أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2017
4128
التاريخ: 27-04-2015
2163
التاريخ: 12-10-2014
1575
التاريخ: 2023-08-31
1421
|
من طبيعة الحركة الإصلاحية الآخذة إلى التقدّم بوجه عامّ : أن يتوارد على تشريعاتها نسْخٌ متتابع حسب تَدرّجها التصاعدي نحو قمّة الكمال ، تلك طبيعة الحركة الإصلاحية محتّمة ، ولاسيّما إذا كانت الأمّة ـ الّتي انبعثت فيها هذه النهضة التقدّمية ـ أمّة متوغّلة في الضلال وبعيدة عن معالم الحضارة إلى حدٍّ كبير ، حيث الانتشال بها من واقعها السحيق والانسجام مع سجيّتها المتوحّشة ، لممّا يبدو متعذّراً ويتطلّب طيّ عقَبات ومراحل متلاحقة .
وهكذا استدعَت التشريعات الإسلامية نسْخاً متتالياً منذ أن ظهرت الدعوة في مكّة المكرّمة ، وحتّى إلى ما بعد الهجرة إلى المدينة المنوّرة ، وقد انتهت شريعة النَسْخ ـ فيما يخصّ آي الذكر الحكيم ـ بوفاته ( صلّى الله عليه وآله ) حيث انقطاع الوحي .
وكانت ظاهرة النسْخ أمراً لابدّ منه في كلّ تشريع يحاول تركيز معالمه في الأعماق ، والأخذ بيد أمّة جاهلة إلى مستوى عال من الحضارة الراقية ، الأمر الّذي لا يتناسب مع الطفرة المستحيلة ، لولا الأناة والسَير التدريجي المستمرّ خطوة بعد خطوة .
ومن ثمّ فإنّ النَسْخ ضرورة واقعية تتطلّبها مصلحة الأمّة ذاتها ، ولم يكد ينكر
ما لهذه الظاهرة الدينية من فائدة وعوائد تعود على الأمّة ، وأعظِمْ بها من حِكمة إلهيّة بالغة .
سلسلةُ تدوين هذا العِلم :
ولم يخفَ على العلماء ما لظاهرة النسْخ من حِكمة واقعية وحقيقة ثابتة لا محيص عنها ، ومن ثمّ احتفلوا بشأنها وبذلوا عنايتهم البالغة نحو الاهتمام بها ، وأخذوا في دراستها والتحقيق من جميع جوانبها المتنوّعة .
وأوّل مَن عالجَ الموضوع ودرَسه دراسة فنّية وجمَع أصوله في تدوينٍ جامع هو : أبو محمّد عبد الله بن عبد الرحمان الأصمّ المسمعي ، من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، له رسالة في الناسخ والمنسوخ .
ثمّ تصدّى جماعة من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) للبحث عن ذلك ، وثبْت نتائج بحوثهم في رسائل ، منهم : دارم بن قبيصة التميمي الدارمي ، وأحمد بن محمّد بن عيسى القمّي ، والحسن بن عليّ بن فضّال .
وفي القرن الثالث : قام المفسّر الإماميّ الكبير عليّ بن إبراهيم القمّي بتدوين رسالة خاصّة بشأن الناسخ والمنسوخ في القرآن ، وكذا محمّد بن العبّاس المعروف بابن الحجّام ، وأبو عبيد القاسم بن سلام (ت 225 هـ) ، وجعفر بن مبشّر الثقفي (ت 235 هـ) ، وأحمد بن حنبل (ت 241 هـ) ، وسعد بن إبراهيم الأشعري القمّي (ت 301 هـ) .
وفي القرن الرابع : أحمد بن جعفر البغدادي المعروف بابن المنادي (ت 334 هـ) ، وأبو جعفر أحمد بن محمّد النحّاس (ت 338 هـ) ، ومحمّد بن محمّد النيسابوري (ت 368 هـ) ، وأبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي (ت 368 هـ) ، ومحمّد بن الحسن الشيباني الإمامي ، أدرجه في مقدّمة تفسيره ( نهج البيان عن كشف معاني القرآن ) ، ومحمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي الشهير بالصدوق (ت 381 هـ) .
وفي القرن الخامس : هبة الله بن سلامة (ت 410 هـ) ، وعبد القاهر البغدادي (ت 429 هـ ) ، ومكّي بن أبي طالب (ت 437 هـ) ، وعليّ بن أحمد بن حزم الأندلسي (ت 456 هـ) .
وفي القرن السادس : محمّد بن بركات بن هلال السعيدي (ت 520 هـ) صاحب ( الإيجاز في ناسخ القرآن ومنسوخه ) ، ومحمّد بن عبد الله المعروف بابن العربي (ت 543 هـ) ، وأبو الفرج عبن الرحمان ابن الجوزي (ت 597 هـ) .
وفي القرن الثامن : يحيى بن عبد الله الواسطي (ت 738 هـ) ، وعبد الرحمان بن محمّد العتائقي ( ت ح 770 هـ) ، ومحمّد بن عبد الله الزركشي (ت 794 هـ ) ضمن كتابه ( البرهان ) .
وفي القرن التاسع : أحمد بن المتوّج البحراني (ت 836 هـ) ، وأحمد بن إسماعيل الابشيطي (ت 883 هـ) .
وفي القرن العاشر : عبد الرحمان جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ) ضمن كتاب ( الإتقان ) ، ومحمّد بن عبد الله الاسفراييني .
وفي القرن الثاني عشر : عطيّة الله بن عطيّة الاجهوري ( 1190 هـ) .
وفي هذا القرن الأخير الرابع عشر : كتب سماحة سيّدنا الأستاذ الإمام الخوئي ( دام ظلّه ) في الناسخ والمنسوخ في دراسة عميقة وافية ضمن مؤلّفه القيّم ( البيان ) ، وكتب الأستاذ مصطفى زيد ( النسْخ في القرآن الكريم ) ، والأستاذ علي حسن العريض ( فتح المنّان في نسْخ القرآن ) ، وغيرهم ممّا يطول .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|