أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-29
976
التاريخ: 2023-06-20
1077
التاريخ: 2024-09-03
303
التاريخ: 2024-05-02
858
|
فإذا أقبل العبد بالدعاء علىٰ الله أحبّه الله ، وإذا اعرض العبد عن الله كرهه الله.
وقد يؤجل الله تعالىٰ إجابة دعاء عبده المؤمن ليطول وقوفه بين يديه ،
ويطول اقباله عليه وتضرعه إليه ... فإن الله يحب أن يسمع تضرع عبده ، ويشتاق إلى دعائه ومناجاته.
روي عن العالم (عليه السلام) : « إنّ الله عزّ وجلّ ليؤخر اجابة المؤمن شوقاً إلى دعائه ، ويقول : صوت اُحب أن اسمعه ، ويعجل دعاء المنافق ، ويقول : صوتاكرهه » ([1]).
وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) : « اكثروا من أن تدعو الله ، فإن الله يحب من عباده المؤمنين أن يدعوه ، وقد وعد عباده المؤمنين الاستجابة » ([2]).
وعن امير المؤمنين (عليه السلام) : « احب الاعمال إلى الله عزّ وجلّ في الأرض الدعاء » ([3]).
وروي أن أبا جعفر الباقر (عليه السلام) كان يقول : « إن المؤمن ليسأل الله عزّ وجلّ حاجة ، فيؤخر عنه تعجيل اجابته حباً لصوته واستماع نحيبه » ([4]).
وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) : « إن العبد ليدعو فيقول الله عزّ وجلّ للملكين : قد استجبت له ، ولكن احبسوه بحاجته ، فإني اُحب أن اسمع صوته ، وإن العبد ليدعو فيقول الله تبارك وتعالىٰ: عجلوا له حاجته فإني ابغض صوته » ([5]).
وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) : « إن العبد الولي لله ليدعو الله عزّ وجلّ في الامر ينوبه ، فيقال للملك الموكل به : اقض لعبدي حاجته ، ولا تعجلها فإني اشتهي أن اسمع صوته ونداءه ، وإن العبد العدو لله عزّ وجلّ يدعو الله عزّ وجلّ في الامر ينوبه ، فيقال للملك الموكل به : اقض حاجته ، وعجلها فإني اكره أن اسمع صوته ونداءه » ([6]).
والله تعالی يكره سؤال الناس بعضهم لبعض ، ويحب للمؤمن ان يكرم نفسه ويده عن السؤال ، ولكنه تعالىٰ يحب سؤال المؤمنين منه ، ويحب تضرعهم ودعاءهم عنده.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « إن الله احب شيئاً لنفسه وابغضه لخلقه ، ابغض لخلقه المسألة ، واحب لنفسه أن يسأل ، وليس شيء احب الله عزّ وجلّ من أن يسأل ، فلا يستحي احدكم من أن يسأل الله من فضله ، ولو شسع نعل » ([7]).
وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) : « إن الله يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم ، ويبغض العبد أن يستخف بالجرم اليسير » ([8]).
روي عن محمد بن عجلان قال : « اصابتني فاقة شديدة واضاقة ، ولا صديق لمضيق ، ولزمني دين ثقيل وعظيم ، يلح في المطالبة ، فتوجهت نحو دار الحسن بن زيد ، وهو يومئذ أمير المدينة لمعرفة كانت بيني وبينه ، وشعر بذلك من حالي محمّد بن عبدالله بن علي بن حسين (عليهم السلام) ، وکان بيني وبينه قديم معرفة ، فلقيني في الطريق فاخذ بيدي وقال : قد بلغني ما أنت بسبيله ، فلن تؤمّل لكشف ما نزل بك ؟
قلت : الحسن بن زيد. فقال : اذن لا يقضي حاجتك ، ولا تسعف بطلبتك،
فعليك بمن يقدر علىٰ ذلك ، وهو اجود الاجودين ، فالتمس ما تؤمله من قبله ، فإني سمعت ابن عمي جعفر بن محمد يحدث عن ابيه عن جده عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : اوحى الله إلى بعض انبيائه في بعض وحيه : وعزتي وجلالي لاُقطّعن امل كل آمل أمّل غيري بالإياس ، ولأكسونه ثوب المذلة في الناس ، ولاُبعدنه من فرجي وفضلي ، ايأمل عبدي في الشدائد غيري والشدائد بيدي ؟ ويرجو سواي وانا الغني الجواد ؟ بيدي مفاتيح الابواب وهي مغلقة ، وبابي مفتوح لمن دعاني.
