المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ بعث لكم طالوت ملكا}
2024-10-06
{الم تر الى الملا من بني اسرائيل من بعد موسى}
2024-10-06
كتلة سيبيريا The Siberian Shield
2024-10-06
كتلة الصين The Chinese Shield
2024-10-06
كتلة الدكن The Deccan Shield
2024-10-06
كتلة استراليا The Australian Shield
2024-10-06

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الولد والمجتمع / معاشرة العلماء  
  
154   09:15 صباحاً   التاريخ: 2024-09-05
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص169ــ171
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-26 746
التاريخ: 11-1-2016 1924
التاريخ: 23-2-2022 1368
التاريخ: 11-4-2021 1908

من الوظائف الأخلاقية والتربوية الملقاة على عاتق كل أب تعريف ولده على علماء العلوم الدينية واصطحابه إلى بيوتاتهم والمشاركة في مجالسهم، فإنّ لذلك مضافاً إلى تعرّفه عليهم آثاراً تربويّة أُخرى كثيرة، فإنّه لاريب في أن معاشرة ومجالسة كلّ أحد والأنس والألفة به ذات أثر في انتقال صفات ذلك الشخص إلى نفس من يجالسه، خصوصاً لو كان ذلك الإنسان عالماً ملتزماً وإنساناً مستقيماً، إذن من وظائف الأب تعريف ولده على العلماء الواقعيين، فإن ذلك يلعب دوراً في تعيين مستقبل الولد.

ما هي صفات العالم؟

قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ((قال لقمان لولده: يا بني... وللعالم ثلاث علامات: العلم بالله وبما يحب ويكره))(1).

توضيح ذلك:

أن العالم الصالح حري بالمجالسة والمعاشرة، فإنّه يعدّ أسوة في الأخلاق ومن الهداة حقاً، فهو عالم بالله خائف منه، وأن معرفته بـه تعالى تجعله عاملاً ممتثلاً لأحكامه، ملتزماً بالواجبات والقيم الإلهية منتهياً عن المحرمات، ومثل هذا الشخص حري للتأسي به، إذن فلنعرف أبناءنا على هؤلاء العلماء لكن لا على كلّ عالم يحفظ جملة مصطلحات:

أ. الترغيب في إقامة العلاقات بالعلماء

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده الحسين (عليه السلام): ((ومن خالط العلماء وُقّر))(2).

وقال لقمان لولده: أي بني صاحبِ العلماء وَجالِسهم وزرهم في بيوتهم لعلك

تشبههم فتكونَ منهم(3).

وأوصى ولده أيضاً وقال جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإنّ الله يحيي القلوب بنور الحكمة، كما يحيي الأرض بوابل السماء(4).

ب. أخذ المعارف من العلماء

من الواضح أن الغرض من كلّ هذا الترغيب في مجالسة العلماء والمشاركة في مجالسهم هو كسب العلوم والمعارف الإسلامية، وحلّ الأمور المجهولة، ووضع خطة الحياة، وأن الهدف من ذلك هو التأسي بهم، وجعلهم قنطرة للوصول إلى المعارف الإلهية الحقة.

قال لقمان لولده يا بني، تعلَّم من العلماء ما جهلت، وعلم الناس ما علمت(5).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده محمد بن الحنفية: ((يا بني، اقبل من الحكماء مواعظهم، وتدبّر أحكامهم))(6).

وقال لقمان لولده أيضاً: يا بني، تَعلَّم الحكمة تشرف بها، فإنّ الحكمة تدلُّ عـلـى الدين وتُشرِّفُ العبد على الحرّ، وترفعُ المسكين على الغني، وتُقدِّمُ الصغير على الكبير، وتجلس المسكين مجالس الملوك، وتزيد الشريف شرفاً، والسيد سؤدداً، والغني مجداً، وكيف يظن ابن آدم أن يتهيأ أمر دينه ومعيشته بغير حكمة، ولن يهيئ الله عزّ وجلّ أمر الدنيا والآخرة إلّا بالحكمة، ومثل الحكمة بغير طاعة مثل الجسد بغير نفس، ومثل الصعيد بغير ماء، ولا صلاح للجسد بغير نفس، ولا للصعيد بغير ماء، ولا للحكمة بغير طاعة(7).

ج. ترك مجادلة العلماء

قال لقمان لولده لا تجادل العلماء فيمقتوك(8).

____________________________________

(1) نفس المصدر، ص 415.

(2) تحف العقول، ص 84.

(3) بحار الأنوار، ج 13، ص 432.

(4) مجموعة ورّام، ص 59.

(5) نفس المصدر، ص 422.

(6) نور الثقلين، ج 4، ص 2.

(7) بحار الأنوار، ج 75، ص 458.

(8) مجموعة ورام، ص 77. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.