذلك يقول: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 115]. فلا إمكان لإنسان أن يحيط بك ويخفف من وحشتك، بل الله هو القادر على الاحاطة بك. ولا يقدر الإنسان أن يعيش وحيدا ولا يستطيع أحد أن يخرجك من وحدتك مثل الله سبحانه.

الإيمان، يسبب النفور من المعصية

إذا ذاق الإنسان حلاوة الإيمان وأصبح الإيمان محبوبا لديه، حينئذ ينفر من الكفر والفسوق والعصيان. وكذلك يشمئز من الإيمان بما سوى الله والعمل القبيح. فإذا أدرك الإنسان قبح الذنوب وتنفّر منها، عند ذلك يحصل على مهجة جيدة لمناجاة الله سبحانه، إذ سوف يعرف مدى قباحة الذنب ودناءته، وسوف يستغفر الله ويناجيه من كل قلبه.

في سبيل الشعور بحلاوة الإيمان لابد من تحمل العناء وجهاد النفس

في سبيل أن يذوق الإنسان حلاوة الإيمان، لابد له من تحمل العناء والابتعاد عن السيئات عبر جهاد النفس. فقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (صَابِرُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى فِعْلِ الطَّاعَاتِ وصُونُوهَا عَنْ دَنَسِ السَّيِّئَاتِ تَجِدُوا حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ) (غرر الحكم، الحديث 81)

يحصل الإيمان والعلاقة بالله بالعناء والشدائد لا عبر درس أصول العقائد. طبعا إن درس أصول العقائد جيد، ولكن من أجل الإجابة عن شبهات العدو. يعني إذا أراد العدو أن يسلبك عقائدك وإيمانك، هنا يأتي دور دروس العقائد والأبحاث العقلية والكلامية.

يعاني الإنسان أحيانا من بعض المعاناة ولكنه لا يذوق حلاوة الإيمان

لابد للإنسان أن يتعرف على نفسه بشكل جيد ولا يتحمل عناء لا فائدة فيه. إذ أحيانا يعاني الإنسان ويتحمل الشدائد ولكنها معاناة بلا جدوى لا ترفع مقامه ولا تذيقه حلاوة الإيمان. أحد الأسباب هي أنه عندما كان يعاني من بعض المشاكل والمصائب كان بصدد التعويض عن معاناته. كبعض المتظاهرين بالتقوى الذين يراعون مقتضيات الزهد والتقوى في سبيل أن يجدوا فرصة للتعويض عن كل الأتعاب التي تحملوها في هذا المسار. فمثل هؤلاء لن يجدوا حلاوة الإيمان مهما تحملوا العناء لأنهم بصدد العثور على فرصة يعوضوا فيها عن كل الشدائد والصعاب التي تحملوها، وفي الواقع قد تحملوا كل هذه المعاناة في سبيل الفوز براحة أكبر في هذه الدنيا.

فعلى سبيل المثال من يعف عن الشهوات في سبيل أن يصل إلى جاه ومقام في هذه الدنيا، فإنه لا يذوق حلاوة الإيمان ومثل هؤلاء الناس ينطبق عليهم قوله تعالى: {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} [الحج: 11]. إن شهوة الجاه والمقام تمنع حلاوة الإيمان من أن تدخل في القلب. ولعل أحد أسباب توفيق بعض الفسقة ورؤساء العصابات للتوبة والهداية هي أنهم يعرفون ماضيهم وملف أعمالهم جيدا فلا يطمعون في نيل الجاه والشأن الرفيع في هذه الدنيا عبر الحصول على المقامات العرفانية. فمن أجل أن يذيقنا الله حلاوة الإيمان، لابد أن نتحمل المعاناة والمصاعب بصدق، لا من أجل نيل غيرها من الشهوات. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.