أـ أوربا المتوسطية : ففي أقطار أوربا المتوسطية تسود أشجار الزيتون بكثرة ، بل لنجد أن هذه الأشجار هي صفة مميزة لهذا الجزء من أوربا . ويستخرج من ثمار الزيتون زيت الزيتون الذي تشتهر فيه إسبانيا وجنوبي فرنسا وإيطاليا . كما تسود زراعة العنب حيث يصنع من ثماره النبيذ ، إذ تنتج فرنسا وإيطاليا وإسبانيا كميات كبيرة منه . وإذا كان البرتقال ذا أهمية في كل من إيطاليا وأجزاء من إسبانيا ، فإن الجزر المتوسطية - وخاصة صقلية - مراكز هامة جداً لزراعة الليمون . ويعد القمح والشعير من أهم محاصيل الحبوب التي تزرع في أراضي المتوسط . وتربى الأغنام على جوانب ذلك فإن مردودها من الصوف أو اللحم ليس كبيراً ، وإن كان ذو نوعية جيدة ، ويربي الماعز في الأجزاء الأكثر جفافاً من أماكن تربية الاغنام . ومن الحيوانات الكبيرة نذكر البغال ، والحمير التي غالباً ما تكون أكثر أهمية من الخيول.

ب - أقطار شمال غربي أوربا ووسطها : في الأجزاء الأكثر رطوبة وبرداً من تلك الأراضي فإن الشوفان أفضل أنواع الحبوب التي تزرع ، وتنتج بولندا وألمانيا كميات كبيرة منه، اما الشيلم يأخذ مكان القمح في الأراضي المركزية من أوربا حيث التربة غير جيدة ، ويستعمل الشيلم لصناعة الخبز، أما الذرة فتنمو فقط حيث يكون هناك فائضاً من الرطوبة والصيف حاراً كما في أوربا الوسطى . ومن المحاصيل الهامة جداً التي تنمو غالباً في الأراضي الفقيرة نجد البطاطا . وللسهل الأوربي الشمالي أهمية كبيرة في مجال الزراعة. وفي مناطق المروج الرطبة تربى أعداد كبيرة من الماشية ، وتتركز تربية الأغنام فوق الأراضي التليـة الجـافـة ، أو فوق التلال في المناطق الرطبة حيث يكون تصريفها للماء جيداً . وأفضل كروم العنب توجد في الأجزاء الدافئة من تلك الأقطار .

جـ - أراضي الاستبس وروسيا الجنوبية : وهذه المناطق أهم مركز لزراعة القمح الربيعي ، والشعير ، كما ويزرع فيها الشيلم.

د - أقطار أوربا الشمالية : إن البرد عامل معيق للعديد من الحاصلات الزراعية في تلك الأقطار، ويعتبر الشعير المحصول الرئيسي الذي تنجح زراعته في المناطق التي تطول فيها الأيام في الصيف ، وينضج حتى داخل الدائرة القطبية ، كما ويمكن للبطاطا أن تنجح زراعتها ، وماشية الألبان ذات أهمية هناك حيث تنمو الحشائش بوفرة في الصيف ، وتقطع ثم تجفف لتستعمل علفـاً في الشتاء عندما تحفظ الماشية في الحظائر .