الم تعلموا أن من دهاه نائبة لم يملك كشفها عنه غيري ، فما لي اراه يأمله معرضاً عني ، وقد اعطيته بجودي وكرمي ما لم يسألني ؟
فأعرض عني ، ولم يسألني ، وسأل في نائبته غيري ، وانا الله ابتدئ بالعطية قبل المسألة.
أفأُسأل فلا أجود ؟ كلّا. اليس الجود والكرم لي ؟ اليس الدنيا والآخرة بيدي ؟ فلو أن أهل سبع سماوات وارضين سألوني جميعاً واعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح البعوضة ، وكيف ينقص ملك انا قيّمه ، فيا بؤساً لمن عصاني ، ولم يراقبني.
فقلت له : يا بن رسول الله ، أعد علي هذا الحديث ، فأعاده ثلاثاً ، فقلت: لا
والله ما سألت احداً بعدها حاجة ، فما لبث أن جاءني الله برزقٍ من عنده » ([9]).
قيمتان للاستجابة :
للاستجابة من الله تعالیٰ لدعاء العبد قيمتان ، وليس قيمة واحدة. احداهما اعظم من الاُخریٰ.
اما القيمة الدنيا فهي انجاز المطلب والمسألة التي طلبها الانسان من الله تعالیٰ لدنياه أو آخرته ، أو لهما معاً.
واما القيمة العليا فهي نفس الاجابة من الله تعالیٰ لعبده فإن في كل (اجابة) اقبال من الله تعالیٰ علیٰ عبده ، كما ان في كل (دعاء) اقبال من العبد علیٰ الله تعالیٰ.
ومهما كان لشيء من ثمن وحساب وحدّ ، فلا حساب ولا حد لقيمة اقبال الله تعالیٰ علیٰ عبده.
ولا حد لسعادة العبد إذا كان موضع رعاية الله تعالیٰ وعنايته واقباله الخاص ، وتلك سعادة ليس فوقها سعادة ان يخص الله تعالیٰ عبداً من عباده فيقبل عليه ، ويسمع منه ، ويستجيب له ، ويشعره بالاستجابة مهما كانت قيمة المطلب والمسألة التي طلبها العبد من الله تعالیٰ ، روي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : « لقد دعوت الله مرة فاستجاب ، ونسيت الحاجة ، لأن استجابته بإقباله علیٰ عبده عند دعوته اعظم وأجل مما يريد منه العبد ، ولو كانت الجنّة ونعيمها الأبد ، ولكن لا يعقل ذلك إلّا العالمون ، المحبون ، العابدون ، العارفون ، صفوة الله ، وخاصته » ([10]).
فالدعاء والاجابة اذن علاقة متبادلة بين الله تعالیٰ وعبده ، من افضل ما تكون العلاقة وأشرفها ، وأي علاقة بين الله تعالیٰ وعباده افضل من ان يقبل العبد علیٰ ربه بالحاجة والطلب والسؤال ، ويقبل الله تعالیٰ علیٰ عبده بالاجابة ويخصه بها.
[1] بحار الأنوار 97 : 296.
[2] وسائل الشيعة 4 : 1086 ، ح 8616.
[3] وسائل الشيعة 4 : 1089 ، ح 8639.
[4] قرب الاسناد : 171 ، اصول الكافي : 526.
[5] وسائل الشيعة 4 : 1112 ، ح 8731 ، اصول الكافي : 526.
[6] اصول الكافي : 527 ، وسائل الشيعة 4 : 1112 ، ح 8732.
[7] فروع الكافي 1 : 196 ، من لا يحضره الفقيه 1 : 23.
[8] المحاسن للبرقي : 293 ، بحار الأنوار 93 : 292.
[9] بحار الأنوار 93 : 303 ـ 304.
[10] مصباح الشريعة : 14 ـ 15 ، بحار الانوار 93 : 323.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|