المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



حسن الإقتصاد والتقدير في العيشة  
  
225   10:13 صباحاً   التاريخ: 2024-09-01
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص378ــ379
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-13 1211
التاريخ: 28-4-2017 2011
التاريخ: 23-12-2016 3463
التاريخ: 11-2-2018 2246

الزوج السعيد هو الذي يحسن الإقتصاد والتقدير في معيشته فلا يكون بخيلاً، ولا مسرفاً، بل يكون مقتصداً في معيشته، ويعمل على تقدير معيشته بحسب ما يراه مناسباً.

ومن هنا لا مانع من التخطيط المالي والاقتصادي للحياة الزوجية، وهذا الأمر موكول إلى الزوجين وإنما نحن نركز على أصل الموضوع.

وفي الاقتصاد وحسن التقدير أحاديث كثيرة ومنها: عن الإمام الباقر (عليه السلام): ((من علامات المؤمن ثلاث:... حسن التقدير في المعيشة))(1).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ((وإن القصد يورث الغنى))(2)، وعن الإمام (عليه السلام): ((ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر))(3). ، وفي آخر: ((ما خير في رجل لا يقتصد في معيشته، ما يصلح لا لدنياه ولا لآخرته))(4).

هذا وقد ورد أن من علامات المسرف ثلاث علامات: ((يأكل ما ليس له، ويشتري ما ليس له، ويلبس ما ليس له))(5).

وليعلم بأن حسن تقدير المعيشة ليس خلاف التوكل على الله عزّ وجل، ولا يتعارض معه لأن حسن تقدير المعيشة هو من باب التعقل المظلل بالتوكل، ولو كان خلاف التوكل ومتعارضاً معه لما ورد الحث عليه في الروايات.

إن عدم الإقتصاد وعدم التقدير في المعيشة هو إدخال الحياة الزوجية في صميم المغامرات غير المحسوبة، وإذا ما أنفق الزوج على أمر يحتاجه فهو لا يندم، أما إذا أسرف في الإنفاق على أمور لا يحتاجها لا ضرورة، ولا كمالاً فإنه يندم وبعد ذلك لا ينفع الندم.

______________________________

(1) م. س، ص 65.

(2) م. ن، ص 64.

(3) م. ن.

(4) م. ن. ص 66.

(5) م. ن، ص 65. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.